تباين بإسرائيل بشأن الموقف من سوريا

إسرائيل والانتفاضة السورية: الرهان على أقل الخيارات سوء
 

دعا مسؤولون إسرائيليون حكومتهم إلى بدء حوار مع المعارضة السورية استعدادا لاحتمال سقوط نظام الرئيس بشار الأسد الذي يواجه منذ أربعة أشهر احتجاجات شعبية غير مسبوقة.

فقد أفادت صحيفة معاريف الإسرائيلية اليوم بأن مداولات سرية عن الوضع في سوريا ومستقبل النظام هناك عقدت في الأيام الأخيرة أظهرت تباينا في مواقف الساسة الإسرائيليين من التعامل مع الوضع السوري.

وقالت الصحيفة إن المداولات -التي شارك فيها مسؤولون سياسيون رفيعو المستوى- هدفت إلى بلورة سياسة عن ما إذا كان ينبغي لإسرائيل تأييد إسقاط الأسد أو تأييد بقاء نظامه، وانعكاسات أي سياسة سيتم إقرارها على أمن إسرائيل.

وأشارت الصحيفة إلى أنه تبين من المداولات الإسرائيلية أن الآراء منقسمة حيال النظام السوري حتى الآن، وأن قسما من المسؤولين الإسرائيليين يرى أنه لا ينبغي القيام بشيء والاكتفاء بانتظار التطورات.

وقال قسم آخر من المشاركين في هذه المداولات إن نظام الأسد ما زال شرعيا، مشيرين إلى وجود محاولات للمصالحة بين معارضي النظام ومؤيديه داخل سوريا ولذلك فإنه ينبغي العمل من أجل بقاء النظام.

وبين الموقفين، يوجد قسم ثالث من المسؤولين الإسرائيليين يرى أن الأسد -وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الاحتجاجات- فقد شرعيته وفاعليته.

وتناولت المداولات الموقف الأميركي من الأحداث في سوريا، وأشار المشاركون إلى أن الآراء منقسمة أيضا في واشنطن حيال الحاجة إلى إسقاط الأسد.

سياسيون أوصوا إسرائيل بإجراء اتصالات مع جهات في المعارضة السورية (الفرنسية-أرشيف)
سياسيون أوصوا إسرائيل بإجراء اتصالات مع جهات في المعارضة السورية (الفرنسية-أرشيف)

توصية سياسية
ودعا مسؤولون سياسيون شاركوا في المداولات إسرائيل للبدء في إجراء محادثات مع جهات في المعارضة السورية استعدادا لمرحلة ما بعد الأحداث العنيفة في سوريا.

وهذه المرة الأولى التي يوصي فيها مسؤولون سياسيون، وليس عسكريون، بأن تُجري إسرائيل اتصالات مع جهات في المعارضة السورية بهدف تقليل الأضرار التي قد تلحق بإسرائيل في حال تغير النظام.

وتعالت انتقادات شديدة خلال المداولات على خلفية عدم عقد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أية مداولات حول الوضع في سوريا في هيئة السباعية الوزارية أو المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية بالإضافة إلى عدم بلورة تقييم للوضع بالنسبة لإسرائيل حتى الآن.

رؤوفين ميران:
لماذا لا تطير قاذفات حلف شمال الأطلسي شرقا وتلقي على سوريا قذائفها الديمقراطية؟

القذائف الديمقراطية
ارتباطا بالموضوع، انتقد الصحفي الإسرائيلي رؤوفين ميران الغرب وخاصة حلف شمال الأطلسي (ناتو) لعدم تدخله في سوريا أسوة بليبيا.

ودعا ميراون في مقاله بصحيفة "إسرائيل اليوم" -بشكل مبطن- الغرب إلى إزاحة الأسد من حكم سوريا متسائلا "لماذا لا تطير قاذفات حلف شمال الأطلسي شرقا وتلقي على سوريا قذائفها الديمقراطية".

وأضاف الصحفي الإسرائيلي أن "النظام السوري يذبح أبناء شعبه بقسوة لا تقل عن قسوة العقيد الليبي معمر القذافي"، منتقدا التعامل المعياري للغرب الذي يسعى من خلال تدخلاته بالمنطقة إلى تحقيق مصالحه الاقتصادية والسياسية، وعلى رأسها الاستيلاء على النفط.

المصدر : الصحافة الإسرائيلية + يو بي آي