الحصار يحرم الفلسطينيين من التمتع بشاطئ غزة

استراحات شبه فارغة على شاطئ البحر إلا من بعض المصطافين

استراحات شبه فارغة على شاطئ قطاع غزة إلا من بعض المصطافين (الجزيرة نت)

أحمد فياض-غزة

تتعدد مظاهر تضرر سكان قطاع غزة من الحصار الإسرائيلي بتعدد مظاهر الحياة واحتياجاتها، فكما أثر هذا الحصار على الأسلوب اليومي للحياة وعلى المستوى المعيشي، امتدت أيضا تبعاته إلى مناح لا تقل أهمية.

فليست سلة حاجيات الفلسطيني وغاز مطبخه ونور بيته ودراسة أولاده وحدها التي تأثرت بالحصار، بل حتى حقه وحق ذويه في الاستجمام والترفيه نال نصيبه من التضييق.

لم يعد أطفال غزة إذن يهرعون رفقة ذويهم فور بداية العطلة الصيفية صوب شاطئ البحر كما هو معهود، وحرمهم الحصار من المتنفس الوحيد الذي يستجيرون به من الحرارة التي تغزوهم في منازلهم.


الوصول المستحيل
التهدئة التي انطلقت في غزة منذ الـ19 من الشهر المنصرم بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل لم تغير شيئا من آثار الحصار، فإحكام الخناق على القطاع والتحكم في كميات الوقود التي تدخل إليه وتقليصها عطل المواصلات وجعل من شبه المستحيل الوصول إلى الشاطئ.

طه محمد الأسطل (40 عاما) من سكان جنوب غزة يلح عليه أبناؤه السبعة كل يوم لاصطحابهم إلى البحر، لكنه لا يستطيع الوفاء بمطلبهم لقلة وسائل النقل وارتفاع أسعار المتوفر منها.

ويقول الأسطل -الذي يبدي ألما عميقا لعجزه عن الوفاء بمطلب أبنائه- "في الأعوام الماضية كنا نذهب للبحر ثلاث مرات في الأسبوع، أما هذا العام فلا نكاد نستطيع ولو مرة واحدة".


تلوث المياه
وليست صعوبة التنقل وحدها هي التي تمنع سكان القطاع من الوصول إلى البحر، بل إن تلوث مياهه أيضا في الآونة الأخيرة بالمياه العادمة التي تضخ فيه دون معالجة نتيجة أزمة الوقود يشكل عائقا آخر.

بعض العائلات الفلسطينية تستخدم عربات تجرها الحمير للوصول إلى الشاطئ (الجزيرة نت)
بعض العائلات الفلسطينية تستخدم عربات تجرها الحمير للوصول إلى الشاطئ (الجزيرة نت)

فقد حذرت منظمات صحية وإنسانية من مخاطر تدفق المياه العادمة إلى شاطئ غزة، وأصبح خطر انتشار الأمراض والأوبئة القاتلة عاملا يدفع الكثير من الآباء إلى منع أبنائهم من الذهاب إلى البحر حتى وإن استطاعوا تدبير وسيلة للوصول إليه.


خسارة كبيرة
ولم يسلم من الآثار السلبية للحصار أصحاب الاستراحات المقامة على الشاطئ، وتبدو عليهم علامات التشاؤم واليأس جراء عدم قدوم المصطافين الذين كانت تكتظ بهم استراحاتهم كل عام مع بدء موسم الصيف.

ويحكي فايق أبو لحية، صاحب استراحة على شاطئ بحر خان يونس، للجزيرة نت أن خسارة كبيرة تنتظر أصحاب الاستراحات إذا استمرت أزمة الحصار.

ويضيف أن الكثير من أصدقائه لم يجهزوا الاستراحات هذا العام لسوء الأوضاع الاقتصادية وغلاء الأسعار، مبديا أمله بأن تسهم التهدئة في حل أزمة الوقود، لعلها تحل معها كل المشاكل التي تحول دون وصول المصطافين إلى شاطئ البحر.

المصدر : الجزيرة