تكافح لتسليط الضوء على الصلة بين الإسلام والبيئة.. قصة زهرة في باريس

طورت زهرة اقتراحا بعنوان "رمضان الأخضر"، تم إرساله إلى العديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المسلم في فرنسا، موضحة فيه بالتفصيل 10 إجراءات جيدة لتجنب الهدر خلال الشهر الكريم

زهرة أم مسلمة تعيش في باريس تشارك في مظاهرة من أجل البيئة (الصحافة الفرنسية)

زهرة أمٌّ، تحاول أن تتبع نظامًا يوميًّا يعتبر "نموذجًا من الروحانية البيئية"؛ حيث أغوتها هذه المبادرة التي تجمع بين الأديان الموجودة في العديد من المسيرات التي انطلقت في باريس السبت الماضي 12 مارس/آذار الجاري.

وفي تقرير نشرته صحيفة "لاكروا" (la-croix) الفرنسية، قالت الكاتبة سيستين ليروج، إن مستوى الخطاب لدى زهرة حبيب بوليف يعكس الشغف الذي يدفعها حول موضوع الإسلام والبيئة، ورغم أنه لا جدال في وجود فصل بين الاثنين، فإن زهرة تسلط الضوء على الصلة بين الدين والبيئة منذ فترة طويلة.

مشاركون بمظاهرة في باريس بمسيرة المناخ ضد الاحتباس الحراري والمطالبة بالعدالة المناخية (الأوروبية)

وشاركت زهرة السبت الماضي تحت هاتين اللافتتين في مسيرة من أجل مناخ باريس ضمن "موكب المعتقدات"، وهذه المبادرة هي الأولى التي نفذتها مجموعة واسعة من الجمعيات والمنظمات من مختلف الأديان.

وتبين الكاتبة أن زهرة -وهي أم لطفلين بالغين- شاركت في آخر مظاهرة لها من أجل المناخ منذ "3 أو 4 سنوات"؛ حيث تقول: "أذهب في كثير من الأحيان إلى هذه المظاهرات من أجل العدالة الاجتماعية"، فيما تشير الكاتبة إلى أن الأمر المختلف هذه السنة هو التركيز على الصلة بين الدين والبيئة؛ حيث تصر زهرة على أن "هذا ما أريد الدفاع عنه قبل كل شيء" مقتنعة بأن "الدين له دور يلعبه" إذا تناول علماء الدين القضايا البيئية.

دراسة الصلة بين الإسلام والبيئة

واتبعت زهرة هذه الفكرة من خلال الانضمام إلى برنامج "إيمونا" التدريبي المشترك بين الأديان في معهد الدراسات السياسية بباريس عام 2021، وعلى مدار تبادلها الأفكار مع أصحاب الأديان الأخرى، ترسخ اقتناعها بوجود "نصوص كثيرة من مختلف الديانات تتحدث عن البيئة"؛ حيث اكتشفت زهرة هذا الثراء بنفسها من خلال دراسة نصوص الإسلام "الطويلة والواسعة".

نشطاء نظموا مسيرة في باريس السبت الماضي لمطالبة المرشحين للرئاسة بجعل قضايا المناخ أولوية (الأوروبية)

إجراءات ملموسة

ونقلت الكاتبة عن زهرة قولها: "نحن لا ننسى تجاربنا السابقة، لذلك بدأت أنظر إلى ما قاله القرآن الكريم عن البيئة"، ولقد اكتشفت زهرة وفرة من الآيات التي تشجع على السلوك الذي "يحترم" البيئة، بدءًا بالآية التي تتحدث عن دور الخليفة الممنوح للإنسان "نحن وكلاء على الأرض، يجب أن نظهر له احترامنا ونكافح الأعمال اللاأخلاقية تجاه كل الخليقة"، في إشارة إلى قوله تعالى (إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً) (سورة البقرة/ من الآية 30).

وتلفت الكاتبة إلى أن زهرة بدأت في التحول للاهتمام بالطاقات المتجددة؛ حيث قالت "دون أن أعرف إلى أين كنت ذاهبة، ولكن كنت مقتنعة بما أفعله"، وبمساعدة إحدى الجمعيات؛ تستثمر زهرة في القارة الأفريقية لتطوير دورات تدريبية للسكان لمساعدتهم على "تنمية طاقاتهم".

"رمضان الأخضر"

وبحسب الكاتبة فإنه في شهر رمضان المبارك الذي يبدأ في أبريل/نيسان المقبل؛ "اقترحت زهرة استبدال القوارير البلاستيكية الصحية في المسجد بقوارير الماء للإفطار الرمضاني"، كما طوّرت اقتراحًا بعنوان "رمضان الأخضر"، تم إرساله إلى العديد من الجهات الفاعلة في المجتمع المسلم في فرنسا، موضحة فيه بالتفصيل 10 إجراءات جيدة لتجنب الهدر خلال الشهر الكريم، حيث تُذكر بأن "النبي صلى الله عليه وسلم، نهى عن الهدر في رمضان مصداقا للآية الكريمة (… وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) (سورة الأعراف/ من الآية 31).

المصدر : لاكروا