الولايات المتحدة والهند ترجئان توقيع اتفاقهما النووي

afp : Indian External Affairs Minister Pranab Mukherjee (L) shakes hands with US Secretary of State Condoleezza Rice prior to a meeting at Hyderabad House in New Delhi on
كوندوليزا رايس وبراناب موخرجي أبديا تفاؤلا بأن يوقع جورج بوش الاتفاق قريبا (الفرنسية)

أرجأت الولايات المتحدة والهند توقيع اتفاق التعاون في المجال النووي بخلاف ما كان مقررا خلال زيارة وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إلى العاصمة الهندية، لكن البلدين التزما بالقيام بذلك قريبا جدا.

 
وقالت رايس أثناء مؤتمر صحفي في نيودلهي التي وصلت إليها السبت في  زيارة تستغرق 24 ساعة قبل توجهها إلى كزاخستان، إن الرئيس الأميركي جورج بوش "سيوقع الاتفاق في وقت قريب".
 
وأكدت بحضور نظيرها الهندي براناب موخرجي أن "الاتفاق قد تم"، وقالت "لا أريد أن يعتقد أحد بأن لدينا قضايا عالقة.. هذه أمور إدارية". وأضافت "أعتقد أنكم تعرفون أن هذا كان وقتا مزدحما لسلطتنا التشريعية خلال اليومين الماضيين"، في إشارة إلى إقرار الكونغرس خطة إنقاذ قيمتها 700 مليار دولار لمعالجة أزمة مالية كبيرة.
 
وأقر الكونغرس الاتفاق النووي مع الهند بالفعل عندما وافق عليه مجلس الشيوخ يوم الأربعاء. ويسمح الاتفاق للهند بالوصول إلى الوقود النووي الأميركي والمفاعلات والتقنية النووية.
 
وينهي الاتفاق حظرا على التجارة النووية للولايات المتحدة مع الهند فرض منذ ثلاثة عقود بعدما أجرت نيودلهي أولى تجاربها النووية عام 1974.
 
وقالت مصادر في الخارجية الهندية إن نيودلهي ترغب في أن يوقع بوش الاتفاق قبل المضي في هذه العملية. وأوضح موخرجي أنه "ما إن يوقع الرئيس (بوش) الاتفاق فإن العملية تكون أنجزت، وحين تنتهي هذه العملية سنتفق على موعد (حفل) التوقيع".
 
لكن رايس التي تحدثت بعد محادثات مع نظيرها الهندي أشارت إلى أن الإجراءات الإدارية في الكونغرس أخرت وصول التشريع الخاص بالاتفاق إلى بوش كي يوقعه.
 

"
يسمح الاتفاق للهند بالوصول إلى الوقود النووي الأميركي والمفاعلات والتقنية النووية
"

الطريق الصعب


وكان مسؤولون أميركيون يأملون أن تتمكن رايس من توقيعه أثناء زيارتها التي تستمر يوما واحدا إلى الهند احتفالا بالاتفاق الذي كان ضمن الأولويات الرئيسية في السياسة الخارجية لفترة بوش الثانية في الرئاسة.
 
وقد اجتاز الاتفاق طريقا صعبا في الولايات المتحدة والهند. وسحب النواب الشيوعيون دعمهم من حكومة رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ في يوليو/تموز الماضي بسبب الاتفاق وأدانوه قائلين إنه "استسلام" هندي لواشنطن.
 
يذكر أنه حتى انتهاء الحرب الباردة، كانت الهند تنتهج سياسة "عدم الانحياز"، وكانت تتوخى الحذر من الولايات المتحدة وتقترب من الاتحاد السوفياتي، لكنها رفضت الاختيار بين الكتلتين السوفياتية والغربية.
 
وكانت الدول المزودة بالتقنية النووية والوكالة الدولية للطاقة الذرية قد رفعت حظرا دوليا فرض على الهند منذ قيامها بأولى تجاربها النووية قبل ثلاثة عقود.
 
وبهذه الموافقة منحت الأسرة الدولية الهند نظاما استثنائيا نظرا لأن مجموعة الدول المزودة بالتقنية النووية تحظر مبدئيا أي تجارة نووية مع الدول غير الموقعة لمعاهدة الحد من الانتشار النووي.
 
في المقابل، تعهدت نيودلهي أن تضع 14 من مفاعلاتها الـ22 تحت رقابة الوكالة الذرية.
المصدر : وكالات