قضايا سياسية في مناظرة لاختيار نقيب الصحفيين المصريين

أسامة الغزالي حرب

محمود جمعة-القاهرة
قبيل أيام من إجراء الانتخابات على منصب نقيب الصحفيين استضافت النقابة مناظرة ضمت أربعة من المرشحين على المنصب، تناولوا خلالها عددا من القضايا الصحفية والسياسية، في مقدمتها حرية الصحافة وقانون الطوارئ وتداول السلطة والتوريث ثم التطبيع والتبعية لأميركا.

واعتبر المرشح أسامة الغزالي حرب أن قانون الطوارئ أحد أهم عراقيل الحكومة المصرية لتقييد الحياة السياسية وحرية الصحافة خلال ربع القرن المنقضي، مشيرا إلى أنه لا معنى لمفهوم الديمقراطية إلا بتداول سلمى للسلطة "حيث لا يمكن اعتبار ما يحدث الآن بأنه حراك سياسي في ظل احتكار الحزب الوطني للسلطة في مصر".

أما أسامة غيث فيرى أن الأمر ليس مقصورا على قانون الطوارئ، وفي نظره فإن النظام السياسي المصري يحكم في ظل ترسانة من القوانين التي تقيد حرية الصحافة، مضيفا أن هذا الأمر ظهر جليا أثناء انتخابات الرئاسة الماضية وما صاحبها من عدم تكافؤ الفرص للمرشحين في هذه الانتخابات، الأمر الذي مثل "عقبة رئيسية في وجه تداول السلطة".

من جانبه تناول الصحفي مصطفى بكري القوانين التي تقيد العمل الصحفي بمصر وفي مقدمتها قانون حبس الصحفيين الذي يعد سيفا مسلطا على رقاب الصحفيين في التعبير الحر عن آرائهم.

وتساءل بكري عن إمكانية تداول السلطة في ظل منع الأحزاب السياسية من الخروج إلى الشارع وتزوير صناديق الانتخابات، مشددا على أن احتكار السلطة في المؤسسات الصحفية هو الذي أورثنا "ملفا ضخما للفساد المالي والإداري داخل هذه المؤسسات".

التوريث
وفيما يتعلق بقضية التوريث يشير الصحفي أسامة الغزالي إلى أنه رغم تصريحات الرئيس حسني مبارك ونجله جمال والتي نفيا من خلالها مزاعم التوريث، "فإن المراقب للأحداث يرى أن هناك الكثيرين ممن يحاولون تبرير أو إيجاد غطاء شرعي للتوريث"، وأكد أن يقظة الشعب المصري وصحافته التي تمثل لواء الدفاع عن حقوقه هي الضمانة الوحيدة لمواجهة محاولة الالتفاف والترويج لفكرة التوريث.

undefined

ويرى المرشح جلال عارف أن التمسك بالمناصب القيادية في الدولة أفقد العديد من الأجيال فرصتها في المشاركة السياسية والصحفية، مشيرا إلى أن شبح التوريث الذي بات يطارد الحياة السياسية سيؤدي إلى مزيد من التنازلات ومغازلة الخارج على حساب المصلحة الوطنية.

وبرأي عارف فإن مصر بها أكثر من مليون شخص يصلحون لرئاسة الدولة، وناشد صحفيي مصر تحمل مسؤولياتهم في مواجهة "مثل هذا العبث" إذا تم شريعه.

التطبيع خط أحمر
ويؤكد عارف أن التطبيع مع إسرائيل خط أحمر لا يسمح بتجاوزه، مشيرا إلى رفض المجتمع الصحفي المصري لهذه الفكرة عبر قرارات الجمعية العمومية للنقابة والتي تم بموجبها توقيف عدد من الصحفيين بسبب انتهاكهم للإجماع الوطني بشأن هذا الأمر.

أما أسامة الغزالي فيؤيد فكرة التطبيع مع إسرائيل شريطة حصول الشعب الفلسطيني على كافة حقوقه المشروعة من خلال تسوية نهائية للصراع العربي الإسرائيلي، مشيرا إلى أن مصر لم ولن تكون تابعة في أي وقت للولايات المتحدة أو أي طرف خارجي آخر.

وللمرشح أسامة غيث رأي آخر إذ يرى أن الدولة تمارس التطبيع على أرض الواقع وأن نقابيين وصحفيين مارسوه أيضا، محذرا من خطر التطبيع على الأمن القومي ومكانة مصر في الداخل والخارج.
_____________
مراسل الجزيرة نت

المصدر : الجزيرة