حيوانات مفترسة تهدد قرية صومالية

الأبقار بدأت تموت رويدا رويدا جراء الجفاف في جنوب الصومال

الذئاب تهاجم المواشي والبشر معا (الجزيرة نت)

عبد الرحمن سهل-نيروبي

يعيش سكان قرية "تابتو" بمحافظة جوبا السفلى جنوب الصومال حالة من الخوف وعدم الاستقرار النفسي، بعدما تكررت هجمات حيوانات مفترسة على  منازلهم البسيطة، بحثا عن فرائس تكون في أغلب الأحيان أطفال القرية وصغارها.

فخلال فترات زمنية متقاربة مؤخرا، لقي أربعة أشخاص -ثلاثة منهم أطفال- مصرعهم، مما يحتم -حسب سكان القرية- اتخاذ إجراءات لحماية منازل القرويين والحفاظ على حياة الأطفال على وجه الخصوص.

ففي واحدة من هذه القصص الأليمة، يروي حسين محمد هريه -وآثار الصدمة بارزة على محياه- قصة ابنته مريم (4 أعوام) التي خطفها الذئب من بيت أسرتها يوم 13 يناير/كانون الثاني الجاري، قائلا "ابنتي مريم الصغيرة اختطفها ذئب في منتصف الليل وهي نائمة في البيت".

وأضاف "أكل الذئب بعضا من أطرافها، وقد عثرنا على الجزء الأعلى من جسدها في الساعة السابعة صباحا".

وبنبرة حزينة، يواصل محمد هريه سرد جانب من فصول المأساة حيث أخبر الجزيرة نت أنه جرى دفن ما تبقى من الضحية وسط حزن وألم أسرتها المكلومة بهذا المصاب الجلل.

وتابع "مما يضاعف حزننا أن أم مريم توفيت بحالة طبيعية قبل خمسة أشهر، مخلفة وراءها مريم وابنا صغيرا لا يتجاوز السنتين".

محمد هريه: الذئاب لا تترك شيئا، وتهاجم الجميع: الناس والأنعام معا (الجزيرة نت)
محمد هريه: الذئاب لا تترك شيئا، وتهاجم الجميع: الناس والأنعام معا (الجزيرة نت)

البشر والبقر
وأشار هريه إلى استمرار هجمات الذئاب على المواشي والبشر معا، وقال بصوت متقطع "إنها (الذئاب) لا تترك شيئا، فهي تهاجم الجميع: الناس والأنعام معا".

ولا تتلخص مشكلة سكان القرية فقط في الذئاب، فهناك السباع والأسود التي تتناوب خلال السنوات الأخيرة في الإغارة على القرويين الذين قالوا للجزيرة نت إنهم لا طاقة لهم بهذه الوحوش المفترسة.

ومما يزيد من مأساوية هذا الواقع، تواضع منازل سكان القرية خاصة فيما يتعلق بمواد البناء، إذ يعتمدون -كغيرهم من سكان المناطق الصومالية المشابهة- على مواد محلية كالأخشاب ومواد أخرى مصنوعة من العشب والكلأ مما يجعلها سهلة الاختراق.

وهكذا لا تتردد الحيوانات المفترسة بمختلف أنواعها في اختراق منازل القرويين لاصطياد فريسة من البشر في الليل، وفق روايات سكان القرية.

وحوش مفترسة
وفي وصفه لتفاصيل هذا الصراع المتجدد، قال آدم غهاد آدم إن "هجمات الحيوانات المفترسة تستمر حتى في وضح النهار على سكان قرية تابتا ومحيطها".

وأضاف "هاجم أسد مفترس قبل شهر رجلا من القرية في وضح النهار فقتله في الحال، غير أن القرويين تمكنوا من طرد الأسد، ونجحوا في انتزاع الجثة منه قبل أن يلتهمها"، مؤكدا الخطورة الحقيقية التي تشكلها الوحوش المفترسة على الناس.

وأوضح آدم في حديثه للجزيرة نت أن "الذئاب تهاجم الناس وتقتحم بيوتهم وتفترس مواشيهم، وهذه المشكلة لم تبدأ اليوم بل تعود إلى سنوات خلت.. نحن في مأزق حقيقي، وصراع مباشر مع الذئاب المفترسة".

 عبد الله: الجفاف يقضي على المواشي،ولا وجود لهيئات الإغاثة (الجزيرة نت)
 عبد الله: الجفاف يقضي على المواشي،ولا وجود لهيئات الإغاثة (الجزيرة نت)

جفاف بلا إغاثة
بدوره، قال محمود عبدي عبد الله إن الوحوش المفترسة قتلت أربعة أشخاص في حوادث متقاربة، وآخرها حادثة الطفلة مريم الأخيرة.

وأوضح بنبرة حزينة أن هذه الحادثة فرضت تداعياتها على سكان قرية تابتا وأصبحت حديث القاصي والداني.

وفي مشهد آخر من معاناة سكان البادية في محافظة جوبا، قال عبد الله للجزيرة نت "نعاني من مشاكل أخرى أيضا، أبرزها الجفاف الذي يكاد يقضي على المواشي".

وأضاف أن مما يزيد من صعوبة الحياة اليومية للسكان غياب أي تواجد للهيئات الدولية والإقليمية العاملة في مجال الإغاثة.

المصدر : الجزيرة