قطار التنمية بسيناء لم ينطلق بعد

ما تزال التنمية منعدمة تقريبا في سيناء بعد ثلاثين عاما من استعاتها بالكامل
undefined

أنس زكي-العريش
 
منذ استعادت مصر سيناء قبل نحو ثلاثين عاما، والحديث عن تنميتها وتعميرها لا يتوقف. لكن الواقع في محافظة شمال سيناء خصوصا، يكشف أن التنمية هناك ظلت حبرا على ورق، وحديثا يتكرر بشكل روتيني في مناسبات معينة كذكرى حرب أكتوبر أو تحرير سيناء.

وحين تحدثنا إلى بعض أهالي سيناء وممثلي القوى السياسية فيها، بدا واضحا لنا أن التنمية هي همّهم المشترك، فهم يؤكدون أنها ستكون مفتاحا لحل كثير من المشاكل هناك.

ويوجه هؤلاء جميعا سهام النقد إلى نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، حيث يحملونه مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في سيناء جرّاء الإهمال والتهميش اللذين حالا دون تنفيذ مشروعات للتنمية، فضلا عن حرمانها حتى من مشروعات البنية الأساسية.

مبارك وسيناء

‪أبو طريف قال إن مبارك لم يكن يحب سيناء‬ (الجزيرة نت)
‪أبو طريف قال إن مبارك لم يكن يحب سيناء‬ (الجزيرة نت)

وقال سالم أبو طريف -وهو بدوي يعمل بالعريش- للجزيرة نت إن "نظام مبارك لم يكن يحب سيناء"، مستدلا على ذلك بافتقارها حتى إلى مياه الشرب النقية، فضلا عن مشروعات الصرف الصحي، والمصانع والمشاريع الزراعية والخدمية.

وأبدى أبو طريف استغرابه من انعدام التنمية الحكومية في شمال سيناء، حيث لم تنفذ فيها سوى ثلاثة مشروعات صغيرة من رجل أعمال مشهور أنشأ جامعة خاصة ومصنعا للإسمنت إضافة إلى قرية سياحية.

وأضاف أن غياب التنمية أدى إلى انعدام الوظائف، وهو ما أدى بدوره إلى تراجع الأمن والاستقرار نتيجة انتشار التطرف و"البلطجة"، مؤكدا أن التنمية لو حدثت ستكون المفتاح الرئيسي لحل بقية مشاكل سيناء.

من جهته، اعترف الرئيس السابق لجهاز تعمير سيناء اللواء محمد مختار قنديل بأن النظام السابق لم يكن جادا في تعميرها، وأكد أن تجربته بينت له أن سيناء لم تحظ بالأولوية في عهد مبارك، ولم ينجز الجهاز الذي كان يرأسه الكثير بسبب ضعف الاعتمادات المالية.

كما اعتبر القيادي في حزب الوفد بالعريش أمين القصاص أن المجلس العسكري السابق لم يكن بدوره جادا في تنمية سيناء، وقال إن المرسوم بقانون رقم 14 لعام 2012 الذي أصدره المجلس في هذا الشأن اهتم بتأمين ممتلكات الجيش ومصالحه في سيناء، أكثر من اهتمامه بتنميتها وتعميرها.

متطلبات التنمية
وبعيدا عن ميراث الماضي، فإن الشيخ مرضي فريج -أحد شيوخ شمال سيناء- يعتقد بأن المهم حاليا هو النظر إلى المستقبل. وقال للجزيرة نت إن استكمال مشروع ترعة السلام ينبغي أن يتصدر متطلبات التنمية هناك، للحاجة الملحة إلى توصيل مياه النيل إلى الأراضي الصالحة للزراعة في سيناء.

‪الشوربجي قال إن المهم هو تنفيذ‬ (الجزيرة نت)
‪الشوربجي قال إن المهم هو تنفيذ‬ (الجزيرة نت)

وأشار فريج إلى أن تجربة السنوات الماضية أظهرت قصور الجهد الفردي في إنجاز التعمير الزراعي، خصوصا مع التكلفة العالية لشق الآبار.

أما أبو طريف فشدد على الإسراع بإنشاء المصانع لاستيعاب الشباب العاطل ومن ثم ضمان عدم انحرافهم، مطالبا بالاهتمام بتنمية الإمكانات السياحية الهائلة في سيناء، والتي يمكنها توفير وظائف كثيرة، ودعم الموارد المالية للأفراد أو للدولة.

بدوره، قال القيادي في حزب الحرية والعدالة عبد الرحمن الشوربجي، إن تجربته في مجلس الشعب السابق بينت له أن سيناء لا تحتاج خططا تنموية جديدة.

وأشار إلى عشرات المشاريع التي تم إعدادها في مجلسي الشعب والشورى وجامعة سيناء، قائلا إن المهم هو التحول إلى مرحلة تنفيذ الخطط وترجمتها إلى واقع.

ورأى الشوربجي أن البداية مهمة جدا، حيث إن الانطلاق في تنفيذ المشاريع سيدعم ثقة المستثمرين، خاصة إذا اهتمت الدولة بإزالة المعوقات البيروقراطية وحرصت على طمأنة المستثمر.

وأضاف أن التنمية والأمن في سيناء وجهان لعملة واحدة، فالتنمية تجلب الأمن، والأمن شرط أساسي لتهيئة المناخ للتنمية، ولذلك فإن الدولة مطالبة بمعالجة هذين الملفين بشكل متواز لأن كل واحد منهما يخدم الآخر.

المصدر : الجزيرة