تعنيف مدير مدرسة عراقي لطلبة يثير سخطا بمواقع التواصل

طه العاني- الجزيرة نت
 
تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر فيه مدير "مدرسة الشهيد هاشم عبيد الابتدائية" في الكرخ ببغداد يعنّف طلبة صغارا ويضربهم بشدة، معبرين عن سخطهم واستنكارهم لتصرف المدير.

وأثار هذا التصرف غضبا واسعا على هذه المواقع تنديدا بتعنيف الأطفال، وما تشهده هذه الظاهرة من تزايد في المدارس العراقية، في ظل ضعف القانون والرقابة، في حين طالب ناشطون وزارة التربية ورئيس الوزراء باتخاذ الإجراءات القانونية الرادعة بحق المدير المعني.

وعما حدث في مدرسة الشهيد هاشم، كتب بدرخان عمر "هكذا التعليم ببلدي وهكذا يعاملون الطلبة. مدير مدرسة الشهيد هاشم عبيد الابتدائية للبنين شكر محمود طوفان يضرب الطلبة بقسوة وعنف..".

واعتبر المغرد "ضياء الغزي" أن هذا العنف كارثة "شوفوا الكارثة.. مدير مدرسة الشهيد هاشم عبيد الابتدائية للبنين (شكر محمود طوفان) يضرب الطلبة بقسوة وعنف..".

وكتب المغرد كرار علي مع مشاركة الفيديو "معكم_تكتمل_الصورة مدير مدرسه في العراق".

وتساءلت سهاد حسن عن أسلوب التعنيف الشديد مع طلبة صغار، مضيفة "هذا مدير لو داعشي هو هيج يعامل التلاميذ".

وعلقت إدارة صفحة "يلا" في موقع فيسبوك على هذه الحادثة "هذا المعلم يستحق العقاب، ليكون عبرة لمن يستخدمون العنف في المدارس".

كما كتب خالد الياسري الكربلائي "إذا هذا مدير مدرسة كيف يكون المعلم الذي يخرج ويعلم أجيالا"، معتبرا التصرف الذي وقع من المدير غير حضاري، وأنه ليس من حق المدير ضرب التلاميذ، وأن الأولى هو العودة إلى ولي أمر الطالب في حال تقصيره أو ارتكابه خطأ ما.

ووصف الإعلامي هون اللامي تصرف المدير مع التلاميذ بـ"العدواني"، مضيفا "يعني هذا طالب لو عدو داعشي وهيج تضربه!! مدير مدرسة يعاقب طلابه بطريقة عدوانية!!".

وحمّل فراس الوريسي المعلمين والآباء والأمهات التقصير الذي يمارسه الطلاب، مضيفا أن مدير المدرسة عاقب طلابا لعدم إحضارهم الكتب الدراسية، وأنه مع العقاب الشديد.

ظاهرة العنف
ويعاني العراق من ارتفاع ظاهرة العنف المدرسي، فمنذ التراجع التدريجي للقطاع التربوي، بدأ العنف في المدارس يتصاعد، ونمّته صعوبات العيش والصراعات، وضعف الرقابة والقانون، والأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية والثقافية.

ورغم الوعود الحكومية والتصريحات الرسمية التي تشدد على منع استخدام العنف في التعامل مع الطلبة، فإن واقع الحال يشير إلى ازدياد واضح في استخدام التعنيف ضمن أروقة التعليم، وسط مخاوف وتحذيرات من قبل مختصين من نتائج سلبية قد تنعكس على الطلاب خاصة والواقع التعليمي عامة.

وكانت وزارة التربية العراقية قد أعلنت سابقا عن تشكيلها لجانا تحقيقية في حوادث عنف سابقة، جرت لطلبة في مختلف المراحل الدراسية، وانتهت بتوجيه عقوبات متفاوتة إلى الكوادر التدريسية، ووضع حلول شكلية أو مؤقتة.

وتعج مواقع التواصل الاجتماعي بصور ومقاطع نشرها معلمون وهم يعاقبون تلاميذهم باستخدام الضرب والعنف اللفظي، وفي المقابل ينشر أولياء الأمور محتويات مماثلة لإصابات لحقت بأبنائهم نتيجة العنف الذي تمارسه بعض الكوادر التدريسية.

يذكر أن حادثة إهانة محافظ نينوى نوفل العاكوب لمدير مدرسة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أثارت موجة من الانتقادات والسخط الشعبي تجاه هذا التصرف، معتبريه اعتداء سافرا على المنظومة التعليمية وإهانة لكوادرها، ومطالبين بمعاقبة العاكوب وإقالته.

المصدر : الجزيرة