المدنيون يدفعون فاتورة الأزمة السورية

 
يخفي الصراع الدائر في سوريا منذ أكثر من عشرين شهرا مأساة إنسانية تهدد حياة ملايين المدنيين الذين يدفعون ثمنا باهظا لما يصفونه توقا نحو الحرية، وأحدث هذه التضحيات مقتل وجرح العشرات من المدنيين في غارة للطيران الحربي على كفر نبل بمحافظة إدلب.

ورصد مراسل الجزيرة بمحافظة إدلب سقوط العشرات بين قتيل وجريح في قصف جوي لطائرات النظام استخدم فيه البراميل المتفجرة التي دمرت عددا كبيرا من المنازل ودفنت سكانها تحت ركامها.

ولم يستطع سكان البلدة سحب جميع الجثث من تحت الأنقاض نظرا لغياب المعدات التي تعينهم في هذه المهمة الشاقة.

ولم يكن الوضع أفضل في حلب التي يشن عليها النظام حملة عسكرية وأمنية كبيرة منذ أسابيع، حيث يشهد القطاع الصحي في المدينة انهيارا كاملا وخصوصا في المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش الحر.

ويعود هذا الانهيار بحسب ناشطين وأطباء، إلى استهداف المشافي ونقص الكوادر الطبية والأدوية. ويضيفون أن الجيش النظامي يستهدف الطواقم الطبية وسيارات الإسعاف.

وما يزيد من قتامة المشهد الإنساني في عاصمة سوريا الاقتصادية، الجثث المجهولة الهوية والتي تعد معضلة كبيرة للعاملين بالمشافي في ظل صعوبة التعرف على هوية أصحابها.

لاجئون
ويتزامن استمرار تدهور الأوضاع الميدانية والإنسانية في المدن السورية مع تدهور مماثل في أحوال اللاجئين السوريين الذين توزعوا على الدول المجاورة هربا من القصف والمعارك الدائرة في بلادهم.

ففي لبنان مثلا، كشف تقرير لمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أن عدد النازحين السوريين بلغ 94 ألفاً. وقال التقرير إن النازحين يتلقون الحماية والمساعدة من الحكومة اللبنانية ومنظمات الأمم المتحدة وأخرى غير حكومية.

وذكر التقرير أن غالبية النازحين هم من مدن حمص وحماة وإدلب وحلب ودمشق. ولفت إلى أن ما يثير القلق هو بعض التقارير التي تفيد عن وصول عدد من الأطفال السوريين غير المصحوبين من ذويهم.

وأشار إلى أن القصف المستمر من الأراضي السورية على لبنان رتب آثارا خطيرة وسلبية على كل من اللاجئين واللبنانيين المقيمين عند المناطق الحدودية.

وإلى تركيا التي أعلنت الوكالة التركية لإدارة الطوارئ والكوارث فيها أن عدد اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم في مخيمات بالجنوب تجاوز مائة ألف.

وأوضح وزيرالمالية التركي محمد شيمشك أن بلاده أنفقت 220 مليون دولار حتى الآن من الميزانية الحكومية على اللاجئين السوريين. وأضاف أنه عند احتساب إنفاق البلديات المحلية وإنفاق الحكومة العام على هؤلاء اللاجئين، نجد أن مجموع الإنفاق أعلى من الرقم المذكور بكثير.

أما الأردن الذي يحتضن عشرات آلاف اللاجئين في مخيم الزعتري شمالي شرقي الأردن، فتسعى منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) إلى إيصال الكتب المدرسية إلى  نحو ألفين وأربعمائة طالب وطالبة من أبناء اللاجئين السوريين في المخيم.

المصدر : الجزيرة + وكالات