الدراجات لمواجهة السمنة والخمول بتركيا

شباب عرب وأتراك يركبون دراجات هوائية في إحدى الحدائق بمدينة بولو التركية
شباب عرب وأتراك يركبون دراجات هوائية في إحدى الحدائق بمدينة بولو التركية (الجزيرة نت)

وسيمة بن صالح-أنقرة

في مسعى منها لتكريس الممارسات الرياضية للمواطنين, أطلقت وزارة الصحة التركية مشروعا لتوزيع مليون دراجة هوائية خلال أربع سنوات.

شارك رئيس الجمهورية رجب طيب أردوغان هذا العام في فعالية سباق الدراجات الهوائية، الذي ينظم سنويا أواخر أبريل/نيسان.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إن تركيا لم تتمكن حتى اليوم من غرس ثقافة حب الدراجات الهوائية في نفوس مواطنيها, كما هو الحال في العديد من دول العالم.

وبدأت وزارة الصحة بتوزيع دراجة واحدة للمؤسسات المحلية الخدمية عن كل متر واحد من ممر الدراجات الهوائية تقوم بإنشائه، وعشرة آلاف دراجة عن كل عشرة كيلومترات.

‪أردوغان أثناء فعالية سباق الدراجات الهوائية بإسطنبول‬ (الأناضول)
‪أردوغان أثناء فعالية سباق الدراجات الهوائية بإسطنبول‬ (الأناضول)

خمول الأتراك
وأشار وزير الصحة التركي محمد مؤذن أوغلو إلى أن نسبة البدانة بتركيا بلغت 31%, في حين وصلت نسبة الخمول في المجتمع التركي 72%.

كما أظهرت نتائج بحث قامت به شركة بروكتير وغامبل ولجنة الأولمبياد الوطنية التركية بخصوص "ثقافة الرياضة في تركيا" أن طفلين تركيين فقط من أصل 10 يمارسون الرياضة بشكل منتظم.

ووصف عضو التدريس في جامعة إيجة التركية تشيتين إيشلغان في أحد المواقع الإلكترونية التركية وضع ممارسة الرياضة بتركيا بالمخيف.

وأفاد بأن تلك النسبة تبلغ 4% كما قال إنه في الوقت الذي تزيد حالات الوفاة بالأمراض القلبية في العالم بنسبة 5% كل سنة، تصل نسبة الوفيات بنفس الأمراض بتركيا إلى 43%.

فضاء رياضي مجاني تقدمه بلديات مختلف المناطق في المدن التركية (الجزيرة نت)
فضاء رياضي مجاني تقدمه بلديات مختلف المناطق في المدن التركية (الجزيرة نت)

ثقافة الحياة الصحية
من جهته قال عبد الجلال أوزون, تقني تخدير بأحد المشافي الحكومية, إن على الحكومة الاهتمام بترسيخ ثقافة الحياة الصحية منذ الصغر داخل المدارس، وتشجيع اليافعين المتفوقين رياضيا عبر تقديم تسهيلات لهم في مختلف المجالات.

بدورها اعتبرت معلمة الرياضة ملاك سويلو أن ركوب الدراجات وممارسة الرياضة ضروري للمجتمع التركي، وأضافت أنه ينبغي العمل وبشكل جدي على إصلاح نظام التعليم بتركيا.

أما الطالب التركي بوراك سونال، فعزا في حديثه للجزيرة نت خمول الشعب التركي لوسائل الراحة التي تعودها في حياته اليومية.

وقال إن مثل هذا المشروع لن يمكنه بمفرده حل مشاكل السمنة والخمول بتركيا، إذ يجب دعمه بتأهيل أولياء الأمور وتشجيعهم لممارسة الرياضة, وأضاف أنه يجب تغيير رؤية الشعب التركي لممارسة الرياضة التي يعدها "جهدا إضافيا للجهود التي يرى أنه يقوم بها أصلا طيلة اليوم خلال ساعات العمل".

كما لفت الانتباه إلى أن هذا المشروع سيكون ممكنا فقط في المدن التركية ذات الطقس المعتدل، لأن المدن ذات الطقس البارد تغطي طرقاتها الثلوج معظم الشتاء.

المصدر : الجزيرة