الاحتلال يمنع الصحافة من دخول الأقصى

صحفيون ومصورون على بوابات الأقصى منعتهم شرطة الاحتلال دخوله لتغطية المواجهات والاقتحامات
undefined

محمد محسن وتد-القدس المحتلة

تمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي الصحفيين والطواقم الإعلامية العربية والدولية من دخول ساحات المسجد الأقصى بالقدس المحتلة، لتوثيق ما يتعرض له المسجد من انتهاكات ومخططات أو رصد وتصوير عمليات الاقتحام من الجماعات اليهودية وقوات الأمن الإسرائيلية.

وتخشى إسرائيل نقل الصور وبث مشاهد من شأنها تأطير وتوثيق جرائمها وممارسات الجماعات اليهودية بساحات الأقصى وكشفها للعالم والمجتمع الدولي، وعليه يأتي منع الصحفيين من دخول الأقصى، حيث يخطط الاحتلال لما هو أكبر وأخطر بكل ما يتعلق بمستقبل المسجد وساحاته، خصوصا أن إسرائيل تحاول حاليا بسط سيطرتها وسيادتها على الأقصى وتخومه.

وتنظر إسرائيل إلى الصحفي على أنه عدو وإلى معداته وآلات التصوير على أنها أسلحة فتاكة يجب تحطيمها وإبطال مفعولها لمنع توثيق ما يجري، وعليه فإن إدخال كاميرات ومعدات تصوير إلى ساحات الأقصى مهمة تكاد تكون شبه مستحيلة.

ويتعرض الصحفي لعنف قوات الاحتلال والاعتقال والتضييق والحد من عمله مستقبلا إذا ما تخطى أوامر الحذر والمنع الإسرائيلية ودخل بكاميراته ومعداته الصحفية إلى ساحات المسجد.

تضييق وترهيب
ويعيش الإعلامي أيمن عليان مثل باقي الصحفيين حالة من الصدام والمواجهة المتواصلة مع سلطات الاحتلال في كل ما يتعلق بعمله الميداني في توثيق مجريات الأحداث والتطورات بساحات الأقصى، وقد اعتقل عدة مرات عندما جازف ودخل المسجد خلال المواجهات لتوثيقها، وأخضع  للتحقيقات وأبعد عن الأقصى بأوامر عسكرية كغيره من الصحفيين، مما يمنعه من خوض غمار محاولة التسلل للمسجد بمعداته وكاميراته خوفا من الاعتقال والسجن.

عليان: الاحتلال يطارد الصحفيين ويضيق الخناق عليهم لمجرد وجودهم في أزقة البلدة القديمة (الجزيرة)
عليان: الاحتلال يطارد الصحفيين ويضيق الخناق عليهم لمجرد وجودهم في أزقة البلدة القديمة (الجزيرة)

وقال عليان للجزيرة نت إن سلطات الاحتلال تعتمد سياسة ممنهجة بمنع طواقم الصحافة والإعلام من دخول ساحات الأقصى، بل تطاردهم وتضيق الخناق عليهم لمجرد وجودهم بتخومه وفي أزقة البلدة القديمة، وتهدف إلى إسكات الصحفيين وترهيبهم بقصد منعهم من توثيق وكشف ممارسات الاحتلال بالمسجد الأقصى وساحاته ومشاريعه التهويدية بباطن الأرض التي باتت خطرا يحدق بالمسجد والمقدسات.

بدوره، أوضح المصور التلفزيوني أشرف شويكة أن سلطات الاحتلال تتذرع بضرورة  قيام الطواقم الإعلامية بالتنسيق معها ومع دائرة الأوقاف الإسلامية لدخول الأقصى وبالتالي استصدار تراخيص الدخول للمسجد بموجب هذا التنسيق، لافتا إلى أن هذه الذرائع الواهية بمثابة ذر للرماد في العيون، موضحا أن سلطات الاحتلال لم تمنح إذنا لأي طاقم إعلامي بالدخول.

لذا يؤكد شويكة للجزيرة نت أن جميع الصحفيين عدلوا عن هذا الإجراء البيروقراطي وفضلوا المخاطرة بحياتهم على أن يكونوا رهينة لإملاءات الاحتلال، ليدخلوا الأقصى خلسة بقصد توثيق الأحداث ورصد الحقائق التي طالما حاول الاحتلال تغيبها وحجبها عن العالم.

ويرى في المواجهات بساحات الأقصى فرصة مواتية للإعلاميين والمصورين لدخوله، حيث تستنفر قوات الاحتلال وتعلن الطوارئ وتخلي قواتها الأبواب، وعندها يدخل الصحفي ساحات المسجد لتغطية المواجهات وهناك يتحول إلى جزء من الحدث والمواجهة، حيث يُستهدف وتقوم الوحدات الخاصة بمطاردته والاعتداء عليه لمنعه من القيام بعمله.

إسرائيل تحاول تشويه الحقائق لخلق رواية لمخاطبة الرأي العام العالمي لقبول فكرة تقسيم الأقصى (الجزيرة)
إسرائيل تحاول تشويه الحقائق لخلق رواية لمخاطبة الرأي العام العالمي لقبول فكرة تقسيم الأقصى (الجزيرة)

قمع واعتقال
وتحولت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث ورغم التضييق على طاقمها واستهدافه من قبل سلطات الاحتلال إلى المصدر الرئيسي لحقيقة ما يحدث في ساحات الأقصى وتحت أرضه وتخومه، وتنتشر بطاقمها على مدار أيام الأسبوع لتوثيق ما يجري من متغيرات وأحداث ورصد مخططات التهويد والاستيطان التي تحركها المؤسسة الإسرائيلية.

وذكر المنسق الإعلامي لمؤسسة الأقصى الصحفي محمود أبو عطا أن سلطات الاحتلال تواصل قمعها للصحفيين بالقدس المحتلة وتمنعهم من دخول ساحات الأقصى عبر ترهيبهم والحد من حرية تنقلهم والاعتقال، لكن هناك إصرارا من قبل الإعلاميين والصحفيين على دخوله وتعريض حياتهم للمخاطر في سبيل فضح وكشف انتهاكات الاحتلال ومخططاته التي أصبحت تهدد مكانة المسجد.

وبين أبو عطا في حديثه للجزيرة نت أنه ليس من السهل أن تكون صحفيا تعمل بالقدس المحتلة وتغطي الأحداث واقتحامات الجماعات اليهودية لساحات الأقصى، حيث يتم إقصاء الصحفي وإبعاده عن بؤرة الأحداث ويتم التضييق عليه ورصد تحركاته حتى خلال مكوثه بتخوم المسجد وبواباته، بهدف حجب حقيقة ما تقوم به إسرائيل من جرائم ومخططات استيطانية وتهويدية عن العالم، حيث تسعى لتغييب مشهد وصور الانتهاكات.

ويرى أن قمع الصحفيين ومنعهم من توثيق الاعتداءات على المصلين والمخططات التي تستهدف الأقصى، ينسجم مع الرؤى العامة للمؤسسة الإسرائيلية بحجب الحقائق، وقمعهما، وتشويهها لخلق رواية إسرائيلية لمخاطبة الرأي العام العالمي والتأثير عليه لقبول فكرة تقسيم الأقصى وتوظيف روايتها في المستقبل لخدمة مشروعها الصهيوني ببناء الهيكل المزعوم.

المصدر : الجزيرة