مجلس التعاون.. مخاطر تواجه الإنجازات

-



سيد أحمد الخضر–الدوحة

يرى عدد من الباحثين والأكاديميين أن الإنجازات الاقتصادية والسياسية التي حققها مجلس التعاون الخليجي ستواجه في المستقبل العديد من التحديات إذا ما أغفل علاج ملفات العدالة الاجتماعية والديمقراطية وقضايا حقوق الإنسان.

وطبقا لمشاركين في مؤتمر "الذكرى الثلاثون لتأسيس مجلس التعاون لدول الخليج العربية: مسيرة وحصيلة" -الذي تنظمه جامعة قطر ومركز الجزيرة للدراسات- فإن الظروف التي تشهدها المنطقة العربية وتطلعات الخليجيين لمزيد من الإنجازات تضع المجلس أمام العديد من التحديات.

ويرى بعض المختصين أنه بقدر الدور الذي لعبه مجلس التعاون سياسيا واقتصاديا على المستويين الإقليمي والدولي، فإن الربيع العربي سيحتم عليه الشروع في إصلاحات داخلية وربما التشكل على نحو مغاير.

جانب من الحضور في المؤتمر (الجزيرة نت)
جانب من الحضور في المؤتمر (الجزيرة نت)

تحديات الوجود
ويرى أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات الدكتور عبد الله عبد الخالق أن المجلس سيواجه تحديات تتعلق بالوجود والهوية بحكم قرارات غير محسوبة -حسب وصفه- من قبيل التدخل العسكري في البحرين، وقيادة بعض دوله لدعم الثورات العربية، ودعوة المغرب والأردن لعضويته.

ويضيف عبد الخالق أن تحولات 2011 تصب في خلق مجلس جديد شكلا ومضمونا، وسيدخل في مسارات جديدة وربما متاهات، حسب توقعه.

وطبقا لعبد الخالق، تتمثل أبرز التحديات التي تواجه المجلس في تحقيق العدالة الاجتماعية، والتجاوب مع الاستحقاقات الديمقراطية، والانتقال من مرحلة التعاون إلى الاتحاد.

لكن أستاذ العلوم السياسية بجامعة الإمارات يعترف بأن المجلس أنجز الكثير وصمد أمام الثورة الإيرانية وحروب الخليج وأفغانستان والإرهاب، وأصبح الجزء الأكثر تأثيرا في الكل العربي، ومركز الثقل الدبلوماسي والإبداعي، حسب تعبيره.

من جانبه، يعترف الأمين العام المساعد للشؤون السياسية بالمجلس سابقا وعضو مجلس الدولة العماني الدكتور خالد الصبحي بوجود مخاطر "يصب تحليلها وتشخيصها في صالح المجلس نفسه".

لكن الصبحي، الذي طالب بإعادة هيكلة المجلس وإنشاء برلمانات خليجية وتطوير المجالس التشريعية الحالية، يرى أن التحديات التي تواجه العمل الخليجي المشترك لا تبعث على التشاؤم.

المسند طالبت بتوحيد الجهود الخارجية
المسند طالبت بتوحيد الجهود الخارجية

مسيرة قيّمة
أما رئيسة جامعة قطر الدكتورة شيخة المسند فترى أن مسيرة مجلس التعاون قيّمة في مجملها "ولكن الناس تتوقع مزيدا من التعاون بين دول الخليج، وهناك حاجة لإيجاد مؤسسة أو منظمة تعمل على توحيد جهودها في الخارج".

وتضيف المسند في حديث للجزيرة نت أن الظروف العربية الراهنة جعلت المجلس يضطلع بأدوار سياسية هامة على المستويين الإقليمي والدولي، قائلة إن الشعوب الخليجية تقف خلف هذه الإنجازات.

من جهته اعتبر مساعد الأمين العام للمجلس لشؤون الإنسان والبيئة الدكتور عبد الله بن عقلة الهاشم أن مجلس التعاون أثّر إيجابا في الأحداث الإقليمية، في حين تأثر سلبا بظروف الخارج.

وطبقا للهاشم، فإن إنجازات المجلس في الثلاثين سنة الماضية كانت كبيرة ومتنوعة وفي ظروف استثنائية حيث "ظل صامدا أمام الكثير من المشاكل والحروب".

وحول ما يثار عن تناقض بين جهود المجلس الخارجية في مجال دعم تطلعات الشعوب وأوضاع دوله الداخلية، يرى المختص في تاريخ الخليج المعاصر الدكتور محجوب الزوري أنه لا يوجد تناقض في هذا الصدد بقدر ما توجد خصوصية اجتماعية وتركيبة سكانية معينة في دول لا تزال في طور النشوء من الناحية السياسية، على حد تعبيره.

ويضيف الزوري للجزيرة نت أن المجلس -الذي قال إنه أنشئ في الأساس لمواجهة إفرازات الثورة الإيرانية- بدأ يعكس سياسة موحدة تجاه قضايا المنطقة والعالم، رغم أن تركيزه ينصب في الأساس على تطوير الاقتصاد والخدمات وخصوصا في مجالات الطاقة والصحة والإسكان، حسب رأيه.

المصدر : الجزيرة