مواجهة البارد انتهت وبدأت معركة تحاليل الحمض النووي

جثة شاكر العبسي زعيم جماعة فتح الإسلام في المستشفى الحكومي في طرابلس شمال لبنان
زوجة العبسي قالت إنها  واثقة قطعيا من أن الجثة لشاكر العبسي (الجزيرة-أرشيف)
محمد النجار-عمان
 
 
أحدث إعلان النائب العام اللبناني أن جثةً قيل بداية إنها لـ شاكر العبسي الذي تعرفت عليه زوجته, ليست في الحقيقة لزعيم جماعة فتح الإسلام, بناء على تحليلات الحمض النووي, جدلا طبيا وسياسيا بين مشكك بالفحوص، ومؤكد لاستحالة وجود قراءات مختلفة لنتائجها.
 
وقالت سلطات لبنان الاثنين إن عينات الحمض النووي التي أخذت من زوجة العبسي قبل أيام ومن شقيقه الدكتور عبد الرزاق قبل شهرين لم تطابق عينة أخذت من الجثة.
 
فحص محايد
وطالب عبد الرزاق العبسي شقيق قائد جماعة فتح الإسلام بـ"فحص محايد للحمض النووي" متهما جهات لبنانية بـ"التلاعب بنتائج العينات"، وقال للجزيرة نت "أنا أطالب بفحص تقوم به جهة محايدة للحمض النووي، ولن أعطي عينة جديدة للسلطات اللبنانية", لكنه عرض عبر الجزيرة نت قيام جهات طبية أردنية بأخذ عينة جديدة منه.
 
وقال "أنا مستعد لمنح الخبراء في الأردن عينتين على أن يسافروا لبيروت ويأخذوا عينتين من جثة شقيقي شاكر، ومن ثم فحص إحدى العينتين في الأردن والثانية لدى مختبر معتمد دوليا".
 
وعبر عن قلقه لانقطاع الاتصال بعائلة شقيقه شاكر منذ ثلاثة أيام، قائلا إنه يحاول منذ الاثنين الاتصال بزوجته وبناته الموجودات في أحد مساجد مدينة صيدا جنوب لبنان, وحمل سلطات لبنان مسؤولية الحفاظ على العائلة، وقال إنه قلق من احتمال تعرضها "لنوع من الاعتقال".
 

عبد الرزاق قال إن جهات لبنانية تتلاعب بنتائج فحوص الحمض (الجزيرة نت)
عبد الرزاق قال إن جهات لبنانية تتلاعب بنتائج فحوص الحمض (الجزيرة نت)

لا مكان للخطأ

واستبعد مدير المركز الوطني للطب الشرعي في الأردن الدكتور مؤمن الحديدي بشدة وجود أكثر من قراءة للعينات وقال للجزيرة نت "لا يحتمل وجود أي خطأ في قراءة نتائج الحمض النووي", فـ"إما أن يتم الوثوق بالجهة التي أجرت العينة وإما ألا يتم الوثوق بها".
 
غير أن الحديدي قال إنه "يجب التوثق من سلسلة الوصاية على العينات التي جرى أخذها حتى فحصها", ورحب بقيام الأردن بفحص عينات الحمض إذا طلبت ذلك السلطات اللبنانية، مشيرا إلى أنه يجب أخذ عينة من الجثة الموجودة في بيروت وعينة من شقيقه الموجود في عمان.
 
وربط الحديدي قبول عرض شقيق العبسي بإجراء الفحص في الأردن بموافقة السلطات اللبنانية "كون القضية المنظورة تخصها".
 
ويرى عبد الرزاق العبسي أن "جهات سياسية في لبنان لا ترغب بإقفال ملف شاكر العبسي"، معتبرا أنه لا مصلحة لزوجة شاكر وأعضاء رابطة علماء فلسطين في إخفاء حقيقة صاحب الجثة الموجودة في أحد مستشفيات مدينة طرابلس شمال لبنان.
 
وكانت زوجة شاكر العبسي تعرفت في الثالث من سبتمبر/ أيلول الجاري على جثة موجودة في أحد مستشفيات طرابس, وقالت إنها لزوجها الذي قاد مواجهة مع الجيش اللبناني في مخيم نهر البارد لأكثر من 100 يوم.
 
حسابات الرئاسة
ويؤيد المحلل السياسي موفق محادين وجود "دوافع سياسية", وقال للجزيرة نت "هناك منطق واضح في أن أطرافا في السلطة اللبنانية لا تريد لملف شاكر العبسي أن يغلق".
 
وتحدث عن أطراف في السلطة اللبنانية لا تريد تعزيز قوة الجيش في لبنان وتسعى لتقليل حجم النصر الذي حققه في معركة البارد, لإضعاف فرص قائده ميشيل سليمان في تولي منصب الرئاسة كشخصية توافقية.
 
ولفت إلى أن وزراء في الحكومة اللبنانية سارعوا لحظات بعد إعلان النائب العام أن الجثة ليست للعبسي إلى اتهام سوريا بإيوائه، قائلا إن هدف إخفاء حقيقة موت قائد فتح الإسلام "تحقيق أجندة أطراف السلطة في معركة الرئاسة والاستمرار في إبقاء أحد ملفات الاتهام لسوريا مفتوحا".
المصدر : الجزيرة