لماذا يستغرق البحث عن عمل وقتا طويلا؟

job search
يشير استطلاع متخصص إلى أن البحث عن عمل قد يستغرق خمسة أشهر (غيتي)

لاداعي لأن تشعر بالحزن إذا ما قضيت فترة طويلة في البحث عن وظيفة جديدة. ففي الواقع، لا تعد الشخص الوحيد الذي أمضى مدة طويلة في البحث عنها، حيث يستغرق البحث العادي في المعدل خمسة أشهر، وفقا لاستطلاع رأي لشركة التوظيف الأميركية "راندستاد" شمل حوالي ألفيْ شخص بكامل أرجاء الولايات المتحدة ممّن غيّروا وظائفهم مؤخرا.

وقالت الكاتبة آن فيشر -في التقرير الذي نشره موقع "فورتشن" الأميركي- إنه من الطبيعي أن تتقدم لإحدى الوظائف التي تعتبرها مثالية بالنسبة لك دون أن تحصل في المقابل على ردّ.

ونقلت عن أرييل شور الرئيس التنفيذي لشركة "آي بي أس ستافينغ سوليوشن" التي اتخذت من مانهاتن مقرا- قولها "في الآونة الأخيرة، لاحظنا أن العديد من المرشحين يشعرون بالإحباط إما بسبب عدم الاتصال بهم لإجراء مقابلات عمل أو بسبب عدم تلقّيهم عروض عمل".

وذكرت الكاتبة أنه في الولايات المتحدة على سبيل المثال، يعد العامل الديموغرافي من أولى الأسباب التي تجعل الشخص يبحث لفترة طويلة عن عمل.

وعموما، كلما ارتفع عدد الوظائف المتوفرة زاد عدد الأشخاص الذين عادوا من جديد للبحث عن عمل رغبة منهم في الظفر بوظيفة.

منافسة
وعلى الرغم من ارتفاع عدد الوظائف المتوفرة -تقول الكاتبة- فإن المنافسة الشديدة ما زالت تطغى على سوق العمل.

ونقلت على لسان أحد المُنتَدِبين قوله "حقيقة وجود سوق عمل تحتدم فيه المنافسة، قد لا يصب في صالح الباحثين عن عمل. لقد لاحظنا وجود المزيد ممن رفضوا وظيفة ما نظرا لأنهم في انتظار العثور على الوظيفة المثالية".

ويعتبر هؤلاء أن هناك العديد من الخيارات المتاحة التي من شأنها أن تجعلهم يرفضون "البقاء" في وظيفة ما إلى حين العثور على الوظيفة المثالية". لذلك، قد يفرّط هؤلاء الأشخاص في بعض الفرص الرائعة التي يمكن أن تعترض طريقهم.

‪ضرورة البحث عن معلومات حول الشركة قبل الذهاب لمقابلة مسؤولي التوظيف‬  ضرورة البحث عن معلومات حول الشركة قبل الذهاب لمقابلة مسؤولي التوظيف (مواقع التواصل)
‪ضرورة البحث عن معلومات حول الشركة قبل الذهاب لمقابلة مسؤولي التوظيف‬  ضرورة البحث عن معلومات حول الشركة قبل الذهاب لمقابلة مسؤولي التوظيف (مواقع التواصل)

وأشارت الكاتبة إلى هناك سببا آخر يجعل الشخص يستغرق الكثير من الوقت من أجل الظفر بوظيفة ما، يتمثل في إبطاء سوق العمل لعملية البحث.

 وقالت "في الحقيقة، قد يميل البعض إلى البحث عن حياة أفضل خاصة بعد قضاء فترة طويلة في العمل لصالح نفس الشركة التي يدرك فيها الجميع حجم الإنجازات الرائعة التي حققتها".

مهارات
في المقابل، يشير المُنتَدِبون إلى أن المهارات الأساسية التي من شأنها أن تبهر جمهورا جديدا أخذت تتلاشى مع مرور الوقت، يقول التقرير.

وبيّنت الكاتبة أنه خلال السنوات الأخيرة، تغيرت التكنولوجيا التي يستخدمها أرباب العمل من أجل عدم قبول المترشحين للوظيفة.

وقالت "يجب عليك كتابة سيرة ذاتية مختلفة في كل وظيفة تتقدم لها، مع ضرورة تكرار الكلمات المفاتيح عدة مرات بدقة حتى تضمن تصفحها من قبل الشخص الذي سيكون مسؤولا عن انتدابك".

وأضافت أنه سواء تعلق الأمر بالثقة المفرطة أو قلة الخبرة، فقد أشار استطلاع رأي لشركة "راندستاد" إلى أن العديدين يقترفون الكثير من الأخطاء التي سبق أن قاموا بها خلال عملية البحث السابقة عن وظيفة.

فمثلا قال حوالي 49% -ممّن شملهم الاستطلاع- إنهم تقدموا لوظائف يعلمون مسبقا أنهم غير مؤهلين للحصول عليها. كما لم يكلف حوالي 40% أنفسهم عناء متابعة الأمر بعد إجراء المقابلة.

فضلا عن ذلك، اعترف حوالي نصف المشاركين بأنهم "لم يكونوا على أهبة الاستعداد" حينما توجهوا لعقد اجتماع واحد على الأقل مع أحد أرباب العمل المحتملين.

وأضافت الكاتبة: حين تدعى لإجراء مقابلة لا بد من البحث عن معلومات حول الشركة من خلال تصفح موقعها الرسمي والتفكير في بعض الأسئلة الذكية، بالإضافة لإعداد ردود جاهزة على الأسئلة التي عادة ما تكون شائعة مألوفة.

المصدر : مواقع إلكترونية