قوات الأمن التنزانية تعزز قبضتها على زنجبار
تقوم قوات الأمن التنزانية في جزيرة زنجبار بدوريات مكثفة عقب مواجهات دموية بين الشرطة ومعارضين أودت بحياة 37 على الأقل من الجانبين. وحملت السلطات في الجزيرة المعارضة مسؤولية الأحداث وتوعدت بمعاقبة المتسببين فيها.
وانتشرت شرطة مكافحة الشغب في الشوارع الرئيسية لبلدة تشيك في جزيرة بيمبا، كما أغلقت المتاجر أبوابها، وخفت أعمال العنف منذ ظهر أمس رغم استمرار إطلاق نار متقطع أثناء الليل.
وأعلن التلفزيون التنزاني أن الشرطة اعتقلت 99 شخصا ليلا في العاصمة دار السلام لللاشتباه بعلاقتهم بالاضطرابات. ووردت تقارير تفيد بوقوع اشتباكات في موانزا الواقعة على بحيرة فيكتوريا غربي تنزانيا.
ومن بين القتلى في بيمبا خمسة على الأقل من قوات الأمن، أحدهم فصل رأسه عن جسده، وقتل الباقون إما رجما بالحجارة أو بتمزيقهم من قبل المحتجين.
في المقابل قال شهود عيان إن رجال الجيش ومعظمهم من تنزانيا اقتحموا مساكن المواطنين في زنجبار واعتدوا على سكانها بالضرب، وقاموا أحيانا بقتل بعضهم انتقاما لزملائهم القتلى.
وألقى رئيس سلطة الحكم الذاتي في زنجبار أماني كارومي خطابا بثه التلفزيون ليلا ألقى فيه باللائمة على نشطاء معارضين، وقال إن الشرطة ستعتقل المسؤولين عن هذه الأحداث.
ودعت منظمة الوحدة الأفريقية من جانبها الجميع إلى التزام الهدوء، وقال رئيس توغو غناسينغبي إياديما –الرئيس الحالي للمنظمة- إنه "مقتنع بأن الحلول للمشاكل السياسية يجب أن تكون عبر الحوار والتشاور".
يشار إلى أن جزيرة بيمبا تعتبر أحد المعاقل الرئيسية للجبهة المدنية المتحدة المعارضة، وتشتهر بزراعة القرنفل وتعتبر عماد الاقتصاد في زنجبار، وينحدر معظم سكانها من أصل عربي. ويتهم كثير من سكانها الحزب الحاكم بزعامة الرئيس التنزاني بنجامين وليام ماكبا بتجاهل الجزيرة منذ عام 1964 عندما اتحدت زنجبار مع تنجانيقا لتكونا معا جمهورية تنزانيا المتحدة.
وكانت تنزانيا أجرت انتخابات متعددة الأحزاب في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي للمرة الثانية منذ استقلال تنجانيقا عن بريطانيا عام 1961. ورغم الهدوء الذي شهدته هذه الانتخابات في تنزانيا فإن زنجبار شهدت أعمال عنف واتهامات بالتلاعب في نتائج الانتخابات.