داداه يطالب بالتحقيق بملفات الفساد

ولد داداه خلال مؤتمره الصحفي بمقر حزبه ظهر اليوم

ولد داداه خلال مؤتمره الصحفي (الجزيرة نت)


أمين محمد-نواكشوط
طالب زعيم المعارضة الديمقراطية في موريتانيا أحمد ولد داداه بتشكيل أربع لجان تحقيق في ملفات فساد كبرى لكشف حقيقة شعار مكافحة الفساد الذي يرفعه الرئيس محمد ولد عبد العزيز منذ وصوله إلى السلطة في أغسطس/آب 2008.
 
وقال ولد داداه في مؤتمر صحفي عقده الخميس بمقر حزبه في نواكشوط إن أولى الملفات التي يجب التحقيق فيها هي ما تعرف بصفقات التراضي التي لا تمر بالإجراءات القانونية لمنح الصفقات من إعلان مناقضات ووضع لوائح خاصة، وهي الصفقات التي باتت -حسب قوله- سياسة متبعة من طرف النظام الحالي.
 
ودعا إلى تشكيل لجنة ثانية للتحقيق في صناديق سوداء وضعت في الموازنة التي أقرها البرلمان يوم أمس تحت بند النفقات المشتركة، مشيرا إلى أن هذه الصناديق تستحوذ على أكثر من ثلث موازنة بلاد تعيش فترة من أصعب فتراتها اقتصاديا واجتماعيا.
 
اتهامات وأدلة
وقال إن من المستعجل تشكيل لجنة للتحقيق في استغلال المصادر المعدنية والسمكية التي تشهد -بحسبه- فسادا كبيرا وتلاعبا بالمصالح العليا للبلاد.
 
ونوه إلى أن من الضروري تشكيل لجنة تحقيق رابعة في المنح العشوائية والكبيرة من طرف الرئيس وحكومته لجزء كبير من ثروة البلاد من الأراضي لشراء الذمم والولاء السياسي.
 
ولد عبد العزيز في خطاب سابق دعا فيه المعارضة إلى الحوار (الجزيرة-أرشيف)
ولد عبد العزيز في خطاب سابق دعا فيه المعارضة إلى الحوار (الجزيرة-أرشيف)

وحول ما إذا كان يملك أدلة على هذه الاتهامات وتحديدا صفقات التراضي، قال ولد داداه للجزيرة نت إنها أكثر من أن تحصى، ومنها صفقة استخراج الفوسفور من جنوب موريتانيا التي تم منحها لشركة هندية دون أي مناقصة لاستدراج عروض والاختيار الأنسب منها.

 
هجوم لاذع
وشن ولد داداه هجوما لاذعا على الرئيس ولد عبد العزيز وطريقة إدارته لشؤون البلاد، قائلا إن الأخير يفتقر للخبرة والحنكة، "إنه رغم ذلك يريد أن يكون كل شيء في الدولة، رئيسا وقاضيا وحكما وتاجرا ومستهلكا".
 
وقال إن السياسة الخارجية التي يتبعها ولد عبد العزيز جعلت من موريتانيا بلدا معزولا عن محيطه سواء كان ذلك جنوبا على المستوى الأفريقي مستشهدا بعدم الاستقبال والمعاملة غير اللائقة التي تعرض لها ولد عبد العزيز قبل أيام في بوركينا فاسو، أو شمالا (المغرب العربي) حيث ينتهج النظام سياسة غير متوازنة وتفتقر إلى الحكمة والرشد.
 
وشدد على أن الوضع الاقتصادي والاجتماعي للسكان بات خطيرا بسبب الارتفاع الجنوني في الأسعار الذي لا يعود لأسباب خارجية وإنما لعدم وجود سياسة اقتصادية محكمة، وعدم فتح المجال أمام المنافسة الحرة بين أرباب الأعمال، والاعتماد على سياسة الاحتكار والسيطرة من طرف قلة من رجال الأعمال.
 
تداعيات
وقال إن استمرار هذا الوضع وانتشار البطالة هو ما يسبب هجرة المواطنين ويدفع بعشرات الشباب الموريتاني إلى التوجه نحو الغلو والتطرف.
 
وحول ما يراه علاجا لهذه المشاكل، أشار زعيم المعارضة إلى وجود طريقتين هما المواجهة أو الحوار، مؤكدا أنهم بوصفهم حزبا سياسيا يفضلون نهج الحوار قبل أن يستدرك قائلا "لقد أسمعت لو ناديت حيا   ولكن لا حياة لمن تنادي".
 
وكان ولد داداه قد اعترف قبل أشهر قليلة بولد عبد العزيز رئيسا للبلاد، وتمثل تصريحاته اليوم تحولا جديدا في موقفه الذي أعلنه إثر ذلك، وهو الموقف الذي كانت تطبعه المهادنة ولغة التهدئة مع الحكومة.
 
كما تعتبر تصريحاته هي الأقوى له ضد نظام ولد عبد العزيز الذي استطاع الشهر الماضي أن يضم اثنين من أبرز أحزاب المعارضة إلى صفوف أغلبيته وهما حزب عادل وحركة التجديد.

المصدر : الجزيرة