برلمان ألمانيا يحقق بفضيحة قندز

أكثم سليمان
 
بدأ في العاصمة الألمانية برلين تحقيق برلماني بشأن هجوم قندز -الذي شنته طائرات حلف الأطلسي (ناتو) بداية سبتمبر/أيلول الماضي، وأدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين في أفغانستان- بطلب من القوات الألمانية هناك.
 
وقد عقدت لجنة التحقيق البرلمانية جلستها العلنية الأولى أمس الخميس على أمل كشف ملابسات الهجوم الذي بات يعرف بفضيحة هجوم قندز وألقى ظلالا كبيرة على مهمة القوات الألمانية في أفغانستان.
 
وقال أوميد نوريبور -وهو عضو بلجنة التحقيق عن حزب الخضر- "لا يجوز أن تقع أخطاء عسكرية كهذه تؤدي إلى سقوط ضحايا مدنيين ثم يتم التستر عليها، هذا لا يمكن قبوله لا من الأفغانيين ولا من الألمانيين".
 
وقد خصصت الجلسة للاستماع إلى المفتش العام السابق في الجيش الألماني فولفغانغ شنايدرهان ووكيل سابق في وزارة الدفاع، علما بأنهما كانا قد طردا من الخدمة بأمر وزير الدفاع الحالي كارل تيودور تسوغوتنبرغ بحجة أنهما لم يبلغاه بكامل المعلومات المتوفرة عقب الهجوم.
 
واعتبر الوزير ذلك سببا في تورطه بالإدلاء بتصريحات وصف فيها الهجوم في البداية بأنه مبرر عسكريا قبل أن يعترف لاحقا بأن الأمر لم يكن كذلك، وهو ما أفقده كثيرا من مصداقيته خصوصا في عيون المعارضة كما يقول مراسل الجزيرة أكثم سليمان.
 
وقال المراسل إن المعارضة تبدو راغبة في استقالة الوزير، علما بأن البرلمان كان قد أقر في الشهر الماضي رفع عدد القوات الألمانية في أفغانستان إلى أكثر من خمسة آلاف جندي رغم احتجاجات المعارضة.
 

فولفغانغ شنايدرهان يتحدث أمام لجنة التحقيق (الفرنسية)
فولفغانغ شنايدرهان يتحدث أمام لجنة التحقيق (الفرنسية)

إخفاء المعلومات

من جانبه اعتبر يان فان أكين -وهو عضو بلجنة التحقيق عن حزب اليسار- أنه من الواضح كانت هناك عملية منظمة لإخفاء المعلومات داخل وزارة الدفاع، وقال إنه "منذ اليوم الأول كانوا يعلمون وعلى أعلى المستويات أن ضحايا مدنيين قد سقطوا في الهجوم، لكنهم ادّعوا عكس ذلك".
 
على صعيد آخر انتقد جنرال ألماني ما وصفه بغياب التقدير في ألمانيا لأداء ومهمة الجنود العاملين في أفغانستان رغم تعرضهم المستمر لهجمات من جانب مسلحي حركة طالبان، وأشار إلى أن ذلك يتسبب في شعور بالغضب لدى هؤلاء الجنود.
 
وقال الجنرال بروو كاسدورف وهو رئيس أركان قوة المساعدة الأمنية الدولية (إيساف) التي يقودها حلف شمال الأطلسي في أفغانستان، إن القوة عازمة على طرد مقاتلي حركة طالبان من ولاية قندز خلال الأشهر المقبلة.
 
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية من العاصمة الأفغانية كابل قال كاسدورف إن الهجوم المقبل في قندز شمالي أفغانستان سيكون على غرار الهجوم الجاري حاليا في ولاية هلمند الواقعة جنوبي أفغانستان.
 
وكانت قندز قد شهدت في السنوات الأخيرة تصاعدا لنفوذ طالبان مما دفع الولايات المتحدة التي قادت غزوا لأفغانستان أواخر 2001 إلى إعلان عزمها إرسال أربعة آلاف وخمسمائة جندي إلى هناك للعمل تحت قيادة القوات الألمانية التي تتولى الإشراف على العمليات في الشمال الأفغاني.
المصدر : الجزيرة + وكالات