مساع لتهدئة المسلمين ومقترح يحظر الإساءة للديانات


دعا رئيس مجلس الكنائس العالمي إلى بذل جهود مشتركة من المسيحيين والمسلمين من أجل "إطفاء الحريق"، الذي أشعله نشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في صحف أوروبية.
 
ووصف الكيني صامويل كوبيا الأمين العام للمجلس – الذي يضم 348 كنيسة- كلا من محاولات تبرير تلك الرسوم بأنها تأتي في إطار حرية التعبير، والاحتجاجات العنيفة عليها، بأنها خاطئة.
 
وقال في كلمة أمام اجتماع المجلس في بورتو أليغر في جنوب البرازيل، إن المسؤولية تقع على المسيحيين والمسلمين لدعم التسامح وتصحيح ما يجهله كل منهما عن الآخر.
 
من جانبه قال زعيم المحافظين في البرلمان الأوروبي إن كتلته ستطرح اليوم خلال مناقشة النواب الأوروبيين لموضوع الرسوم وحرية الصحافة، اقتراحا لتشكيل لجنة دولية لفحص الكتب المدرسية وتنقيتها من أي تحامل على جانبي الخط الديني.
 
وقال هانز غيرت بوترينغ زعيم كتلة حزب الشعب الأوروبي -أكبر كتلة في البرلمان- للصحفيين "أريد حماية حرية التعبير.. لكن لكل شيء حدود، وهي هنا احترام من يختلفون عنا".
 
اعتذار فنلندي
وقد قدم رئيس الوزراء الفنلندي ماتي فانهانن اعتذاره عن الإهانة التي وجهت للمسلمين بنشر رسوم كاريكاتورية مسيئة للرسول محمد صلى الله عليه وسلم في بلاده على موقع إلكتروني يميني متطرف.
 
وقال لوكالة الأنباء الفنلندية من مدينة تورينو الإيطالية حيث يحضر دورة الألعاب الأولمبية الشتوية أمس،  "أقدم الاعتذار باسمي واسم الحكومة الفنلندية عن المساس بالمشاعر الدينية للمسلمين في فنلندا أيضا".
 
وفي سياق متصل قبل رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي اعتذار الصحيفة النرويجية ماغازينت المسيحية.
 
وأشار القرضاوي خلال استقباله وفدا نرويجيا ترأسه محمد حمدان رئيس المجلس الإسلامي النرويجي ونائب رئيس المجلس الكنسي أولاف داغ هاووغ، إلى أن قبوله الاعتذار مشروط بمصادقة الحكومة النرويجية على تعديل قانوني يجرم من يتعرض للأديان بالأذى.
 
مشروع أممي 

undefinedفي سياق متصل قدمت 57 دولة إسلامية مشروع نص إلى الأمم المتحدة يحظر ازدراء الديانات الأخرى.
 
وتنص المسودة على "حظر حالات عدم تقبل الآخر والتمييز والتحريض على الكراهية والعنف التي تنتج عن أي عمل موجه ضد ديانات وأنبياء ومعتقدات, يهدد حقوق الإنسان والحريات الأساسية".
 
وتعتبر الوثيقة أن "الإساءة إلى ديانات أو أنبياء تتعارض مع حرية التعبير"، مشيرة إلى أنه تترتب على الدول والمنظمات ووسائل الإعلام "مسؤولية تشجيع تقبل القيم الدينية والثقافية واحترامها".
 
وحاولت مصر اليوم الحصول على تأييد الأوروبيين للمشروع الإسلامي. وبحث وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط اليوم مع المنسق الأعلى للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي خافيير سولانا حيثيات المشروع الأممي.
 
وقد بحث سولانا في محطته المصرية سبل حماية الرموز الدينية ووسائل تطبيق المبادئ التي تضمنها بيان صادر عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة ومنظمة المؤتمر الإسلامي، وتم فيه التشديد على أن "حرية الصحافة تتطلب حسا بالمسؤولية ويجب أن تحترم معتقدات ومبادئ كل الأديان".
 
مظاهرات الغضب

undefinedفي غضون ذلك تتواصل في مدن عدة من العالم الإسلامي سلسلة المظاهرات المنددة بإساءة الصحف الأوروبية للرسول الكريم.
 
وهاجم مئات المتظاهرين في إيران مبنيي السفارتين البريطانية والألمانية ورموهما بالقنابل الحارقة، مرددين شعارات مناهضة للولايات المتحدة وإسرائيل وبريطانيا.
 
وفي باكستان اتخذ التنديد منحى عنيفا حيث لقي شخصان مصرعهما وأصيب نحو 15 آخرين، في مظاهرات احتجاجية على ما قامت به الصحف الأوروبية في حق الرسول الكريم.
 
وفي العراق شهدت مدينة أربيل شمال العراق مظاهرة حاشدة للتنديد بالإساءة للرسول الكريم.
 
تصعيد إيطالي
ومقابل جهود التهدئة وفي تطور ينذر بمزيد من التصعيد، صنع وزير الإصلاح الإيطالي روبرتو كالديرولي قمصانا مطبوعا عليها الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم.
 
وقال كالديرولي -عضو حزب رابطة الشمال المعادي للمهاجرين- "لدي قمصان مطبوعة عليه الرسوم التي أزعجت الإسلام وسوف أبدأ في ارتدائها اليوم". وعرض تقديمها لأي شخص يرغب في ارتدائها.
 
وزعم كالديرولي أن القمصان ليس المقصود بها الاستفزاز، لكنه أشار إلى أنه لا يرى سببا في تملق من أسماهم "المتطرفين الإسلاميين".
 
وقال كالديرولي للصحفيين في وقت سابق من هذا الشهر تعليقا على ما يحدث، "هذا مجرد الطرف الظاهر من جبل الجليد للحرب الدينية التي أعلنها المتطرفون الإسلاميون ضدنا".
المصدر : الجزيرة + وكالات