عرس في غزة تحت نيران الاحتلال

أصدقاء العريس وأقاربه في قاعة الاحتفال يحتفلون بالعريس ويرددون أغاني وطنية - عرس تحت حمم نيران الاحتلال بغزة
undefined

أحمد فياض-غزة

دفعت إرادة الحياة  وإظهار روح الصمود والتحدي فلسطينيا من قطاع غزة للقبول بأن يُزف إلى عروسه تحت وطأة حمم القذائف الصاروخية الإسرائيلية ليغيظ بعرسه الاحتلال ويتحدى آلة الموت والتدمير التي لم تسلم منها أية منطقة القطاع.

فبينما كان ثلث سكان إسرائيل محرومين من الخروج من ملاجئهم ومنازلهم بعد انقضاء سبتهم للترويح عن أنفسهم كما سبق وجرت عليه العادة في مساء كل يوم سبت، اختارت عائلتان من بلدة بني سهيلا جنوب القطاع أن تزف عروسيهما في هذه الأجواء للتعبير عن الروح المعنوية العالية التي اتسم بها سكان القطاع خلال هذا العدوان رغم فقدهم أكثر من 47 شهيداً وإصابة أكثر من 470 آخرين حينها.

ويعيش سكان قطاع غزة حالة غير معهودة من الثقة بالنفس والثبات والالتفاف حول المقاومة بفعل ضرباتها وقذائفها الصاروخية طويلة المدى التي أصابت العمق الإسرائيلي وأصابت السكان اليهود بالذعر.

‪العريس محمد الدرديسي: حمم طائرات العدو لن توقف الحياة في غزة‬  (الجزيرة نت)
‪العريس محمد الدرديسي: حمم طائرات العدو لن توقف الحياة في غزة‬ (الجزيرة نت)

أجواء تحد
وفي العرس الذي طغت عليه أجواء التحدي ردد المشاركون أهازيج وأغاني تعبر عن هذه الروح مثل: "يا ما جرى ويا ما صار بين غزة والمنظار"، في إشارة لانطلاق صواريخ المقاومة من تلك المنطقة باتجاه المستوطنات الإسرائيلية، و"وحطوا الصفصف على الصفصاف واحنا فلسطينية ما بنخاف".

ويقول العريس محمد الدرديسي البالغ من العمر 24 عاما، إن الشعب الفلسطيني تعود على هجمات الاحتلال المتكررة، ولا يرى أن من الحكمة تأجيل عرسه، لأنه لا يدري إلى أي مدى يمكن أن يستمر العدوان.

وأضاف للجزيرة نت أنه أراد أن يثبت للاحتلال عبر تنظيم حفل زفافه -في الوقت الذي يختبئ فيه الإسرائيليون في الملاجئ- أن الشعب الفلسطيني عصي على الكسر وأن حمم الطائرات الحربية لن توقف عجلة الحياة في غزة.

باقون ومقاومون
من جانبه قال شقيق العروس تيسير أبو علية، إن الشعب الفلسطيني تعود على مآسي وجرائم الاحتلال "وهذا العرس لنثبت للاحتلال أننا باقون على أرضنا وسنتزوج وسنتكاثر وسنقاوم حتى يرحل الاحتلال وتتحرر الأرض".
شقيق العروس تيسير أبو علية: باقون وسنتكاثر (الجزيرة نت)
شقيق العروس تيسير أبو علية: باقون وسنتكاثر (الجزيرة نت)

وأضاف أن إشهار الزواج في هذا التوقيت هو للتأكيد على روح الصمود والتفاؤل التي يتمتع بها الفلسطينيون في الأوقات واللحظات الصعبة.

وأوضح للجزيرة نت، أن فكرة تأجيل الفرح كانت مطروحة، ولكن في النهاية اقتنع ذوو العروسين بضرورة تنفيذه كي تنطلق عجلة الحياة "وليثبتوا للاحتلال أن الشعب الفلسطيني لا يثنيه الخوف عن مواصلة الحياة".

وأكد أبو علية أن العروسين أصرا على انطلاق مراسم العرس في هذا التوقيت ليكون رسالة للاحتلال وجبهته الداخلية بأن الشعب الفلسطيني لا يهاب حمم صواريخه الضخمة في حين يفرون هم للملاجئ هربا من صواريخ المقاومة الصغيرة.

المصدر : الجزيرة