مساعدات عربية لنازحي الصومال

النازحون في انتظار توزيع المعونات الغذائية إليهم


النازحون في مخيم بؤآلي بانتظار توزيع المعونات الغذائية (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سهل يوسف-بؤآلي

وصلت معونات غذائية مرسلة من متبرعين بالكويت والبحرين والإمارات إلى نازحي مدينة بؤآلي جنوبي الصومال، وهي أول مساعدة عربية تصل إلى تلك المناطق الصومالية المقطوعة عن العالم الخارجي.

وقال رئيس لجنة الإغاثة العاجلة المنبثقة عن جمعية التوفيق الخيرية الشيخ محمود عبد الرحمن إن مواد إغاثية وزعت على الأسر المتضررة بالجفاف والتي لجأت إلى مدينة بؤآلي هربا من الجوع والعطش.

وأشار إلى أنها جاءت من جمعية إحياء التراث الإسلامي بالكويت (لجنة القارة الأفريقية) وجمعية التربية الإسلامية من مملكة البحرين، ومن محسنين من الإمارات.

وذكر أن المساعدات شملت الدقيق والسكر والأرز والتمر والزيت. وقد استفاد من المعونات العربية حوالي ألفي أسرة تعيش بمناطق معزولة عن العالم.

صفوف طويلة تنتظر توزيع المساعدات (الجزيرة نت) 
صفوف طويلة تنتظر توزيع المساعدات (الجزيرة نت) 

وأضاف عبد الرحمن للجزيرة نت أن النازحين إلى بؤآلي يعانون من الجوع، وقد قدموا من قرى عدة تابعة لولاية باي جنوبي غرب الصومال متحدثا عن أوضاعهم الإنسانية التي قال إنها وصلت إلى حد الكارثة الإنسانية.

المساعدات الأولى
وأكد رئيس لجنة الإغاثة العاجلة في حديثه للجزيرة نت عدم حصول غالبية النازحين إلى بؤآلي على أية معونات إغاثية من قبل، مشيرا إلى مواصلة جهودهم الإنسانية بالتعاون مع الجمعيات الخيرية سالفة الذكر، لإنقاذ حياة آلاف الأسر المشردة في المناطق البعيدة عن المدن الكبرى.

كما امتدح الجهود الإغاثية التي تقدمها جمعيتا إحياء التراث الإسلامي، والتربية الإسلامية، بالتعاون مع جمعية التوفيق الخيرية لإغاثة إخوانهم الصوماليين المتأثرين بالجفاف والذين نزحوا من ولاية باي.

وتقول حليمة عثمان، وهي أم لعشرة أولاد، للجزيرة نت، إنها وصلت إلى مخيم بؤآلي قبل أسبوعين ولم تحصل وقتها على مساعدات إنسانية من أحد. وحمدت الله على تسلمها حصة من المعونات الغذائية المرسلة من محسنين من ثلاث دول خليجية.

أما فاطمة آدم، وهي أم لسبعة أطفال، فقصتها لا تختلف عن قصة حليمة، وقد لجأت إلى مخيمات مدينة بؤآلي، قادمة من قرية ياق براوي، ولم تجد تلك المخيمات الاهتمام الكافي من الهيئات، والمنظمات الدولية العاملة بالحقلين الإغاثي والإنساني.

وتقول فاطمة للجزيرة نت "كدنا أن نهلك جوعا نتيجة الجفاف، ولكن الله قدر لنا البقاء على قيد الحياة، نفد كل ما نملكه من المال".

وأضافت "الحمد لله الآن حصلت على الطعام لأولادي، ولكن لا أملك الأواني والأدوات المنزلية، نحن نبيت في العراء" غير أنها استدركت قائلة "نحن الآن بخير ولكن من ينقذ سكان قريتي من الموت، إنهم فقدوا كل أموالهم".

وتقيم حواء إبراهيم عبده، وهي أم لستة أطفال، في مخيمات النازحين بمدينة بؤآلي منذ شهرين، ولم تجد من يسعفها ويخفف عنها آثار الجفاف، غير أن علامات السرور كانت بادية على وجهها نتيجة تسلمها المواد الإغاثية.

حليمة عثمان تغمرها الفرحة بعد تسلمها مواد غذائية (الجزيرة نت)
حليمة عثمان تغمرها الفرحة بعد تسلمها مواد غذائية (الجزيرة نت)

يُذكر أن جمعيتي إحياء التراث الإسلامي الكويتية، والتربية الإسلامية من مملكة البحرين، ينفذان بالتعاون مع جمعية التوفيق الخيرية المحلية مشاريع تنموية تتمثل في بناء المدارس والمساجد وحفر الآبار وكفالة الأيتام والدعاة.

لن ينسوا
وقال محمود عبد الرحمن "الشعب الصومالي لن ينسى من يقف معه في محنته الراهنة".

في هذا السياق طلب محمود من الهيئات والجمعيات الإسلامية منها والدولية كافة مضاعفة جهودها، لإيصال المعونات الغذائية إلى المحتاجين الذين قال
"إنهم بحاجة إلى خدمات غذائية، وصحية على وجه السرعة، إضافة إلى الماء والمسكن، وأدوات للطبخ".

المصدر : الجزيرة