تقرير: الملل والرعب يسيطران على القوات الأميركية بالسعودية


undefinedيبذل الجنود الأميركيون الموجودون في السعودية قصارى جهدهم من أجل التأقلم مع مكان إقامتهم المؤقتة والذي يبدو أنه أكثر أماكن العالم إحراجا بالنسبة لهم، وذلك في ظل استعداداتهم لبدء الحرب على العراق، وينظر المواطنون السعوديون لهؤلاء الجنود على أنهم غزاة أكثر من أنهم منقذون كما كان الحال إبان أزمة الخليج عام 1991.

ولا يغادر الجنود الأميركيون قاعدتهم التي تبعد 80 كلم جنوب شرق الرياض شأنهم في ذلك شأن القوات الأميركية في كل من البحرين والكويت وقطر، وذلك خوفا من هجمات ربما يقوم بها أنصار تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

وتتخذ القوات الأميركية إجراءات أمنية صارمة حول القاعدة الكبيرة التي تبلغ مساحتها 650 كلم2 ويوجد بها نحو 6400 جندي أميركي ومشاة البحرية وذلك بعد مقتل 11 عسكريا أميركيا في حادث تفجير عام 1991، حتى أن القادة العسكريين الأميركيين يصفونها بأنها أكثر أمنا من حصن فورت نوكس حيث تحتفظ الولايات المتحدة برصيدها من الذهب، ومع ذلك فقد وجد العسكريون قرب سور القاعدة شظايا صاروخ أرض/جو سوفياتي الصنع يبدو أنه أخطأ طريقه.

ويظهر أن المضايقات للجنود الأميركيين لا تقتصر على خارج أسوار القاعدة، إذ يزعم الكولونيل جين كولينز مسؤول الصيانة بالقاعدة أن بعض الجنود الأميركيين وخاصة النساء تعرضوا لمضايقات من الجنود السعوديين في القاعدة والذين يبلغ عددهم 700 جندي، في حين يؤكد اللواء سعيد حزناوي القائد السعودي للقاعدة أنه لا يصادف مشاكل مع المجندات الأميركيات اللاتي يشكلن 20% من العسكريين، بل إن حزناوي نفى تقارير تتحدث عن طلب السعودية من القوات الأميركية مغادرة أراضيها بعد انتهاء الأزمة مع العراق، معبرا عن سرور القوات الأميركية والبريطانية على الأراضي السعودية لاسيما أنهم يعملون سوية منذ 60 عاما على حد قوله.

وفي ظل التشديدات الأمنية المتخذة في القاعدة وبعد أشهر من انتظار قرار الحرب، فإنه يبدو أن الملل هو أكبر مشكلة يواجهها الجنود الأميركيون في الصحراء السعودية، إذ يقول السارجنت فيل إيزيدرو "اليوم مثل الأمس تماما، أذهب إلى الكنيسة يوم العطلة لأن هذا يساعدني على التركيز"، في حين يؤكد جندي الاحتياط دويل ماكيني أنه استسلم لقرار تمديد مهمته لمدة شهر، في حين ذكر الجندي سبايك أنه يتعمد عدم معرفة تاريخ اليوم ويجري كثيرا في وقت الفراغ كحافز نفسي.

المصدر : رويترز