فلسطينيو الداخل يحيون هبة القدس

مسيرة فلسطينيي الداخل اليوم- في مدينة سخنين

جانب من مسيرة فلسطينيي الداخل بمدينة سخنين (الجزيرة نت)

وديع عواودة-سخنين

أحيا الآلاف من فلسطينيي الداخل الذكرى الحادية عشرة لهبة القدس والأقصى بمسيرات محلية وزيارات لقبور الشهداء، وبمسيرة مركزية توجّها مهرجان خطابي.

وتميزت المسيرة المركزية في مدينة سخنين أمس بمشاركة الشباب فيها وتأثر شعاراتها بالثورات العربية.

وضمن ممارسات الاضطهاد والتهويد، أصدر وزير التعليم الإسرائيلي جدعون ساعر مذكرة عاجلة أمس هدد فيها المدارس العربية التي تحيي الذكرى الوطنية بملاحقتها.

وفي المهرجان الخطابي المركزي في سخنين أمس، دعا رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل محمد زيدان العالم للتنبه لا لما يقوله الإسرائيليون "بل إلى ما تصنعه أياديهم من احتلال واستيطان وجدران وحصار".

انتفاضة ثالثة
وحذر زيدان من تبعات الاعتداءات والاستفزازات الإسرائيلية، مشددا على حالة الاحتقان الكبير في الشارع الفلسطيني الذي سيشعل حريقا على شكل انتفاضة ثالثة. وتابع "شعبنا قادر على تقديم المزيد من التضحيات النفيسة".

زيدان الذي بارك المبادرة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة، أكد أنها لن تكتمل إلا بلحمة وطنية كونها الضمانة الوحيدة لمشروع تحرري ناجح.

وناشد رئيس لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي الداخل طرفي الخلاف الفلسطيني الداخلي باسم الشهداء للترفع عن خلافاتهم وبسرعة.

وعلى المستوى الداخلي استعرض بكلمته مشاريع التشريد التي تتهدد اليوم نحو أربعين ألف عربي بمنطقة النقب. وأضاف "صادروا ما شئتم واقتلوا ما شئتم لكن حقنا أكبر من ظلمكم وإرادتنا أشد من بأسكم وعزيمتنا أمضى من سلاحكم ونحن مستعدون للمزيد من الشهداء".

يُذكر أن فلسطينيي الداخل هبوا بالـ28 من سبتمبر/ أيلول 2000 دفاعا عن القدس والأقصى بعد الزيارة الاستفزازية لرئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون للحرم القدسي بذاك اليوم.

وامتدت هبة فلسطينيي الداخل عدة أيام، واستشهد خلال المواجهات مع الشرطة الإسرائيلية 11 شابا وجرح العشرات واعتقل المئات، لكن إسرائيل لم تقاض أيا من القتلة أو مرسليهم.

الحاجة رشدية قالت إنها ما زالت متمسكة بمقاضاة قاتلي ولدها (الجزيرة نت)
الحاجة رشدية قالت إنها ما زالت متمسكة بمقاضاة قاتلي ولدها (الجزيرة نت)

وصية الشهداء
ومن ضمن المشاركات بإحياء ذكرى الهبة هذا العام، كانت الحاجة رشدية غرة التي تحتضن صورة ولدها الوحيد الشهيد رامي وهي تطوف مع المتظاهرين في سخنين أكدت أن الجرح ما زال مفتوحا وأنها متمسكة بحقها بمقاضاة المجرمين.

وردا على سؤال الجزيرة نت ذكرت أن عزاءها بآلاف الشباب الذين يواصلون مشوار الدفاع عن الوطن وهويته حاملين وصية الشهداء الذين رفضوا الذل وضحوا بأنفسهم من أجله.

أم رامي التي تحرص على زيارة ضريحه كل خميس وتقول إنها يناجيها بالمنام، دعت القيادات لاعتماد الإضراب العام بهذه الذكرى السنوية وعدم الاكتفاء بمسيرات ومهرجانات لا إحياء لذكرى الشهداء فحسب بل لصيانة القضية التي من أجلها استشهدوا.

العودة والأسرى
وأكد رئيس بلدية سخنين المدينة المضيفة مازن غنايم أن فلسطينيي الداخل تمردوا منذ سنوات على مشاريع تهويد الأرض والإنسان، مشددا على انحيازهم لشعبهم وأمتهم مهما قست الضغوط الإسرائيلية.

وأشار غنايم إلى محاولات إسرائيل إجبار الفلسطينيين على الاعتراف بها دولة يهودية في محاولة فاشلة لحسم الصراع على البلاد لصالحها.

الإنسان والأوطان
عضو الكنيست مسعود غنايم ابن مدينة سخنين اعتبر أن المظاهرة الحاشدة رسالة أطلقها فلسطينيو الداخل اليوم من جديد مفادها أنهم "ما زالوا على العهد ولم ينسوا شهدائهم أو ذكرى المناسبات الوطنية".

وأوضح غنايم للجزيرة نت أن فلسطينيي الداخل يعبرون اليوم عن تشبثهم بمقاومة استمرار إسرائيل السطو على الأرض العربية، ولآخر خططها الاستعمارية بتطهير منطقة النقب من سكانه العرب البدو.

وكانت وفود شعبية وفعاليات سياسية بأراضي 48 استهلت هذه الفعاليات بزيارة أضرحة الشهداء، ووضع أكاليل الورد وتلاوة الفاتحة على أرواحهم.

وشاركت أعداد كبيرة من الشباب الذين رفعوا رايات سوداء وأعلاما فلسطينية وصور الشهداء، ورددوا هتافات توحي بتأثرهم بالثورات العربية.

ومن ضمن هذه الهتافات "عليّ عليّ علم الثورة عليّ" و" شعبية شعبية ثورتنا شعبية"  و"اسحب جيشك يا محتل ما في مستعمر بظل" كما رددوا الأغاني الوطنية.

المصدر : الجزيرة