الصحافة العراقية بين نيران المسلحين وخرق تقاليد المهنة

نقيب الصحفيين القتبل شهاب التميمي - الجزيرة نت
نقيب الصحفيين شهاب التميمي اغتيل العام الماضي بنيران مجهولة (الجزيرة نت-أرشيف)

فاضل مشعل-بغداد

 
يثير النمط الصحفي الحالي في العراق الخوف والحيرة لدى ما تبقى من محترفي مهنة المتاعب، حيث يسود نمط يتميز بانتقال الرقابة من الحكومة إلى بنادق مسلحين مجهولين أطلقت النار حتى الآن على أكثر من 230 صحفيا.
 
وفي الوقت ذاته يحفز هذا النمط الجيل الجديد من الصحفيين على خرق قواعد المهنة، ورفض الاستفادة من تجارب الصحفيين السابقين.
 
ويرى الصحفي المخضرم منذر عبد الكريم (71 عاما) أن مشكلة الصحافة العراقية تكمن في وجود عشرات المنظمات خارج نقابة الصحفيين منذ عام 2003 "لأسباب تعود لطموحات مؤسسيها وتطلعهم للحصول على المال".
 
ويوضح أن هذه المنظمات ورغم كثرتها واتساع نفوذ مؤسسيها وقربهم من صناع القرار بالعراق، إلا أنها فشلت في إعداد قواعد جديدة للمهنة تتماشى مع طبيعة التغيير الذي صاحب الصحافة.
 
ويصف أستاذ بكلية الإعلام المتغيرات التي طرأت على الصحافة العراقية بحدوث تداخل كبير بالوظائف والأدوار التي يتصدى لها الصحفي خصوصا أن الصحف ووسائل الإعلام خضعت لأهداف سياسية ودينية تبعا لكل حزب أو جماعة، مما أفرز صحفيين لا يملكون خبرة بالعمل الصحفي.
 
ويقول حسين عبد الواحد "ليس هناك صحافة في العراق حاليا بالمعنى المهني باستثناء عدد قليل جدا من الصحف والصحفيين, وكذا الحال بالنسبة للإذاعات ومحطات التلفزة ذات الأداء الهزيل.. إنه تأسيس جديد لوظائف لا صلة لها بالصحافة على الإطلاق".
 
الصحفيون الجدد

إعلاميون سابقون في تظاهرةيطالبون بحقوق العمل (الجزيرة نت)
إعلاميون سابقون في تظاهرةيطالبون بحقوق العمل (الجزيرة نت)

ويعيب أستاذ الإعلام على الصحفيين الجدد رفضهم التعلم أو الاستعانة بخبرة الصحفيين المحترفين "ممن لا يجد الآن وظيفة يشغلها لأنه سبق واشتغل في صحافة النظام السابق".

ويقول أيضا "المشكلة الأكبر أنك لا تستطيع أن تتكلم لأن أحدا لن يستمع إلى كلامك". 

 
أما المحررة بصحيفة المشرق ميسون خلف فتناقض وجهة النظر السابقة، وتقول" لماذا يرفض الجيل القديم هذه الحرية الواسعة التي نتمتع بها الآن؟ إنها حرية تغيظ الإرهابيين فقط، دعونا نتعلم إذا كنا كما تقولون لا نجيد المهنة مثلما كنتم تجيدونها". وتصر على ذلك بقولها "سنتعلم".
 
ومن جهته يفضل عضو نقابة الصحفيين محسن غزال ألا يتناول طريقة أداء الصحفيين ومؤسساتهم الحالية. ويبرر ذلك بأن للمرحلة الحالية شروطها وأساليبها تماما مثلما كان للمرحلة الماضية شروطها المختلفة.
 
لكن غزال ينتقد الحكومة الحالية لعدم مبادرتها إصدار قانون يحمي الصحفيين ويحفظ أرواحهم، ويضمن عدم الاعتداء عليهم. ويبدي أسفه لرؤيته "تجمعات صحفية تزدهر بتأييد مسؤولين حكوميين خارج أطار النقابة في حين تهمل النقابة نفسها". ويصف ذلك بأنه "تشتيت للمهنة".
 
يُذكر أن عدة منظمات واتحادات صحفية تأسست بعد الاحتلال وكل منها يطالب الصحفيين بالانتماء إليها. وتبادلت القيادة الجديدة لنقابة الصحفيين التي جاءت بعد مقتل النقيب السابق شهاب التميمي العام الماضي، الاتهامات مع مسؤولي الصحف الحكومية وكبار أساتذة كلية الأعلام على خلفية اتهامات بعدم شرعية الانتخابات التي جرت الصيف الماضي.
 
وترد النقابة التي يرأسها مؤيد اللامي الذي نجا هو الآخر من محاولة اغتيال بعد فوزه بالانتخابات مباشرة، بأن الانتخابات شرعية وأنها جرت تحت إشراف قضائي.
المصدر : الجزيرة