اتفاق عسكري بين روسيا وإسرائيل

محمد حسن

وقعت إسرائيل وروسيا اليوم اتفاق إطار للتعاون العسكري يعتبر أحدث مؤشر على تدعيم العلاقات بين الدولتين، ويتيح الاتفاق للجيش الروسي شراء أسلحة وتكنولوجيا عسكرية إسرائيلية متقدمة.

وسيطلب وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك من المسؤولين الروس إلغاء صفقتي سلاح كانت موسكو أبرمتهما مع سوريا وإيران، في حين أكد باراك أن الاتفاق سيؤدي إلى مزيد من صفقات شراء الأسلحة والتكنولوجيا الإسرائيلية.

بدوره أعرب وزير الدفاع الروسي أناتولي سيرديوكوف عن ثقته في أن "توقيع هذه الاتفاقية بين بلدينا سيعطي دفعة قوية لعلاقاتنا الثنائية، خاصة أن رؤيتنا للكثير من التحديات متوافقة مثل الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل".

وأضاف سيرديوكوف "من المهم جدا لنا ونحن في مرحلة الانتقال إلى صورة جديدة، أن تستعين القوات المسلحة الروسية بخبرة القوات المسلحة الإسرائيلية وبما أنجزته من عمل"، مشيرا إلى أن روسيا اشترت 12 طائرة بلا طيار وأنها تدرب 50 من رجال قواتها المسلحة على تشغيلها.

وقال باراك في بيان صادر عن مكتبه "روسيا قوة محورية في العالم وقوة مهيمنة ومؤثرة جدا بالشرق الأوسط"، مشددا على أن أبرز المخاوف الأمنية لدى إسرائيل هي "التهديد الإيراني وتسليح سوريا، فضلا عن دعمها تنظيمات إرهابية وحزب الله".

من جانبه أوضح المحلل السياسي في معهد كارنيغي في موسكو أليكسي مالاشنينكو أنه تم التنسيق بشأن جميع الملفات الحساسة قبل توقيع الاتفاقية، وقال إنه لا يستبعد نجاح باراك في إقناع روسيا بإعادة النظر في مخططاتها "فأي مساعدة عسكرية لأي طرف في المنطقة له علاقات مع مجموعات مقاومة تترتب عليها اعتبارات سياسية".

وقد هدأت موسكو من روع تل أبيب مؤخرا عندما وعدت بعدم تسليم صواريخ أس 300 المضادة للطائرات لإيران، بعد أن فرضت الأمم المتحدة عقوبات جديدة على طهران بسبب برنامجها النووي.

وكانت إسرائيل قد أعربت عن قلقها من صفقة صواريخ ضد السفن كانت روسيا ستبيعها إلى سوريا، حيث أكدت إسرائيل أنها هي المستهدفة بهذه الصواريخ وأن مصير هذه الصواريخ سينتهي إلى حزب الله في لبنان.

ونقل مراسل الجزيرة في موسكو عن مراقبين قولهم إنه ليس المهم في هذه الاتفاقية ما الذي ستبيعه إسرائيل إلى روسيا، "لكن المهم هو ما الذي ستوقف روسيا بيعه لإيران وسوريا".

يذكر أن التقارب بين روسيا وإسرائيل زاد منذ انهيار الاتحاد السوفياتي السابق عام 1991، وقد سعت روسيا -التي بدأت تشتري أسلحة أجنبية في إطار محاولتها للنهوض بجيشها- إلى تكوين أسطول من الطائرات الإسرائيلية الصنع بلا طيار منذ استخدمت جورجيا هذه الطائرات خلال حربهما التي اندلعت عام 2008 واستمرت لفترة قصيرة.

تجدر الإشارة إلى أن زيارة باراك لموسكو تعتبر الأولى لوزير دفاع إسرائيلي منذ سنوات.

المصدر : الجزيرة + وكالات