"الطلاق العاطفي" ينتشر بين نصف زيجات إيران

معدلات الطلاق في إيران تصل إلى 14% - الجزيرة نت

معدلات الطلاق الفعلي تصل إلى 14% في إيران (الجزيرة نت)

فاطمة صمادي-طهران

 

أظهرت دراسات في إيران ارتفاع نسبة الطلاق العاطفي هناك إلى أكثر من 50%، وأن المشاكل الاقتصادية الناتجة عن التضخم وساعات العمل الزائدة عن الحد تتصدر أسباب قلة الحوار بين الزوجين.

 
فقد أكد رئيس مؤسسة ثقافة العائلة الدولية (أمين) الدكتور جعفر ساولان بور وجود حالة "طلاق عاطفي" بين كل حالتي زواج في إيران. ويقصد بالطلاق العاطفي بأنه حالة يعيش فيها الزوجان منفردين عن بعضهما البعض، رغم وجودهما في منزل واحد، ويعيشان في انعزال عاطفي، ولكل منهما عالمه الخاص البعيد عن الطرف الآخر، وينتج عنه برودة الحياة الزوجية وغياب الحب والرضى من العلاقة بين الزوجين.
وأوضح ساولان بور أن نسبة الطلاق العاطفي في إيران تصل إلى 53% بواقع طلاق بين كل حالتي زواج، وأضاف للجزيرة نت أن أبحاث المؤسسة أظهرت أن 52% من الأزواج الذين يجرون معاملات طلاق غير راضين عن علاقاتهم الجنسية.
 
وقد أكدت نتائج دراسة أجراها فريق من علماء الاجتماع التابع لجامعة علوم تحسين الحياة والقدرة أن المشاكل الاقتصادية الناتجة عن التضخم وساعات العمل الزائدة عن الحد تتصدر أسباب قلة الحوار بين الزوجين، وأشارت الدراسة إلى أن معدل الحديث بين الأزواج في إيران لا يتعدى 17 دقيقة في اليوم والليلة.
ورأى عضو فريق البحث الدكتور غلام رضا على زاده أن مطالب الحياة الاقتصادية الملحة تدفع بالزوجين إلى العمل ساعات طويلة خارج المنزل، وهو ما يقلل فرص اللقاء والتحاور ويرفع في المحصلة من نسب الطلاق التي تشهد تصاعدا لافتا في إيران.
 
ووفقا لأرقام قدمها للجزيرة نت أشارت إلى حدوث طلاق من بين كل أربع حالات زواج تحدث في المدن وحالة من بين كل ثلاث حالات في المناطق المرفهة.
 
وأوضحت أرقام رسمية لمعدلات الطلاق في إيران أن نسبة الطلاق القطعي تصل إلى 14%.
 
غياب المشورة

زيجات مهددة بخطرالطلاق العاطفي أو الفعلي (الجزيرة نت)
زيجات مهددة بخطرالطلاق العاطفي أو الفعلي (الجزيرة نت)

ومثل غياب المشورة قبل الزواج أحد الأسباب المهمة للطلاق، وأكد سالاون بور ضرورة الحصول على "المشورة الجنسية" قبل الزواج من قبل متخصصين حيث أن 72% من الأزواج لم يراجعوا مختصا بهذا الشأن رغم أن 52% من حالات الطلاق سببها غياب الرضى الجنسي.

 
ونبه إلى خطأ يقع فيه الكثير من الأزواج بحيث يقومون بمراجعة متخصصين في المسالك البولية بدلا من مراجعة متخصصين في المسائل الجنسية.
 
وتشير أبحاث مؤسسة (أمين) إلى أن إنجاب الأطفال يشكل مانعا أمام حدوث الطلاق الفعلي، وتقول النتائج إن وجود طفل في العائلة يعيق حدوث الطلاق بنسبة 30% في حين ترتفع نسبة الطلاق بين العائلات التي لم تنجب أطفالا إلى 51%.
 
ووفقا لأرقام دائرة الأحوال المدنية لهذا العام فقد ارتفعت نسبة الزواج في الأشهر الخمس الأولى من هذا العام مقارنة بالعام الماضي بنسبة 8% وارتفعت نسبة الطلاق أيضا بنسبة 4%.
المصدر : الجزيرة