خيارات مصرية للتصعيد وتنديد بالهجمات

مظاهرات بمصر تنديدا بالعدوان على غزة
undefined
 
أنس زكي-القاهرة

تحدث مصدر دبلوماسي مصري عن خيارات متاحة وكثيرة للتصعيد مع إسرائيل ردا على عدوانها على قطاع غزة، وفي حين أعلنت الرئاسة المصرية عن إيفاد رئيس الحكومة هشام قنديل إلى القطاع اليوم الجمعة للتضامن معها خرجت سلسلة من التظاهرات في العاصمة المصرية ومدن أخرى للتنديد بالهجمات الإسرائيلية.

ونقلت مصادر بوزارة الخارجية المصرية للجزيرة نت تأكيد مصدر دبلوماسي أن هناك عددا من الخطوات التصعيدية التي يمكن أن تتخذها مصر، وأوضح أنها ترتبط بنهج إسرائيل ومدى استمرارها في الاعتداءات في الفترة المقبلة.

وأشار المصدر إلى أن القاهرة كان يمكن أن تكتفي باستدعاء السفير المصري من تل أبيب للتشاور، وهى خطوة أقل حدة من سحبه، وهو ما يعني أن مصر اختارت الخيار الأعنف من البداية، كما أنه بإمكانها إذا استمر العدوان أن تعد السفير الإسرائيلي في القاهرة شخصا غير مرغوب فيه أو حتى تقوم بطرده، و"هما خياران لهما نفس النتيجة من الناحية القانونية لكن الأخير يكون أكثر إهانة".

في الوقت نفسه، أشار المصدر إلى أن القاهرة لم تطلب من السفير الإسرائيلي لديها المغادرة، وتعليقا على سفره مساء الأربعاء قال المصدر إنه كان معتادا طيلة العام الماضي على المغادرة كل خميس ثم العودة إلى القاهرة يوم الأحد، "وسنرى ما إذا كان سيعود الأحد المقبل أم لا".

زيارة قنديل
في الأثناء، أعلن المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي إن الرئيس محمد مرسي كلف رئيس الوزراء هشام قنديل بالتوجه إلى غزة الجمعة على رأس وفد رفيع المستوى، وذلك من أجل "التأكيد على تضامن مصر مع أهالي غزة، في مواجهة العدوان الإسرائيلي الغاشم، وكذلك لتلبية الاحتياجات العاجلة للشعب الفلسطيني".

وتحدثت وسائل إعلام مصرية عن بدء مجلس الوزراء في الترتيب للزيارة التي يتوقع أن تضم عددا من الوزراء وكبار المسؤولين لبحث سبل تقديم الدعم لأهالي غزة في المجالات المختلفة.

وأشارت إلى أن قنديل سيقوم بمتابعة الأوضاع عند معبر رفح، بعد أن أصدر تعليمات بتوفير كل سبل المساعدة للعابرين من أبناء غزة، كما سيزور مستشفيات بمدينة العريش في شمال سيناء حيث يجري علاج بعض المصابين الفلسطينيين.

تظاهرات
في الأثناء خرجت في العاصمة المصرية القاهرة وعدد من المدن الكبرى سلسلة من التظاهرات، للتنديد بالهجوم الذي تشنه إسرائيل على قطاع غزة الذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين على مدار الساعات الـ24 الماضية.

وانطلقت أبرز هذه التظاهرات ظهر الخميس من أمام مسجد عمر مكرم الواقع في أحد أطراف ميدان التحرير في قلب العاصمة المصرية، متجهة إلى مقر جامعة الدول العربية على الطرف الآخر من الميدان الشهير بمشاركة مئات الأشخاص بينهم محمد عصمت سيف الدولة مستشار رئيس الجمهورية للشؤون العربية.
تضامن واسع في مصر مع غزة في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها (الجزيرة نت)
تضامن واسع في مصر مع غزة في مواجهة الهجمات التي تتعرض لها (الجزيرة نت)

ورفع المتظاهرون لافتات ورددوا هتافات تندد بالعدوان الإسرائيلي وتطالب السلطات المصرية بإغلاق السفارة الإسرائيلية في القاهرة وبقطع العلاقات مع إسرائيل، والفتح الدائم والكامل للمعابر بين مصر وقطاع غزة.

كما تطالب هتافات مشاركين بفتح باب الجهاد ضد الاحتلال الإسرائيلي مؤكدين أن هذه الاحتلال لن يرحل عن الأراضي التي يحتلها إلا بهذه الطريقة.

تضامن وإدانة
ومساء عاد ميدان التحرير ليشهد انطلاق مظاهرة أخرى توجهت هذه المرة نحو ميدان عابدين حيث يوجد أحد قصور الرئاسة، وهتف المشاركون مؤكدين تضامنهم مع غزة وإدانتهم للعدوان الإسرائيلي.

ونظمت جماعة الإخوان المسلمين وقفة احتجاجية أمام مسجد رابعة العدوية بمدينة نصر في شرق القاهرة، حيث هتف المشاركون ضد الحكومة الإسرائيلية وأكدوا على الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني حتى ينجح في تحقيق استقلاله واستعادة دولته. كما نظمت الجماعة سلسلة وقفات أخرى أمام عدد من المساجد الكبرى بالقاهرة للغرض نفسه.

ولم تقتصر التظاهرات على القاهرة، حيث شهدت الإسكندرية ثاني كبرى المدن المصرية سلسلة مظاهرات شارك فيها الآلاف للتنديد بالعدوان الإسرائيلي في قطاع غزة، ولمطالبة الحكام العرب والمسلمين وشعوب العالم الحر بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الذي في مواجهة آلة القتل الإسرائيلية.

قوافل إغاثة
كما شهدت محافظة الشرقية مظاهرة نظمها الإخوان المسلمون بالتعاون مع اتحاد القوى الوطنية، حيث أكد المشاركون أن الثورة المصرية وحدت جميع القوى الوطنية للوقوف على قلب رجل واحد ضد الطغيان الصهيوني.

وامتدت التظاهرات إلى المنصورة وكذلك محافظة الفيوم التي أكد أبناؤها ضرورة المسارعة إلى إغاثة الأشقاء في غزة ودعمهم في مواجهة العدوان.

في الأثناء أعلنت نقابة الصيادلة في مؤتمر صحفي عقد مساء الخميس عن إرسال قافلة طبية إلى غزة تتلوها عدة قوافل أخرى خلال ساعات محملة بأطنان من الأدوية والمستلزمات الطبية لمساعدة الشعب الفلسطيني.

كما أعلنت نقابة الأطباء في دمياط عن قافلة مماثلة لسكان غزة يرافقها عدد من الأطباء المتخصصين للمساعدة في علاج الجرحى.

المصدر : الجزيرة