بالمردن والقمباز.. الفلسطينيون يحتفون بأزيائهم التراثية

ميرفت صادق فلسطين رام الله 25 تموز 2019 فتيات من مدينة طوباس يرتدين أثواب سيدات منطقتهن التراثية.jpg
المهرجان انتظم بعد أن ظهرت عارضات إسرائيليات يرتدين أزياء مزخرفة بالتطريز الفلسطيني (الجزيرة)

 ميرفت صادق-رام الله

 

ارتدت الشابة لانا حجازي ثوبا بدويا من بين عشرات الأثواب الفلسطينية المختلفة الخيوط والتطريز يسمى "المردن"، الجزء العلوي المطرز بالأحمر والسفلي ملون بالأزرق وبأكمام واسعة، يعود لسيدات بدويات من منطقة جنوب قطاع غزة وصحراء بئر السبع.

وبحسب لانا حجازي العضو بجمعية الزيّ الفلسطيني برام الله، ترتدي لباس المردن الأرملة أو المطلقة الراغبة بالزواج بعد إضافة شريط من التطريز بخيوط حمراء في ذيله.

لانا حجازي ترتدي المردن ثوب البدويات جنوب غزة (الجزيرة)
لانا حجازي ترتدي المردن ثوب البدويات جنوب غزة (الجزيرة)

لباس تقليدي
"المردن" واحد من لوحة تراثية جمعت عشرات الأثواب الفلسطينية المطرزة واللباس التقليدي للرجال في مهرجان يوم الزي الفلسطيني الذي نظم بمدينة رام الله الخميس الماضي، بمشاركة واسعة تحت شعار "البس زيّك مين زيّك؟" الذي من المقرر أن يجوب مناطق عدة في الضفة الغربية.

وبدأت هذه التظاهرة التراثية قبل خمسة أعوام بعد أن ظهرت عارضات إسرائيليات يرتدين أزياء مزخرفة بالتطريز الفلسطيني باعتبارها أزياء إسرائيلية.

وتسعى جمعية الزي الفلسطيني إلى تخصيص الخامس والعشرين من يوليو/تموز من كل عام يوما وطنيا للزي الفلسطيني، لتأكيد هوية هذا اللباس بعد محاولات الاحتلال السطو عليه كما حدث مع أطعمة ورموز تراثية أخرى.

وتقول حجازي إن الإسرائيليين لم يكونوا يوما شعبا واحدا له ثقافته، بل جاؤوا من مجتمعات مختلفة وحاولوا خلق ثقافة موحدة من خلال سرقة ثقافة الفلسطينيين وتراثهم.

ويختلف شكل الثوب الفلسطيني ونمط تطريزه من منطقة إلى أخرى، وتشتهر أثواب نساء المدن وسط الضفة الغربية والبدو في جنوب فلسطين بكثافة التطريز، في حين تختفي أحيانا في أثواب النساء بالمناطق الزراعية كشمال فلسطين وشمال الضفة بسبب انشغالهن في الزراعة.

 وصلة فنية باللباس الشعبي الفلسطيني احتفاء بالزي التراثي(الجزيرة)
 وصلة فنية باللباس الشعبي الفلسطيني احتفاء بالزي التراثي(الجزيرة)

مشاركة متنوعة
قدمت مجد المصري (18 عاما) من مدينة طوباس شمال الضفة الغربية مرتدية ثوبا من الحرير الأخضر المزين بقطع قماشية ملونة على أكتافه وأكمامه ولكن دون تطريز، لحضور فعاليات المهرجان والمشاركة فيه.

وتقول مجد إن ثوب طوباس المنطقة الزراعية المشرفة على الأغوار يتشابه مع زي طولكرم شمالا أيضا، وإن نساء هذه المناطق لا يملكن الوقت الكافي للتطريز لانشغالهن بالعمل في الزراعة.

وترى المصري -ناشطة مجتمعية- أن ارتداء الثوب الفلسطينية واحدة من مهمات رفع الوعي بالهوية والتراث الوطني، وتقول "أتمنى من كل الفتيات أن يرتدين أثوابهن ليكن سفيرات لتراثهن الذي يتعرض للسرقة".

ويتحول مهرجان الزي الفلسطيني كل عام إلى احتفالية بالغناء والدبكة الشعبية التي ظهرت لها العديد من الفرق بأنحاء الضفة. على غرار فرقة "زنار" التي أسستها سيدات مسنات بلباسهن التراثي في بلدة عصيرة الشمالية شمال مدينة نابلس.

الفلسطينيون يسعون لتكريس يوم وطني لأزيائهم الشعبية لتعزيز التراث الوطني(الجزيرة)
الفلسطينيون يسعون لتكريس يوم وطني لأزيائهم الشعبية لتعزيز التراث الوطني(الجزيرة)

وأسس في البلدة نفسها مجموعة من الرجال فرقة شعبية حملت اسم "الزيتونة" وتضم شبابا وشيوخا يقدمون الدبكة والغناء الشعبي دون آلات موسيقية حديثة.

أبو ضرار عميد فرقة الزيتونة شارك بيوم الزي الفلسطيني مرتديا لباس الرجل التقليدي "القمباز "، وهو عبارة عن رداء طويل بقماش مقلّم يحيط به حزام جلدي وتعلوه كوفية على الرأس ارتداه الفلاحون تاريخيا.

لباس بيراوي
ارتدت تمارا حداد عضو بلدية البيرة وسط الضفة الغربية خلال المهرجان ثوب "الملكة" الذي تلبسه العروس البيراوية (منطقة البيرة) في ليلة الحناء التي تسبق الزفاف مع قبعة مزينة بالليرات الذهبية أو الفضية تسمي "الوقاة" ويعتيلها وشاح طويل.
ويعبّر الثوب عن تضاريس منطقته من خلال ألوانه الخضراء والحمراء والذهبية، ويجسد انعكاسا لجبال وسهول مدينة البيرة وقراها.

وتدعم بلدية البيرة يوم الزي الفلسطيني لتوسيع دائرة مرتادي الثوب الفلسطيني في مواجهة محاولات تهويده من الاحتلال، وترسيخ الثقافة والتراث الفلسطيني من الأجداد إلى الأحفاد.

المصدر : الجزيرة