صبرا وشاتيلا جرح لم يندمل

أم علي حجازي - شاهدة على مجزرة صبرة وشاتيلا

أم علي حجازي دفنت أشلاء أبنائها وهم بلا رؤوس (الجزيرة نت)

أواب المصري-بيروت

ثمانية وعشرون عاما مرت على ارتكاب مجزرة صبرا وشاتيلا، التي نفذتها مليشيات لبنانية مسيحية متعاونة مع الاحتلال الإسرائيلي جنوبي العاصمة بيروت وراح ضحيتها أكثر من ألف شخص معظمهم فلسطينيون.

الجزيرة نت قصدت المكان الذي ارتكبت فيه المجزرة والتقت عدداً من الشهود الذين بقوا على قيد الحياة، واستمعت إلى رواياتهم وذكرياتهم عن هذه الحادثة التي يحكونها بتفاصيلها وكأنه لم يمر عليها أكثر من ربع قرن.

تبدأ أم علي حجازي حديثها بغصة، وتقول إنها لا يمكن أن تنسى كيف قامت بدفن أشلاء أبنائها، الذين قتلوا في المجزرة، وهم بلا رؤوس.

وتقول إن زوجها أخذه المسلحون ولم تعد تعرف عنه شيئا منذ ذلك الحين، وتتساءل هل هو حي أو ميت؟

وتضيف أم علي -التي كانت حاملا آنذاك- أنها شاهدت عناصر المليشيات وهم يتجولون ويذبحون الناس في أزقة المخيم، وتؤكد أن منفذى المجزرة لبنانيون وليسوا إسرائيليين. ولم تنس كيف دفنت 21 جثة من أبنائها وأصهارها وجيرانها في قبر واحد.

كمال معروف ما زال يبحث عن ابنه الذي اختفى على إثر المجزرة (الجزيرة نت) 
كمال معروف ما زال يبحث عن ابنه الذي اختفى على إثر المجزرة (الجزيرة نت) 

مصير مجهول
ويقول كمال معروف إنه منذ اختطاف ابنه جمال الذي كان يبلغ 19 عاما لم يترك مركزاً أمنياً إلا وترك فيه محضر اختفاء ابنه، لكن الجواب دائماً هو "اترك لنا رقم هاتفك وعنوانك ونحن نتصل بك إذا عرفنا شيئا عنه"، وما زال ينتظر الاتصال منذ ثمانية وعشرين عاماً.

وتساءل أبو جمال عن سر تجميد قضية مفقودي مجزرة صبرا وشاتيلا، ولماذا لا أحد يسأل عن مصيرهم. ويقول إن المسلحين أوقفوه وابنه وجيرانه في الطابور، وبدؤوا ينتقون من بينهم أشخاصاً ويضعونهم في عربات، ثم يذهبون بهم إلى وجهة مجهولة.

أما أم حسين برجي فتروي أنها وعائلتها كانوا مختبئين في أحد الملاجئ، وكانوا يسمعون الصراخ من بعيد، وبعد قليل جاء المسلحون وأخرجوهم من الملجأ وجمعوا النساء في عربات كبيرة "وتوجهوا بنا إلى المدينة الرياضية، وأبقوا على الرجال الذين قاموا بتصفيتهم بعد مغادرتنا".

ويعرض ماهر سرور صور والدته وشقيقته وعدد من أقربائه وقد توزعوا جثثا في غرف المنزل، ويقول إنه قبل أن تبدأ المجزرة كان الجنود الإسرائيليون يلقون التحية على الناس ويعطونهم الأمان. وبعد ذلك حصل قصف على المناطق المحيطة بالمخيم.

ويذكر أنه صعد إلى السطح ليستطلع ما يجري، فشاهد سيارات عسكرية تتوجه إلى المخيم وكأنها تريد اقتحامه، فأخبر والده بما رأى فأشار عليه بمغادرة المنزل.

يقول ماهر "خرجت من المنزل وعدت إليه في الليلة التالية لأجد أفراد عائلتي وقد تحولوا إلى جثث هامدة.

المصدر : الجزيرة