معزة تثير فضول السياح في سواكن شرقي السودان

المعزة سهام قرموشي ... الجزيرة نت
المعزة سهام تفضل المشروبات الغازية على المياه المعدنية (الجزيرة)

عماد عبد الهادي-سواكن

تحمل مدينة سواكن التاريخية شرقي السودان من الآثار أكثرها ومن الغرائب أعجبها، فهي شبه جزيرة تطل على شاطئ البحر الأحمر من الغرب.

ومن بين عجائب سواكن وغرائبها تمثل سهام حالة نادرة يسعى كثير من سياح المنطقة للتعرف على صفاتها وما تقوم به من تصرفات نادرة وغير معهودة من بنات جنسها.

وسهام ليست اسما لامرأة ينتظر منها أن تؤدي دور مهرج أمام سياح وضيوف منطقة سواكن، مرسى البواخر وبوابة السودان الأولى على العالم الخارجي سابقا، بل هي معزة تخطت بذكاء غير معهود حدود المعقول لتضع نفسها ضمن أساطير المنطقة.

وتختلف سهام عن كافة أصناف الماعز الأخرى حيث يستهويها شرب المياه الغازية وأكل اللحوم، مع امتناعها عن شرب المياه المعدنية وكل ما تأكله الماعز العادية.

‪‬ المعزة سهام تأكل السمك أيضا(الجزيرة)
‪‬ المعزة سهام تأكل السمك أيضا(الجزيرة)

سهام ذات العشر سنوات أنجبت من الذكور والإناث سبعا تبقت منها واحدة أطلق عليها اسم "سجن"، وهي تسير في طريق والدتها الآن "لكنها خجولة بعض الشيء"، حسب مربي الأغنام هاشم قرموشي. 

ويقول قرموشي إن سهام لا تتوقف عن شرب المياه الغازية، "فهي تشارك الإنسان في تناول كافة الأطعمة بما فيها لحوم الأسماك المقلية".

ويكشف أن سائحا سعوديا دفع 18 ألف جنيه سوداني (نحو ألفي دولار أميركي) لشرائها، "لكننا رفضنا ذلك حتى لو دفع 30 ألف جنيه مقابلها فلن نبيعها". وأضاف يمكن بيع سها وسارة وسجن اللائي لا يمكن أن يكن في مستوى سهام.

ولا تأبه سهام التي تعاني ضعفا في سمعها بما يصدر من السياح من تعليقات لتواصل هوايتها في تناول المشروبات الغازية أو المأكولات التي يجود بها بعضهم دون التفات منها لزاجر.

ويتغنى قرموشي لمعزته قائلا ".. سهام قرموشي .. غنماية سواكنية… تشرب البيبسي.. وموبايلها جلكسي. سهام محيرانا وساكنة الحي معنا". 

وهاشم عبد الله قرموشي مالك المعزة التي تصطاد زبائنها بعناية فائقة لتتناول منهم المشروبات الغازية، يقول إنها لا تشرب المياه المعدنية ولو كانت عطشى، مشيرا إلى أنها لا تظهر إلا في وجود غرباء عن المنطقة الذين يمثلون زبائنها المفضلين لديها.

إحدى بوابات سواكن القديمة (الجزيرة)
إحدى بوابات سواكن القديمة (الجزيرة)

وفي الجانب الآخر من المشهد السياحي للمنطقة، تقسو الطبيعة بشكل كبير على مساكن ومتاجر ومؤسسات شبه جزيرة سواكن لتحولها إلى أطلال كبيرة وأكوام متراكمة تحجر بعضها قبل أن تبدأ أياد إصلاحية في محاولة منها لإدراك آثارها التي تعتبر الأكثر قيمة في السودان.  

إبراهيم شنقراي -وهو دليل المنطقة السياحي- يعتقد أن وجود ما يماثل سهام من أساطير وحيوانات وقصص ليس وليد الصدفة، وإنما جاء من مشاهدات السياح والتعامل الغريب الذي تنتهجه حيوانات هذه الجزيرة منذ أمد بعيد.

وليست المعزة سهام وحدها هي التي تستأثر بالاهتمام في سواكن، فهناك قطط وغربان غريبة الأطوار لفتت هي الأخرى أنظار كل من زار المنطقة.

يقول إبراهيم شنقراي إن سواكن منطقة تلاقحت فيها ثقافات متعددة على مر السنين، فأضحت بوتقة امتزج فيها التراث السوداني واليمني والمصري والتركي والإنجليزي.

وتبدو مباني المدينة العالية وقصورها المتراصة شاهدة على حضارة سادت ثم بادت بعدما قست عليها الطبيعة لتحيلها إلى أطلال تتوالد فيها الغربان والقطط وكثير من الحيوانات الأليفة.

ويقف قصر الشناوي -أحد التجار المصريين السابقين بشبه الجزيرة- الذي يتكون من 360 غرفة بجانب بنايات أخرى، شاهدا هو الآخر على ما ألمّ بالمدينة التي يحاول مسؤولون فيها ترميم ما يمكن ترميمه، كما قال عمدة المدينة الشيخ عبد الله العمدة للجزيرة نت.

المصدر : الجزيرة