الشيخ الأحمر يتوعد الحوثي والحراك والقاعدة

الشيخ صادق الأحمر زعيم قبيلة حاشد أقوى القبائل اليمنية
undefined

عبده عايش-صنعاء

لوّح زعيم قبيلة حاشد اليمنية الشيخ صادق عبد الله الأحمر أمس السبت بعودة العمل الثوري في اليمن، لمجابهة ما أسماها القوى المعادية للتسوية السياسية في البلاد، كما طالب بنزع الحصانة عن الرئيس السابق علي عبد الله صالح.

وحدد -أثناء افتتاحه بصنعاء مؤتمر "تحالف قبائل اليمن" الذي يرأسه- ثلاث جماعات مسلحة تهدد المرحلة الانتقالية باليمن، وهي الحراك الجنوبي الانفصالي، وجماعة الحوثي بصعدة، وتنظيم القاعدة، وإن ربط بينها وبين بقايا النظام السابق، ودعا هذه الجماعات إلى نبذ العنف وعدم التمادي بسفك الدماء والانخراط في العملية السياسية والحوار الوطني، حسب وصفه.

وأكد الأحمر الذي خاض بمسلحيه القبليين معارك عنيفة بصنعاء العام الماضي ضد قوات الرئيس السابق صالح أن اليمنيين اليوم عند مفترق طرق، فإما أن يمضوا جميعا إلى بر الأمان أو يعود الزخم الثوري ويتحرك جميع أنصار الثورة الشعبية السلمية.

وأعلن استعداده للمزيد من "التضحيات" من أجل تحقيق كل أهداف "الثورة الشعبية السلمية"، وكان منزل الأحمر بصنعاء تعرض للقصف الصاروخي من قوات صالح عقب تأييده للثورة التي أطاحت به.

وجاء انعقاد مؤتمر "تحالف قبائل اليمن" بحضور ومشاركة نحو 600 من مشايخ القبائل المؤيدة للثورة، وفي ظل تزايد الأنشطة المناهضة لتنفيذ المبادرة الخليجية من قوى تحاول جر البلاد إلى مربع العنف والفوضى، حسب بعض المحللين.

تحالف جديد
وقال المحلل السياسي ياسين التميمي في حديث للجزيرة نت إن عقد مؤتمر موسع لتحالف قبائل اليمن يأتي في ظل تنامي مشاعر القلق إزاء تمدد الحوثيين، وتنامي نشاط الحراك الانفصالي، والتقائهما وتنسيقهما المباشر مع الرئيس المخلوع وبقايا نظامه والعناصر الموالية له.

‪التميمي: خطورة التحرك تكمن في طموح التحالف لإعادة صياغة خريطة للنفوذ السياسي والاجتماعي في اليمن‬ (الجزيرة)
‪التميمي: خطورة التحرك تكمن في طموح التحالف لإعادة صياغة خريطة للنفوذ السياسي والاجتماعي في اليمن‬ (الجزيرة)

واعتبر أن خطورة التحرك الذي يتبناه أطراف التحالف الجديد (الحوثيون، والحراك الانفصالي، والرئيس المخلوع) تكمن في طموحها لإعادة صياغة خريطة جديدة للنفوذ السياسي والاجتماعي في اليمن، من شأنها أن تقوض اتفاق التسوية السياسية، وترتيبات المرحلة الانتقالية، وتوجه ضربة قوية لمسيرة الثورة.

ورأى التميمي أن مؤتمر قبائل اليمن يأتي في سياق توجه له أبعاد محلية وإقليمية، يهدف لتحريك قوة تأثير مهمة في المجتمع اليمني، ممثلة في القبائل، التي تشعر "بخطر يتهددها في العمق" من جانب الحوثيين تحديدا، آخذا في الاعتبار الدور المؤثر للقبائل في دعم الثورة وإسقاط صالح.

ضرب الهيبة
في المقابل وصف رئيس منتدى الجزيرة العربية للدراسات نجيب غلاب مؤتمر قبائل اليمن وخطاب الشيخ الأحمر بالعوامل التي تهدد السلم الأهلي في اليمن، وتزيد من الصراعات في البلاد وتعمقها، حيث إنه يتعامل مع الآخر المختلف كنقيض له ومغاير، ولا يجد أمامه إلا القوة العنيفة للتعامل معه.

ورأى غلاب في حديث للجزيرة نت أن خطاب الأحمر يتجاهل الدولة ومؤسساتها، ويتصرف وكأن البلاد تحت إرادته، واعتبر أن أحزابا سياسية تريد تقديم نفسها قوة مقاتلة جاهزة للقضاء على خصومها، وتوجه رسائل إلى الرئيس عبد ربه منصور هادي مفادها أنه إذا لم تواجه الدولة حركات التمرد كجماعة الحوثي والحراك الجنوبي، فإن حربا أهلية قادمة.

وقال إن الدولة هي المسؤولة عن مواجهة حركات التمرد، وإذا أرادت أن تستعين بالقوة القبلية فلها الحق في ذلك، أما أن يبادر شيخ قبلي ويتحدث وكأنه الدولة ويحارب تكتلات يمنية مهما كان الاختلاف معها فإن ذلك "يهين الدولة ويفقدها هيبتها ويهدد السلم الأهلي".

وخلص غلاب إلى أن الخطر الآخر يتمثل في أن مؤتمر قبائل اليمن تقف وراءه أبعاد حزبية تريد نقل الانقسام من البنى السياسية إلى البنية القبلية، خاصة أن مشايخ قبائل آخرين من حزب المؤتمر ومن مؤيدي صالح لم يشاركوا بالمؤتمر، وأكد أنه في حال حدوث أي صراع داخل القبيلة اليمنية فلن يتمكن أحد من ضبطه، وهو ما يشكل تهديدا على وحدة الدولة.

المصدر : الجزيرة