بالفيديو.. لاجئون عراقيون بالأردن يحيون عيد الميلاد بصناعة اللوحات الفسيفسائية

همام العسعس-عمّان

تحتضن كنيسة القديس جاورجيوس الكاثوليك بمحافظة مأدبا -التي تبعد 33 كيلومترا جنوب غرب العاصمة الأردنية عمان- عالما فسيفسائيا زين بأيدي اللاجئين العراقيين المسيحيين الذين قدموا للمملكة عام 2014 إبان دخول تنظيم الدولة الإسلامية مدينتي الموصل والفلوجة العراقيتين، ويستعدون جنبا إلى جنب مع مسلمي ومسيحيي المملكة لاستقبال عيد الميلاد المجيد بطرقهم الخاصة.

وتفترش أرضيّة الكنيسة لوحة فسيفسائيّة مزينة على شكل خريطة تصف مرور المسيح عليه السلام بمأدبا والأماكن التاريخية والدينية فيها وشارك في صنعها خمسون شابا وشابة من اللاجئين على مدار شهرين، ويقضون عيد الميلاد بتشكيل فسيفساء تحمل صور الشجرة والنجمة والأحرف الإنجليزية المزينة بصور بابا نويل وعبارات التهاني.

وتعد الفسيفساء أحد فنون الزخرفة التي استعملت في المعابد الرومانية والبيزنطية والكنائس، واستعملت كخريطة للمناطق، وعبرت عن عادات وتقاليد شعوب بعض المناطق. 

جانب من اللوحات التي شكلها اللاجئون بمناسبة عيد الميلاد تحمل رموزا دينية (الجزيرة)
جانب من اللوحات التي شكلها اللاجئون بمناسبة عيد الميلاد تحمل رموزا دينية (الجزيرة)

لجوء ولوحات فنية
تقول نيفين (لاجئة عراقيّة عمرها 23 سنة) إنها انضمت للمشروع المسؤولة عنه جمعيّة الكاريتاس الأردنيّة بالتعاون مع السفارة الفرنسيّة والحكومة المجرية لتعليم اللاجئين صناعة الفسيفساء المكونة من عددٍ من الحجارة المرصوفة معًا لتكوين لوحاتٍ فنيّة.

تضيف نيفين للجزيرة نت أنها شكلت العديد من اللوحات الرامزة للسيّد المسيح والمتعلقة بعيد الميلاد المجيد وأنها صنعت النجمة والشجرة وعبارات التهنئة بالعيد، وتقول "نتوجه للكنيسة صباح العيد للصلاة ثم نصنع طعام الدولمة العراقيّة لنتناولها مع الأردنيين ونتبادل زياراتنا مع جيراننا المسيحيين والمسلمين".

وحول صناعة الفسيفساء، تعلن نيفين عن وجود طريقة قديمة وأخرى جديدة وتقول إن القديمة تستخدم "الغرا" في حين تستخدم الجديدة "الآغو" وإن هناك حجرا صناعيا وآخر طبيعيا له قوالب، وإنهم تستخدمون منشارا لتقطيع الحجارة بأحجام مُختلفة، وتعبر الألوان المختلفة التي يرغبون فيها عن الأمنيات الخاصة بالعيد بحلول الأمن والسلام في كل البلدان خاصة العراق.

سرقون روبرت يقوم بتشكيل اللوحات الفسيفسائية (الجزيرة)
سرقون روبرت يقوم بتشكيل اللوحات الفسيفسائية (الجزيرة)

تضامن ورعاية
يروي اللاجئ سرقون روبرت للجزيرة نت ما دفعه لتمضية عيد الميلاد في الأردن بقوله "كنت في العاصمة العراقيّة بغداد وجئت للأردن نتيجة تهديدي من قِبل جماعة مسلحة ثم استقبلتني الكاريتاس، وبفضل دعمهم أنا موجود".

ويضيف "لا أشعر أني لاجئ أو مواطن غريب، فالشعب الأردني أشعرني وكأنني في بلدي، عيدي هنا كأي أردني، وأمنيتي أن أسافر وأتدبر مستقبل أطفالي وأرجو أن يعود الأمن للعراق".

وفي المقابل تكشف المشرفة على مشروع الفسيفساء علا الغطاس أن اللاجئين يشعرون بالأمان والطمأنينة لعملهم بصناعة الفسيفساء، وأن الجميع يتعاون لإخراج لوحاتٍ فنيّةٍ عريقة ثم يتشاركون الأعياد معًا.

 لوحات متنوعة شكلها اللاجئون العراقيون بالأردن (الجزيرة)
 لوحات متنوعة شكلها اللاجئون العراقيون بالأردن (الجزيرة)

وتقول للجزيرة نت إن العراقيين سكنوا إبان أزمة بلادهم في أكواخ متنقلة بالحديقة الواقعة تحت الكنيسة بالتعاون مع الفاتيكان وجمعيّة الكاريتاس الأردنيّة، وتم تقديم الطعام والشراب والتعليم والعلاج الصحيّ إلى 84 شخصًا.

وتضيف "بعد سنة ونصف السنة قمنا بتحويل هذه الأكواخ لأماكن تمكن العراقيين من أن يحصلوا على لقمة عيشهم، وفتحنا ورشات للفسيفساء والنجارة والدهان، وكلفنا مدربين أردنيين ساعدوهم بالعمل وعلموهم هذه المهن. وبمناسبة العيد قمنا بعمل لوحات فسيفسائية جميلة، وأحب العراقيون العمل بهذا المجال لذلك تضامنا معهم".

المصدر : الجزيرة