مؤتمر علمي أميركي إسلامي بالإسكندرية

المشاركون : ثقة العالم الإسلامي في أمريكا لن تتجدد إلا بتغير سياستها فى المنطقة
المشاركون سيناقشون مبادرات وشراكات بين أميركا والدول الإسلامية (الجزيرة نت)

أحمد عبد الحافظ-الإسكندرية

انطلقت في مكتبة الإسكندرية الأربعاء أعمال المؤتمر الدولي "مبادرات في التعليم والعلوم والثقافة لتنمية التعاون بين أميركا والدول الإسلامية"، بمشاركة علماء ومفكرين وسياسيين من أكثر من أربعين دولة، ومن المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "إيسيسكو" وجامعة الدول العربية.
 
ويبحث المؤتمر على مدى ثلاثة أيام مشروعات ومبادرات في العلوم والتعليم والثقافة بين الولايات المتحدة والدول الإسلامية، كما يناقش عددا من الشراكات بين المؤسسات والمنظمات التعليمية والعلمية ومنظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية.
 
وناقشت الجلسة الافتتاحية خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما الذي ألقاه في جامعة القاهرة يوم ٤ يونيو/حزيران ٢٠٠٩ خاصة فيما يتعلق بالسياسة الأميركية تجاه الشرق الأوسط.
 
كما شملت مناقشات اليوم الأول للمؤتمر أربع جلسات متوازية بعنوان: الترويج للتنوع الثقافي في الإعلام، وعلاقة التنوع الثقافي بمجتمع المعلومات، وإيجابيات الثقافة الشعبية بين الشباب، ودور المرأة في القضايا الثقافية.
 
مبادرات جديدة
وقال مدير المكتبة إسماعيل سراج الدين إن المؤتمر يهدف إلى بناء جسور من مبادرات جديدة بين العالم الإسلامي والولايات المتحدة "رغم عدم تفاؤل البعض من خطاب أوباما الذي جاء محملاً بالوعود لبدايات جديدة من التعاون".
 
وشدد على أن "المجتمعات يجب عليها الاستثمار في مجالات التعليم والعلوم والثقافة من أجل دعم التفاهم بين الدول والثقافات"، مشيرا إلى أن "العلاقات غير المستقرة تتطلب إعادة النظر في الأوضاع الراهنة وحماية حرية التعبير وتبادل الآراء والأفكار لتحقيق التطور المطلوب والقضاء على المفاهيم الخاطئة وتقبل الآخر واحترام القيم".
 

إسماعيل سراج الدين: التعاون في العلوم والثقافة يدعم التفاهم بين الشعوب (الجزيرة نت)
إسماعيل سراج الدين: التعاون في العلوم والثقافة يدعم التفاهم بين الشعوب (الجزيرة نت)

ووفقا للممثلة الخاصة للمجتمعات الإسلامية في وزارة الخارجية الأميركية فرح بانديث فإن التعاون بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي قد واجه عددا كبيرا من التحديات وأهمها الاختلاف في قضايا السياسة الخارجية بالنسبة لبعض الدول الإسلامية والشرق الأوسط.

 
وأضافت "بالرغم من وجود تلك العقبات فإن الإدارة الأميركية تدرك أهمية وقيمة التعاون مع الدول الإسلامية، وبدأ عدد كبير من المبادرات على مستوى الأشخاص والمنظمات والحكومات للعثور على قواعد مشتركة لبداية الحوار والتصدي للعقبات التي تهدد نجاحه".
 
التعنت الاسرائيلى
أما السفير هشام يوسف -مساعد الأمين العام لجامعة الدول العربية- فقال إن "خطاب الرئيس الأميركي باراك أوباما للعالم الإسلامي قد نجح في إبهار عدد كبير من الجهات في الدول الإسلامية، بينما لم يحقق الخطاب هذا التأثير مع عدد آخر من الجهات التي لم تتفاعل مع الرؤية الجديدة التي طرحها أوباما لاعتقادهم أنه لم يظهر رغبة حقيقية في التغيير من الجانب الأميركي".
 
وانتقد يوسف عدم حصول جامعة الدول العربية على أي استجابة من الإدارة الأميركية بعد تقديمها لعدد من الأفكار التي تخص التعاون مع أميركا في مجالات مثل محو الأمية، وتكنولوجيا المعلومات، والتلوث البيئي، وغيرها من الموضوعات غير السياسية.
 
ومن وجهة نظر ممثل المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة محمد بن صالح فإنه "بالرغم من أن خطاب أوباما للعالم الإسلامي قد كشف عن توجه جديد للسياسة الأميركية في تسوية القضايا الخلافية في إطار الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، إلا أن ثقة العالم الإسلامي في الولايات المتحدة لن تتجدد إلا بتغير السياسات الأميركية خاصة موقفها تجاه الصراع العربي الإسرائيلي".
 
واعتبر أن "التعنت الإسرائيلي والاستمرار في بناء المستوطنات في القدس الشرقية وباقي أنحاء الضفة الغربية والتمادي في عملية تهويد القدس وإجراء الحفريات تحت المسجد الأقصى يعد تحديا لمبادرة أوباما ورفضا لها".
المصدر : الجزيرة