عادات يتوارثها الأحفاد عن الأجداد.. تفاعل واسع مع فيديو يشرح طقوس تقديم القهوة السعودية

تضمن مقطع الفيديو المقولات التراثية التي تقال عند تقديم القهوة وعند شربها، وطريقة التقديم وغيرها من العادات المتوارثة

تقديم القهوة العربية عادة أساسية في المجالس القطرية (الجزيرة)
المحافظة على عادات تقديم وتناول القهوة بين الأجيال (الجزيرة)

لاقى مقطع فيديو نشرته وزارة الثقافة السعودية عن القهوة وطريقة صبها وتناولها تفاعلا كبيرا على منصات التواصل الاجتماعي، إذ حقق نحو 4 ملايين مشاهدة على موقع تويتر وحده، بعد مرور 4 أيام على نشره.

ويظهر الفيديو الدعائي، الذي أنتجته الوزارة السعودية، مدى تعلق السعوديين بالقهوة وحرصهم على أن تتوارث الأجيال هذه العادات التي وصلت إليهم من أجدادهم، ويتضمن العديد من النصائح لمقدمي القهوة ومتناوليها في آن واحد.

وكانت وزارة الثقافة السعودية أطلقت على عام 2022 اسم "عام القهوة السعودية"، وأصدرت تعميما لجميع المطاعم والمقاهي في المملكة لتعتمد بموجبه اسم "القهوة السعودية" بدلا من "القهوة العربية"، في تسمية ووصف هذا النوع من المنتجات.

وتفعيلا لهذا القرار، نفذت العديد من المؤسسات الرسمية في البلاد حملات دعائية للترويج للقهوة السعودية وتعريف الأجيال الجديدة بطريقة عملها وتقديمها.

وتضمن الفيديو المقولات التراثية التي تقال عند تقديم القهوة وعند شربها، في حين حرص على وجود ممثلين لكل الفئات العمرية لإيضاح توارث الأجيال لهذه العادات.

كما شمل المقطع تعليم طريقة مسك "فنجان القهوة"، ومن يقدم له القهوة أولا ومن التالي، وطريقة إمساك بالدلة، فضلا عن الابتعاد عن ملء الفنجان بالكامل، بل الاكتفاء بملء ثلثه فقط.

القهوة السعودية تشير عموما إلى القهوة المصنوعة من حبوب "أرابيكا"، المعروفة بدرجة كثافتها الأقل من القهوة التركية، وكذلك بثراء مذاقها بسبب استخدام التوابل.

تُحضّر القهوة السعودية من حبوب البن المحمصة التي تغلى في الماء حسب الدرجة المطلوبة، بين الخفيفة الذهبية والسمراء، ولا يضاف إليها السكر، وقد يضاف إليها الزعفران أو القرفة أو الهيل أو القرنفل، وتقدّم في "دلة وفنجان" صُمّما خصيصا لها، بملء الجزء السفلي من الفنجان بكمية صغيرة، ما لم يرغب الشارب في أكثر من ذلك، وتُقدّم مع التمر.

موروث ثقافي إنساني

ترتبط القهوة بالإرث الثقافي وقيم الكرم والضيافة، والحضور الإنساني والجمالي والفني في الأغاني والقصائد واللوحات، حتى أصبحت عنصرا رئيسا في الثقافة والموروث الشعبي السعودي، وعلامة ثقافية تتميز بها المملكة، سواء من خلال زراعتها، أو طرق تحضيرها وإعدادها وتقديمها للضيوف.

وتهدف مبادرة "عام القهوة السعودية" أيضا إلى تأكيد ارتباط القهوة وثقافتها بالهوية السعودية، انطلاقا من خصوصية تعامل المجتمع السعودي معها ومع أجوائها المميزة، زراعة وتحضيرا وتقديما.

ويرى موقع المبادرة على شبكة الإنترنت أن المبادرة تستهدف إبراز مظاهر الكرم والضيافة السعودية الأصيلة المرتبطة بالقهوة السعودية وعاداتها الفريدة، فضلا عن إظهار التنوع الثقافي الكبير في المملكة من خلال تعدد طرق إعداد وتقديم القهوة السعودية.

ووفقا لصحيفة عكاظ السعودية، فإن المملكة لديها 400 ألف شجرة من أشجار البُن مع نهاية 2021، وتستهدف في 2025 زراعة 1.2 مليون شجرة "بن خولاني" -أبرز منتجاتها من البن- فضلا عن أن إنتاج السعودية يبلغ 800 طن من البن سنويا من 600 مزرعة في البلاد.

المصدر : الجزيرة