مرضى غزة بين المعاناة والترقب

A Hamas policeman stands guard near Egyptian soldiers at the gate of the Rafah border crossing in the southern Gaza Strip May 28, 2011. Egypt eased travel restrictions for residents of Gaza on Saturday, eroding a blockade of the Palestinian territory imposed by Israel to isolate its Islamist Hamas rulers. REUTERS/Ibraheem Abu Mustafa (GAZA - Tags: POLITICS)

القاهرة وعدت بمتابعة الحالات المرضية الممنوعة من السفر قبل نهاية رمضان (رويترز-أرشيف)


أحمد فياض-غزة
 

انقلبت حياة الجريح الفلسطيني سامح الشيخ يوسف رأساً على عقب بعد فقده بصره بفعل منع السلطات على معبر رفح السماح بمتابعة عملياته الجراحية التي سبق وأن أجراها بمستشفى المعادي العسكري بالقاهرة إبان تعرضه لقصف إسرائيلي بثالث أيام الحرب الإسرائيلية على غزة نهاية 2008.

ومنذ ثلاث سنوات يعيش سامح ظلمة فقد البصر وظلم أجهزة الأمن المصرية التي وضعت اسمه على قوائم الممنوعين من السفر بمجرد عودته من رحلة العلاج الأولى التي عاد فيها إلى غزة بعد انقشاع غبار الحرب الإسرائيلية.

وقد حاول سامح السفر عبر المعبر ثماني مرات، ولكن كل محاولاته قوبلت بالرفض، وهو ما تسبب في إصابة عينه اليمنى بتهتك وفقد أي أمل في أن تستجيب لزراعة قرنية من جديد وفق الأطباء المتابعين لحالته.

لم تقف مأساة الجريح سامح عند هذا الحد، إذ أن عينه اليسرى تضررت هي الأخرى بفعل عدم متابعة علاجها، ولم يعد يبصر من خلالها أي شيء.

المنع من السفر أفقد سامح بصره (الجزيرة نت)
المنع من السفر أفقد سامح بصره (الجزيرة نت)

مناشدة
ويجلس سامح اليوم في منزله بانتظار أن يتحرك ضمير المسؤولين المصريين كي يسمحوا له بالسفر إلى مصر أو أي دولة بالعالم لعله يتمكن من إنقاذ عينه الثانية ليعود إلى احتضان أطفاله ومداعبتهم كما كان يفعل قبل فقده لبصره.

وتمثل مأساة سامح التي نقلت الجزيرة نت بعضاً من تفاصليها نموذجاً صارخاً لكثير من أصحاب الحالات الإنسانية التي تقطعت بهم السبل بفعل إدراج أجهزة  أمن النظام المصري السابق أسماءهم على قوائم المنوعين من السفر من غزة عبر معبر رفح.

وبعد سقوط النظام المصري السابق استبشر من يسمون في غزة بالمدرجين بانتهاء معاناتهم، لكنهم تفاجؤوا ببقاء وضعهم على ما هو عليه.

وما زالت الجهات الأمنية بمعبر رفح ترفض توضيح سبب رفضها للمدرجة أسماؤهم على القوائم السوداء من دخول الأراضي المصرية أو المرور من خلالها.

ويؤكد وكيل وزارة الداخلية بالحكومة في غزة كامل ماضي والمسؤول عن تنظيم حركة مرور المسافرين بمعبر رفح، أن الجانب المصري يعمد إلى إرجاع نحو ثلاثمائة مسافر فلسطيني من المدرجة أسماؤهم شهرياً.

وأضاف للجزيرة نت أن من حق أي مواطن أن يسافر وقتما يشاء دون قيد أو شرط، ودعا المسؤولين المصريين إلى زيادة أعداد المسافرين من غزة  للحد من تفاقم معاناة المسافرين من ذوي الحاجات الإنسانية الذين تقطعت بهم السبل في غزة وليس لهم بديل في ظل الحصار سوى معبر رفح.

ماضي: من حق أي مواطن أن يسافر وقت ما يشاء دون قيد أو شرط (الجزيرة نت)
ماضي: من حق أي مواطن أن يسافر وقت ما يشاء دون قيد أو شرط (الجزيرة نت)

وعود بالحل
من جهته وعد السفير المصري بفلسطين ياسر عثمان، بمتابعة قضية الحالات المرضية الممنوعة من السفر عبر معبر رفح مع الجهات المختصة بالقاهرة قبل نهاية رمضان.

ودعا السفير ذوي الحالات المرضية الممنوعة من السفر بالتقدم للسفارة برام الله بصورة عن جواز السفر وصورة عن التقرير الطبي، وذكر تاريخ منعهم من السفر عبر معبر رفح وماذا أبلغوهم عن سبب المنع.

وعبر في اتصال هاتفي مع الجزيرة نت عن عميق أسفه لمنع أي حالة مرضية من السفر عبر معبر رفح، مكرراً وعده بالتواصل مع الجهات المعنية لتغيير هذا الوضع على معبر رفح.

وذكر أن العملية الأمنية التي يقوم بها الجيش المصري بسيناء لإعادة الاستقرار هناك، ستساعد أيضاً في تسهيل العمل على معبر رفح، مشيراً إلى أن عدم استقرار الحالة الأمنية كانت تؤثر على عمل المعبر والأطقم الفنية العاملة فيه.

ورجح  الدبلوماسي المصري أن يشهد عمل المعبر تحسناً ملحوظاً مع انتهاء الحملة الأمنية بسيناء، لافتاً إلى أن تردي الوضع الأمني بسيناء يبطئ مناقشة مسألة قوائم الممنوعين من السفر عبر معبر رفح.

المصدر : الجزيرة