من غوانتانامو لشقاء العيش بكابل

صورة رقم 1 محمد جواد في منزل خاله الذي يعيش فيه

محمد جواد يعيش في منزل خاله (الجزيرة نت)

مدين ديرية-كابل

يواجه عدد من المعتقلين السابقين الأفغانيين المفرج عنهم من معتقل غوانتانامو أوضاعا صعبة في ظل غياب الرعاية والدعم الحكوميين، وفي ضوء فشل اندماجهم في المجتمع وخوف الناس من التعامل معهم.

كما يعيش المعتقل السابق في غوانتانامو، سفير حركة طالبان السابق في باكستان، الملا عبد السلام ضعيف تحت حراسة مشددة وضعتها الحكومة على منزله في العاصمة كابل.

وزارت الجزيرة نت منازل المفرج عنهم والتقت أصغر سجين في غوانتانامو، محمد جواد، الذي يبلغ من العمر الآن 19 عاما حيث اعتقل وعمره 12 عاما وأفرج عنه قبل شهرين ونصف الشهر.

وتحدث جواد -الذي حفظ القران الكريم وهو طفل في المعتقل- عن تجربته باللغة العربية التي تعلمها في الأسر.

وقال جواد إنه أثناء وجوده في سوق كابل لشراء بعض الحاجيات عام 2002 اعتقل مع عدد آخر من قبل الشرطة الأفغانية، حيث عُذب وكُسر أنفه ومن ثم سُلم للجيش الأميركي لينقل بعدها إلى سجن بغرام سيئ الصيت ليمارس التعذيب ضده من جديد.

وأضاف جواد أن الأميركيين وضعوا قناعا على وجهه ووضعوه داخل غرفة مظلمة لا يعرف فيها الليل من النهار ليذيقوه أبشع أنواع التعذيب لانتزاع اعتراف منه عن شبهة إلقائه قنبلة تسببت في جرح جنديين أميركيين ومترجمهما الأفغاني.

وتابع جواد أن آسريه الأميركيين ربطوه بالسلاسل وهو واقف بحيث لم يتمكن من النوم، كما منعوا عنه الطعام حتى فارق الوعي لينقل إلى المستشفى ويمكث فيه ثلاثة أسابيع.

عمر المدني: نعيش ظروفا اقتصادية ونفسية قاسية (الجزيرة نت)
عمر المدني: نعيش ظروفا اقتصادية ونفسية قاسية (الجزيرة نت)

ووصل جواد -بحسب روايته- إلى سجن غوانتانامو وهو ينزف من أنفه وفي حالة إنهاك ومرض شديدين، ليوضع في الحبس الانفرادي لمدة شهر، في حين كان المحققون يستدعونه للتحقيق من الساعة التاسعة مساء إلى الثالثة صباحا وسط أوضاع قاسية.

وكانت الولايات المتحدة حاولت من قبل محاكمة جواد في محكمة عسكرية غير أن القاضي العسكري رفض معظم الأدلة التي سيقت ضده، كما رفض قاض آخر في محكمة جزئية أميركية جميع اعترافاته على أساس أنه أدلى بها تحت التعذيب.

أما المعتقل السابق في غوانتانامو عمر المدني فقال للجزيرة نت إن المفرج عنهم من المعتقل يعيشون ظروفا اقتصادية قاسية وأوضاعا نفسية صعبة، وإن غالبيتهم هم من العاطلين عن العمل.

واحتجز المدني في غوانتانامو لأكثر من ست سنوات، وعقب الإفراج عنه اعتقل مرة أخرى في أفغانستان لمدة أربعة شهور.

المصدر : الجزيرة