قس بلجيكي ينفي تورطه في مجازر رواندا
دفع قس بلجيكي ببراءته من التهم الموجهة إليه بالتورط في المجازر العرقية برواندا عام 1994. وقد مثل القس غاي ثيونيس أمام محكمة رواندية في كيغالي بعد القبض عليه الثلاثاء الماضي قبل مغادرته البلاد عائدا لبلجيكا.
واتهمت سلطات كيغالي القس البلجيكي بتحريض المتطرفين من قبائل الهوتو على ارتكاب المذابح بحق التوتسي والمعتدلين الهوتو ما أودى بحياة نحو مليون شخص.
وأدلى نحو 20 شخصا بشهادتهم ضد القس أمام "محكمة الشعب" وهي هيئة قضائية أنشأتها السلطات الرواندية لإماطة اللثام عن جرائم الإبادة الجماعية في رواندا وجميع الأشخاص المتورطين فيها.
وأعرب ثيونيس عن صدمته لإلقاء القبض عليه وقال إنه يكن حبا كبيرا لروندا خاصة قبائل التوتسي. واتهم ادعاء المحكمة القس البلجيكي بنشر مقال في صحيفة كانغورا الرواندية يشجع الهوتو على المشاركة في عمليات قتل التوتسي.
" محكمة الشعب وهي هيئة قضائية أنشأتها السلطات الرواندية لإماطة اللثام عن جرائم الإبادة الجماعية في رواندا وهي تختلف عن محكمة جرائم الحرب التابعة للأمم المتحدة وتتخذ من أروشا بتنزانيا مقرا لها " |
وكانت أبرز الإفادات ضد المتهم شهادة قس آخر في الكنيسة الكاثولوكية الذي أقر أمام المحكمة بأنه قابل ثيونيس في سويشار عام 1992 وأن القس البلجيكي كان يتوقع مقتل أعداد كبيرة من التوتسي إذا لم يوقف متمردو الجبهة الوطنية الرواندية القتال.
القس الذي عمل براوندا بين العامين 1970 و1994 اتهم أيضا بإرسال بيانات صحفي مضللة عبر الفاكس إلى أوروبا قللت من خطورة الأوضاع على الأرض ما أسهم في بطء تحرك الغرب لوقف المجازر.
ونفى ثيونيس هذه التهم ورد على أسئلة المحكمة باللغة المحلية السائدة، حيث قال إنه كان فقط يوقع على البيانات الصحفية التي أعدها قساوسة الكنيسة الكاثوليكية. ونفى أيضا عمليه بوجود جرائم إبادة جماعية لكنه كان يحس بالمشاكل الخطيرة على حد تعبيره.
ومن بين جميع الشهود دافع شخص واحد فقط عن المتهم، وقال مستشار الشؤون الأفريقية بمنظمة هيومان رايتس ووتش الأميركية لحقوق الإنسان أليكس دي فورغس إنه كان يتعاون مع القس البلجيكي في كشف انتهاكات حقوق الإنسان برواندا.
وشهد الجلسة نحو 1000 شخص بينهم دبلوماسيون وممثلو منظمات دولية لحقوق الإنسان. واستبعد قاضي محكمة الشعب إحالة القضية لمحكمة جنائية عادية، معتبرا أن المحكمة التقليدية تهدف فقط لإثبات جدية الاتهامات.
يشار إلى أن الأمم المتحدة أقامت محكمة خاصة بجرائم الإبادة الجماعية في رواندا بمدينة أروشا التنزانية. وقد أدين صحفي بلجيكي أمام المحكمة عام 2000 بتهم تحريض مشابهة للتي وجهت للقس غاي ثيونيس وحكم عليه بالسجن 12 عاما.