سوق المتنبي للكتب في العراق يعود للعمل جريحا

تقرير من العراق اقتصادي/ قيلولة فوق الكتب في شارع المتنبي

سوق المتنبي يشكو الإهمال الحكومي وغياب الدعم (الجزيرة نت) 


خاص-الجزيرة نت
 
استأنف عدد من باعة الرصيف في شارع المتنبي المتخصص في بيع الكتب وسط بغداد عرض موجوداتهم منذ أسبوعين رغم الخراب الذي أصاب السوق جراء انفجار راح ضحيته نحو 180 شخصا بين قتيل وجريح ودمر معظم مكتباته في الخامس من مارس/ آذار الماضي.
 
وعاد الباعة إلى أماكنهم محملين بشكاوى كثيرة تصب جميعها في خانة الإهمال الحكومي لسوق الكتب العريق الذي يعود تاريخه إلى الدولة العباسية ويزيد عمره على ثمانية قرون.
 
ويعرض حيدر خميس -وهو واحد من بين أقدم بائعي كتب الرصيف- نحو 190 كتابا أغلبها روايات لكتاب روس من بينهم غوغول وديستوفيسكي, وعرب من بينهم نجيب محفوظ, وشعراء من مختلف المراحل ومؤلفات علي الوردي إضافة إلى عرضه كتبا تتناسب مع الموجة الدينية الجديدة.
 
ويشتكي حيدر أحوال السوق ويقول "لم ينصفنا أحد, لم يقم أي مسؤول بمجرد زيارة للسوق لمعرفة حجم الضرر وأعداد وأنواع الكتب التي أحرقت في الانفجار, ضاعت من السوق خزائن نفيسة من الكتب التي لا تقدر بثمن, ولا أحد يسأل أو يعوض".
 
ويرى ميثاق صادق العاني -صاحب إحدى المكتبات التي نجا أكثر من نصفها من حريق الانفجار- أن السوق لم  يسترد عافيته "فمعظم المكتبات لا تزال أنقاضا, ومعظم الأبنية مدمرة ومع ذلك فإن أعدادا من المدمنين على أداء طقوس الزيارة اليومية للسوق مازالوا يترددون ويعرضون علينا المساهمة ماليا بإعادة بناء السوق".
 
العاني يرى أن معظم المباني لم تعد صالحة من الناحية المعمارية, وإنها بحسب تقديرات المهندسين أصيبت بأضرار فادحة في أساساتها وأصبحت غير صالحة للاستخدام أو حتى الترميم, ومع ذلك فإن عمليات الترميم التي يقوم بها البعض من تجار السوق وأصحاب المكتبات تسير ولكن ببطء شديد ودون تدخل من الحكومة, حسب قوله.
 
أما إسماعيل عبد الله -صاحب مكتبة دمرت بالكامل في الانفجار- فقال إن الغزو الأجنبي الذي اجتاح العراق دمر كل مقتنياتنا الحضارية والتاريخية. المتاحف والمكتبات وكل رموز بغداد ومن بينها هذا السوق التاريخي. وأضاف أن "الغزو عطل كل شيء وأنا اعتبر هذا التدمير هدفا بحد ذاته وهو أحد مبررات احتلال العراق الذي لم يكن سياسيا فقط".
 
مؤيد سعدون كان يعمل في مكتبة النهضة -التي أسست في خمسينيات القرن الماضي والتي دمرت بالكامل في الانفجار وقتل وارثها وأحفاده الأربعة- بدا أكثر تفاؤلا وقال إن السوق سوف يعود إلى أكبر مما كان عليه, إنه ذاكرة هذه البلاد التي لا تمحى.
 
وأضاف "ودليلي على قرب عودة السوق استمرار تردد هذه الأعداد الكبيرة من المدمنين على رائحة الكتب نساء ورجالا من مختلف الأعمار والمذاهب والأديان والأعراق الذين لم يتركوا الدوران بين أنقاضه منذ حادث الانفجار وحتى الساعة".
المصدر : الجزيرة