شرطة فرنسا تقتحم مخيما للاجئين

اقتحام الشرطة الفرنسية وفرق مكافحة الشغب المخيم الرئيسي للاجئين في مدينة كالية شمال فرنسا

مدين ديرية-كاليه شمالي فرنسا

اقتحمت قوات من الشرطة الفرنسية مدعومة بعناصر من قوات مكافحة الشغب فجر اليوم مخيما للاجئين في مدينة كاليه شمالي البلاد وأغلقته بعد أن اعتقلت نحو 250 منهم.

واشتبكت الشرطة مع نشطاء سلام وحقوقيين من فرنسا وبريطانيا شكلوا درعا بشريا حول اللاجئين وحاولوا منع وصول رجال الأمن إليهم.

وكانت السلطات الفرنسية أصدرت قرارا بإغلاق سبعة مخيمات أقامها اللاجئون في غابات كاليه التي يتخذونها مستقرا مؤقتا في انتظار العبور من ميناء كاليه باتجاه بريطانيا.

وتؤوي هذه المخيمات -التي ينتظر أن تقتحم الشرطة بعضها الآخر في أفق نهاية الأسبوع الجاري- قرابة ثمانمائة شخص أغلبهم من أفغانستان والعراق.


اللاجئون الأفغانيون والعراقيون يتخذون غابات شمال فرنسا معبرا إلى أوروبا (الفرنسية)
اللاجئون الأفغانيون والعراقيون يتخذون غابات شمال فرنسا معبرا إلى أوروبا (الفرنسية)

انتقادات حقوقية
وعلمت الجزيرة نت من مصادر في المنظمات الحقوقية والإنسانية المتضامنة مع هؤلاء اللاجئين أن مئات منهم تم تهريبهم إلى خارج الغابات بعد منتصف ليل أمس، في حين احتضنت عائلات فرنسية بضعة أطفال منهم.

وانتقدت منظمات حقوقية وإنسانية فرنسية وبريطانية تدخل القوات الفرنسية لتفكيك مخيمات اللاجئين، واعتبرت ذلك منافيا لمبادئ الحرية وحقوق الإنسان.

وقالت مريم رشي العاملة بجمعية "الكرتياس" -وهي إحدى المنظمات الإنسانية التي توفر الطعام لقاطني مخيمات كاليه- للجزيرة نت إن نشطاء من الجمعية حضروا إلى المكان منذ الساعات الأولى من صباح اليوم ليعاينوا تدخل الشرطة ويقدموا للاجئين ما يمكن من مساعدة.

أما إيما هوندمن من الفرع البريطاني لمنظمة "لا للحدود" فصرحت للجزيرة نت بأن منظمتها تسعى لحماية اللاجئين والمطالبة بتوفير أبسط الحقوق التي تضمن لهم العيش الكريم.


ناشطون حقوقيون آزروا اللاجئين وطالبوا بفتح الحدود لعبورهم إلى بريطانيا (الجزيرة نت)
ناشطون حقوقيون آزروا اللاجئين وطالبوا بفتح الحدود لعبورهم إلى بريطانيا (الجزيرة نت)

عار على الحرية
وطالبت هوندمن الحكومة البريطانية "بفتح ميناء كاليه لعبور هؤلاء الضعفاء إلى بريطانيا"، مضيفة أن سلطات لندن "تتحمل جزءا كبيرا من تدمير أفغانستان والعراق".

واعتبرت الناشطة البريطانية أن اقتحام الشرطة الفرنسية المخيم "عار على الحرية وحقوق الإنسان التي تتغنى بها أوروبا".

ومن جهته قال الناشط الفرنسي جينيه أوبنو للجزيرة نت "نتحد اليوم لكي تعود حكومتنا عن قرارها الذي يمس هؤلاء الذين وصلوا إلى فرنسا طلبا للحرية بعد أن دمرت الحرب بلدهم".

وأضاف أوبنو "لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء انتهاك حكومتنا للقانون الدولي بحق طالبي اللجوء".

المصدر : الجزيرة