مسلمو فرنسا يرفضون اتهامات سكرتير البابا للإسلام

epa01066667 Pope Benedict XVI, with his secretary Georg Gaenswein (R) during his weekly Angelus prayers in Lorenzago di Cadore, near Belluno, Italy, 15 July 2007

 

 
استنكر مسلمو فرنسا تصريحات جورج غاينسفاين سكرتير بابا الفاتيكان التي قال فيها إن القيم الإسلامية تهدد بأسلمة أوروبا.
 
وقالت التربوية إيفون فازيو التي اعتنقت الإسلام منذ سنوات طويلة للجزيرة نت "خلط سكرتير البابا بين الدين وهو فعل شخصي تماما وعمل السياسة والحكومات, وهو يستنكر سلوكا يقوم به فعلا المنصرون حين يقدمون الطعام للفقراء في أفريقيا تحت مسمى الأعمال الإنسانية بينما الغرض الموضوعي إدخالهم في المسيحية".
 
وأضافت "هكذا يقول البابا على لسان سكرتيره الشخصي إنه يعارض تبشيرا ينسبه للمسلمين فيما الأمر نفسه ثابت بحق المسيحيين".
 
وواصلت قائلة "فرنسا تعتمد في الحاضر وفي الماضي على رجال الدين المسيحي للحصول على معلومات معينة يستقونها أثناء مهامهم، فالنقد هنا يتعلق ربما بجانب سياسي يستمد أصوله من أصل مسيحي قائم فعليا".
 

إيفون فازيو: سكرتير البابا يعارض تبشيرا ينسبه للمسلمين فيما الأمر نفسه ثابت بحق المسيحيين (الجزيرة نت-أرشيف)
إيفون فازيو: سكرتير البابا يعارض تبشيرا ينسبه للمسلمين فيما الأمر نفسه ثابت بحق المسيحيين (الجزيرة نت-أرشيف)

الأصولية الكاثوليكية

وتقول إيفون إن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم يحترم دائما غير المسلمين، لأن إنسانا غير مسلم يعيش في دولة مسلمة ليس فقط يعيش في سلام إنما على الدولة المسلمة حمايته, واعتبرت كلمة الأصولي التي يلصقونها بالمسلم في الأصل كلمة أطلقت على الأصولية الكاثوليكية ويسعون إلى جعلها لصيقة بالمسلم وعلامة عليه.
 
وقالت "يتحدث سكرتير البابا عن تهديد من جانب الإسلام، وأنا بدوري أتساءل عن مصدر التهديد حيث إن المسيحية في قيمها الأصيلة لا تتعارض مع القيم الإسلامية".
 
لا غرابة
أما الأمين العام لمجلس الأئمة بفرنسا الشيخ ضو مسكين فقال للجزيرة نت "قد نستغرب هذه التصريحات التي تصدر عن الفاتيكان من وقت لآخر، لكن هذا الاستغراب يزول عندما نرجع إلى تصريحات البابا السابقة التي هاجم فيها الإسلام".
 
واستطرد "القيم التي يدعو لها الإسلام هي نفسها التي تدعو لها بقية الديانات السماوية، فهل ينتقد البابا مثلا أن بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم جاءت لتتمم مكارم الأخلاق ولنشر الرحمة بين البشر؟".
 
وأضاف "علينا أن نحدد مفهوم التطرف الذي تحدث عنه مسؤول الفاتيكان وما إذا كان ذلك يعني مواجهة الاحتلال مثلا".
 

الشيخ ضو مسكين: على الفاتيكان استحضار مآسي مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو (الجزيرة نت-أرشيف)
الشيخ ضو مسكين: على الفاتيكان استحضار مآسي مسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو (الجزيرة نت-أرشيف)

استحضار المآسي


التطرف موجود في كل الديانات بما فيها الإسلام -أضاف الأمين العام لمجلس الأئمة- وموجود لدى المسيحيين أكثر من مثيله عند المسلمين, ودعا الفاتيكان إلى "استحضار المآسي التي حاقت بمسلمي البوسنة والهرسك وكوسوفو منذ 15 عاما فقط على يد المسيحيين".
 
وقال رئيس دار الفتوى باتحاد المنظمات الإسلامية بفرنسا الشيخ أنيس قرقاح للجزيرة نت "هذه التصريحات تخدم أولا وقبل كل شيء الجهات المتطرفة خاصة اليمين المتطرف في فرنسا وبعض الدول الأوروبية وهي لا تخدم الصالح العام بفرنسا وأوروبا، لأن العقلاء من المثقفين باتوا على قناعة بأن أوروبا متعددة الثقافات ولم تعد كما كانت في القرن الـ14 والـ15".
 
وواصل "تصريحات الفاتيكان تغفل وجود نحو 50 مليون مسلم بالقارة الأوروبية -باستثناء تركيا- وتدفع باتجاه التشدد وإيجاد جو من التشاحن داخل المجتمعات الأوروبية", ونبه إلى أن "الإسلام لا يهدد أحدا ونحن لا نحاول أسلمة أوروبا وإنما نسعى إلى أن يعيش المسلمون دينهم في خاصة أنفسهم ويعيشون بسلام ويندمجون لما فيه خير المجتمع".
المصدر : الجزيرة