المحاكم الصومالية تتراجع أمام تقدم القوات الحكومية والإثيوبية

صور من قصف مطار مقديشو

المحاكم الإسلامية تستغرب صمت العالم أمام العدوان الإثيوبي على الصومال

قالت المحاكم الإسلامية إن قواتها تراجعت إلى العاصمة مقديشو بعد انسحابها من مدينة بورهاكبو التي سقطت بأيدي قوات الحكومة الانتقالية التي تتقدم بدعم من القوات الإثيوبية.

وقال مسؤولون بالمحاكم إن قواتهم انسحبت من مدينتي دينسور (120 كلم جنوب غرب مدينة بيداوا مقر الحكومة الانتقالية) وبورهاكبو (60 كلم جنوب شرق بيداوا).

وفي اتصال مع الجزيرة نت قال عبد الرحمن ديناري المتحدث باسم الحكومة الانتقالية إن قواتها سيطرت على مدينتي دينسور وبرهاكبو دون قتال. كما سقطت مدينة بوليبردي وسط البلاد بأيدي القوات الحكومية.

ودعت الحكومة الانتقالية قوات المحاكم الإسلامية إلى الاستسلام وعرضت عليها العفو.

وأفاد مراسل الجزيرة بأن القوات الحكومية والإثيوبية قطعتا نحو 40 كيلومترا في طريقها نحو العاصمة مقديشو بعد إحكام سيطرتها على مدينة بلدوين.

شيخ شريف شيخ أحمد يقول إن المحاكم مستعدة لحرب طويلة (الجزيرة-أرشيف)
شيخ شريف شيخ أحمد يقول إن المحاكم مستعدة لحرب طويلة (الجزيرة-أرشيف)

انسحاب تكتيكي
وأمام هذه التطورات قال رئيس المجلس التنفيذي للمحاكم الإسلامية شيخ شريف شيخ أحمد إن انسحاب قوات المحاكم من تلك الموقع هو خطوة تكتيكية تدخل ضمن تغيير إستراتيجية المحاكم في الحرب ضد القوات الحكومية والإثيوبية.

وأكد شيخ شريف في مؤتمر صحفي أن المحاكم مستعدة لحرب طويلة، ودعا الشعب الصومالي إلى التكاتف لصد العدوان الإثيوبي، مستغربا الصمت الدولي إزاء ما يحدث من غزو إثيوبي سافر للصومال.

ووصف الشيخ شريف ما تفعله الصومال بأنه إرجاع أمراء الحرب إلى الصومال، وجدد الدعوة للقوات الإثيوبية للانسحاب من الصومال والرجوع إلى التفاوض، مشيرا إلى أن المحاكم قدمت بعض التطمينات للحكومة الإثيوبية.

وكان موفد الجزيرة نت قد ذكر في وقت سابق أن القوات الحكومية سيطرت أيضا على مدينة عدادو وسط الصومال. ونقل الموفد عن مصادر بالمحاكم أن مئات المتطوعين الجدد توجهوا إلى جبهات القتال. وأوضح أن معارك ضارية تدور في عدة مدن مثل إيدالي ودينوناي وبانديرادلي.

المحاكم تفسر انسحابها بأنه خطوة تكتيكية ضمن تغيير بإستراتيجية الحرب (رويترز)
المحاكم تفسر انسحابها بأنه خطوة تكتيكية ضمن تغيير بإستراتيجية الحرب (رويترز)

غارات جوية
وكان الطيران الحربي الإثيوبي قصف أمس الاثنين مطار مقديشو ثم مطار بيلدوغلي العسكري -الواقع على بعد نحو 90 كلم غرب العاصمة الصومالية- الخاضعين لسيطرة المحاكم، وقال مدير مطار مقديشو الشيخ عبد الرحيم عدن إن القصف الإثيوبي أسفر عن إصابة سيدة تعمل هناك.

وقالت الحكومة الانتقالية إنها وافقت على أن تستخدم إثيوبيا القوات الجوية لضرب ما سماه "أي مكان يستخدمه الإرهابيون لجلب الأسلحة والذخيرة". وأعلنت الحكومة إغلاق جميع الحدود لأسباب أمنية ودعت المجتمع الدولي لمساعدتها في تنفيذ القرار.

وبررت أديس أبابا الغارات على المطار بمنع ما وصفته بالرحلات الجوية غير المرخصة من الحكومة الانتقالية. وقال متحدث باسم الخارجية الإثيوبية إنه تم رصد "بعض المتطرفين الذين ينتظرون في مقديشو ليتم نقلهم بالطائرة".

وقد اتهمت الحكومة الانتقالية الجيش الإريتري بالمشاركة في القتال مع قوات المحاكم، وقال سفيرها بأديس أبابا إن القوات الحكومية استطاعت قتل نحو 500 من مقاتلي المحاكم بينهم جنود إريتريون.

من جهة أخرى يهدد تصاعد المعارك بكارثة إنسانية، حيث تؤكد وكالات الإغاثة أنها تحاول إيصال المساعدات إلى أكثر من مليون صومالي متأثرين بالصراع وبالفيضانات العارمة في الأسابيع الماضية.

دعوات للتهدئة
سياسيا أدان الاتحاد الأفريقي استمرار التصعيد، وقرر عقد لقاء تشاوري حول الوضع يوم الأربعاء في أديس أبابا بمشاركة ممثلين عن جامعة الدول العربية وإيغاد.

من جهتها دعت جامعة الدول العربية في بيان لها إلى وقف فوري للقتال، وطالبت الصومال وإثيوبيا باحترام مبدأ حسن الجوار وعدم تدخل أي من الدولتين في الشؤون الداخلية للدولة الأخرى.

المصدر : الجزيرة + وكالات