زعيم حزبي روسي يقترح بيع مومياء لينين لدفع فاتورة كورونا

ضريح فلاديمير لينين في الساحة الحمراء قرب الكرملين وسط موسكو (رويترز)

تنفق السلطات الروسية حوالي 173 ألف يورو (نحو 195 ألف دولار) سنويا للإبقاء على مومياء الزعيم السوفياتي فلاديمير لينين (1870-1924) قابلة للعرض. لكن بعد انهيار الاتحاد السوفياتي فُتح النقاش عدة مرات بشأن ما يجب فعله بجثته.

وقد اقترحت بعض الأصوات المعارضة مؤخرا فكرة بيع تلك المومياء، واستعمال ثمنها في دفع فاتورة التعامل مع وباء فيروس كورونا المستجد.

وحتى اليوم، تجاوز عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في روسيا 545 ألفا، والوفيات 7280، وذلك وفقا لموقع "ورلد ميتر".

وتساءلت صحيفة "إلموندو" الإسبانية إن لم تكن هناك طريقة لدفن لينين، فماذا عن بيعه؟ وأشارت إلى أن هذه الفكرة طرحها على الطاولة فلاديمير جيرينوفسكي زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي (قومي متشدد)، وهو ثالث أهم تشكيل في البرلمان الروسي.

ورغم دعوات جيرينوفسكي لإغلاق ضريح لينين، فإن حوالي 450 ألف شخص يتدفقون سنويا لرؤية جثة الزعيم البلشفي الذي توفي عام 1924 بمقر إقامته في غوركي، خارج العاصمة موسكو.

وطرحت فكرة الاستفادة المالية من مومياء لينين، عندما اقترح المستشار الرقمي الفرنسي ستيفان ديستنغان بيع لوحة الموناليزا وقدر قيمتها بنحو 50 مليار يورو (حوالي 56.3 مليار دولار) بهدف سد الفجوة المالية التي تسببت فيها الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

ومن وحي ذلك المقترح الفرنسي، قال جيرينوفسكي "هنا يمكننا بيع مومياء لينين.. يوجد مشترون: الصين أو فيتنام أو أي دولة شيوعية أخرى. ولينين في حالة جيدة، تم تحنيطه قبل 96 عامًا فقط.. بفضل بيع المومياء، يمكن أن تدخل أموال كثيرة إلى ميزانية الدولة".

ولا تزال تصدر الكثير من الكتب عن لينين، ويحظى تمثاله باهتمام الكثيرين في بعض البلدان الآسيوية. وحسب الصحيفة، فقد اتصلت فيتنام العام الماضي بالخبراء الذين يعنون بصيانة مومياء لينين وطلبت منهم المشاركة في العناية بجثة الزعيم الفيتنامي هوشي منه الذي تم تحنيطه عام 1969 بمساعدة سوفياتية.

تحنيط

يشار إلى أن عدة دول في العالم -بما فيها الصين وكوريا الشمالية وفيتنام- حنطت قادتها المؤسسين بفضل الطريقة المختبرية التي استعملها الاتحاد السوفياتي في تحنيط جثة لينين.

وحسب الصحيفة الإسبانية، فإنه لا تروج حاليا أنباء عن مشترين محتملين بإمكانهم أن يساعدوا الروس المعادين للشيوعيين في التخلص من الهالة البلشفية التي لا تزال تنبعث من الساحة الحمراء.

ويعارض يوري إزيوموف الصحفي الروسي المخضرم وعضو صندوق ضريح لينين، فكرة التخلص من مومياء لينين، ويقول إن الزعيم البلشفي "كان عبقريًّا غيّر مجرى تاريخ العالم".

كما أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعارض فكرة التخلص من المومياء، لأن الكثير من الناس "لا تزال تجاربهم مرتبطة -بطريقة أو بأخرى- بإنجازات الفترة السوفياتية".

ووفقًا لاستطلاع رأي نشر عام 2017 فيما يتعلق بالذكرى المئوية للثورة البلشفية، يعتقد ثلثا الروس أن الوقت قد حان لدفن جثة لينين. وأشارت الصحيفة إلى أن دماغه لن يوارى الثرى لأنه أزيل وجزّئ إلى 300 شريحة ليدرسها الباحثون بحثا عن تحديد "أصل عبقريته".

ويعتقد الشيوعيون أن لينين لا يزال أكثر أهمية من أي وقت مضى، ويعتبرون أنه قد يكون على الأقل مصدر إلهام في التعامل مع الأزمة الناجمة عن تفشي فيروس كورونا.

وكتبت الصحفية الروسية آنا نيمتسوفا أن "مصطلح التعبئة كلمة يعرفها جميع الروس جيدًا بعد ما يقرب من قرن من الدعاية السوفياتية.. إنها حقبة تمجد الاستجابة الهائلة للتحديات الصناعية والأمنية".

وفي مارس/آذار الماضي، قرر وفد من الحزب الشيوعي الروسي انتهاك قواعد الحجر الصحي التي كانت سارية في العاصمة موسكو، وذلك من أجل التوجه إلى ضريح لينين في الساحة الحمراء لإحياء الذكرى 150 لميلاد الزعيم البلشفي. وقال زعيم الحزب الشيوعي السوفياتي غينادي زوغانوف إنه "لإنهاء الأزمة الحالية والانتصار على فيروس كورونا، دعونا نتعلم من نصيحة لينين، وسيكون كل شيء على ما يرام".

صورة فقدت ألقها

وذكرت الصحيفة الإسبانية أن صورة لينين في أذهان مواطنيه فقدت الكثير من ألقها، بعدما تم فتح أرشيف الحقبة البلشفية في أعقاب تفكك الاتحاد السوفياتي عام 1991، وبات معروفا أن له دورا في قتل أو تعذيب أو نفي مئات الآلاف من الناس.

لكن أنصار الزعيم الراحل يجادلون بالقول إنه كان يعرف كيف يتصدى للأوبئة من قبيل الكوليرا التي ضربت البلاد بمجرد وصول البلاشفة إلى السلطة عام 1917. لكن المؤرخ بوريس إيغوروف يقول إن ما يسمى الإنفلونزا الإسبانية تسببت في وفاة 3% من سكان الاتحاد السوفياتي بين عامي 1918 و1919.

المصدر : الصحافة الإسبانية