ستة قتلى بالكونغو عقب الانتخابات

AFP - A guard of incumbent President Joseph Kabila takes patrols in central Kinshasa, 21 August 2006, following renewed exchange of fire between Kabila's and his main rival vice-

قوات الجيش الكونغولي وُضعت على أهبة الاستعداد في كينشاسا والمدن الكبرى (الفرنسية)

قتل ما لا يقل عن ستة أشخاص وأصيب كثيرون في اشتباكات وقعت عقب الإعلان عن نتائج الانتخابات الرئاسية في بعض أجزاء من جمهورية الكونغو الديمقراطية أمس السبت، كما جرت اعتقالات في لندن وبروكسل لمتظاهرين كونغوليين محتجين على النتائج المعلنة التي وصفتها بعثة المراقبة التابعة لمركز كارتر بأنها تفتقر للمصداقية.  

ووضع قرابة 20 ألف جندي على أهبة الاستعداد، بينما ظلت قوات مكافحة الشغب تجوب شوارع العاصمة كينشاسا والمدن الكبرى الأخرى.

وأفادت مصادر إعلامية محلية بأن ستة أشخاص، بينهم سيدتان، قتلوا بالرصاص في اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين في كينشاسا.

وأعلنت الشرطة البريطانية أنها اعتقلت 143 شخصا وسط لندن أمس السبت بعد أن تحولت مظاهرة ضد إعادة انتخاب جوزيف كابيلا إلى أعمال عنف وبدأت في إتلاف ممتلكات ومن بينها سيارات ومتاجر، كما تعرض الناس العاديون أيضا للتهديد.

وقال متحدث باسم الشرطة إن مظاهرة مناهضة لكابيلا بدأت في وايتهول بلندن صباح اليوم الأحد بعد الاتفاق مع الشرطة على احتجاج ثابت في المكان.

واعتقلت شرطة بروكسل نحو 200 شخص مساء الجمعة بعد مظاهرات عنيفة مماثلة في العاصمة البلجيكية.

تفتقر للمصداقية
وقالت بعثة مراقبة الانتخابات التابعة لمركز كارتر الذي يتخذ من الولايات المتحدة مقرا له، إن النتائج التي أعلنتها لجنة الانتخابات الكونغولية تفتقر للمصداقية.

وتبعا لإذاعة أوكابي المتمركزة في كينشاسا، وهي إذاعة مستقلة بتمويل من الأمم المتحدة، فإن من بين القتلى فتاة (19 عاما) حوصرت في أعمال العنف بينما كانت في طريقها لشراء الخبز.

وقتل شخص الليلة الماضية وأصيب العديد في بلدة مبوجي مايي. واستخدمت الشرطة هناك الغاز المدمع لتفريق المظاهرات والاحتفالات.

وكانت كينشاسا قد شهدت مساء الجمعة أعمال عنف اندلعت فور إعلان اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات فوز الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا بولاية رئاسية جديدة وفق نتائج أولية لانتخابات 28 نوفمبر/تشرين الثاني.

وأشعل المحتجون النيران في سيارات وإطارات ورشقوا الشرطة بالحجارة، واستخدم عناصر الأمن الغازات المدمعة وأطلقوا الرصاص في الهواء لتفريقهم.

ورفض المعارض إتيان تشيسيكيدي النتائج رفضا كليا، وأعلن في المقابل فوزه بالرئاسة قائلا "أعتبر نفسي من اليوم فصاعدا الرئيس المنتخب للبلاد".

وقال تشيسيكيدي إنه حصل على 40% من الأصوات مقابل 26% فقط للرئيس جوزيف كابيلا، وشكر "الشعب على انتخابه" داعيا الكونغوليين إلى "البقاء موحدين خلفه لمواجهة الأحداث التالية"، وإلى التزام الهدوء.

خرق للقانون

undefinedوقد أدانت الحكومة الكونغولية إعلان تشيسيكيدي فوزه بالرئاسة، واعتبرته "خرقا للقانون" و"تعديا على الدستور"، حسب تعبيرها.

من جانبه دان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة أعمال العنف المرتبطة بالعملية الانتخابية في الكونغو، ودعا إلى حلّ أي خلافات بشأن النتائج الأولية سلميا من خلال الآليات القانونية وآليات الوساطة المتوفرة.

خطوة هامة
ودعا رئيس بعثة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة روجر ميس في مقابلة مع محطة أوكابي الإذاعية المستقلة الموجودة بكنشاسا الكنغوليين إلى الهدوء، وقال إن "إعلان النتائج خطوة هامة في العملية الانتخابية".

وكانت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات في الكونغو الديمقراطية قد أعلنت الجمعة فوز الرئيس المنتهية ولايته جوزيف كابيلا بولاية رئاسية جديدة.

وحسب النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، فإن كابيلا (40 عاما) الذي انتخب للمرة الأولى عام 2006 حصل على 48.95% من الأصوات متقدما على المعارض إتيان تشيسيكيدي (78 عاما) الذي حصل على 32.33% من الأصوات.

وقال المراقبون الدوليون إن الانتخابات شابتها بعض المخالفات لكننهم رفضوا الدعوة لإلغائها، ودعوا المرشحين إلى الذهاب للمحاكم للتقدم بأي شكوى يرغبون بها.

وكانت الانتخابات قد أجريت في الكونغو البالغ تعداد سكانها 71 مليون نسمة يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لكن المشكلات اللوجستية وسوء الإدارة دفعا إلى تمديد فترة التصويت في بعض المناطق ليومين إضافيين.

ووفقا لمفوضية الانتخابات فإن نسبة الإقبال على الإدلاء بالأصوات بلغت 58% من إجمالي عدد من يحق لهم التصويت والمقدر بنحو 31 مليون ناخب مسجل.

المصدر : وكالات