غرف "كلوب هاوس" العربية.. نقاش يرى فيه المغتربون أوطانهم

في عالم "كلوب هاوس" العربي.. أنشئ إذاعتك الخاصة وتحدث فيما تشاء.

يجذب تطبيق "كلوب هاوس" مليوني مستخدم أسبوعيا (شترستوك)

ثمة شيء ساحر في هذا التطبيق الذي يحملك بين طرقات غرفه المنوعة، لتتسلل في خفة ويسر بين هذه وتلك دون استئذان مسبق، وإذا أردت الرحيل ما عليك سوى ضغط اختيار (الخروج بهدوء) دون أن يشعر بك أحد، وتتعدد الاختيارات أمامك في المشاركة إما منصتا أو متحدثا.

"كلوب هاوس" منصة صوتية جديدة تعتمد على البث المباشر، أطلقها رائدا الأعمال بول دافيسون وروهان سيث في أبريل/نيسان 2020، تزامنا مع الإغلاق الكلي في عدد من دول العالم الذي تسببت فيه جائحة كورونا، ولم يشهد رواجا إلا الأسابيع الأخيرة.

كان عدد مستخدمي التطبيق في بدايته 1500 مستخدم فقط وبلغت قيمته 100 مليون دولار، واعتبارا من بداية فبراير/شباط 2021 جذب "كلوب هاوس" مليوني مستخدم كل أسبوع، لا سيما بعد مشاركة الملياردير الكندي إيلون ماسك به والحديث عن حياته الخاصة.

ويقتصر التطبيق حاليا على أصحاب هواتف آيفون فقط، ويعد مؤسسو التطبيق بإتاحته للأندرويد نهاية العام الجاري، ويعتمد على الدخول بدعوات خاصة للانضمام من قبل عضو حالي.

للسيدات فقط

حول تجربتها مع "كلوب هاوس" تقول سلمى الدالي للجزيرة نت "سماع الناس وهم يتحدثون في الغرف المختلفة، يمكنني من تكوين انطباع عنهم، ويوفر للآخرين فرصة التعبير عن آرائهم وممارسة حقهم في حرية الرأي والتعبير. ومساحة أمان وخصوصية للسيدات قمت بإنشاء غرفة اسمها "للستات فقط" وممنوع دخول الرجال فيها".

وتابعت "لنتشارك الخبرات والتجارب الحياتية المختلفة، ويسمع بعضنا بعضا في حرية وأمان، وعن نفسي أحب هذه الغرفة لأنني في حاجة إلي مشاركة مشاعري وأفكاري وطلب النصيحة أحيانا".

ومعظم الوقت تتابع الدالي الغرف السياسية بحكم عملها في الإعلام، كأنها تستمع إلى الراديو، أثناء قيامها بمهام أخرى، فتجدها منصتة في هذه الغرف أكثر من متحدثة.

ينجذب مستخدمو "كلوب هاوس" إلى غرف النقاشات السياسية والهزلية (بيكسلز)

غرف الأصدقاء

أما علي خفاجي فيقول للجزيرة نت "اشتركت في كلوب هاوس منذ 10 أيام تقريبا، والسياسة مجالي المفضل، كما تجذبني العناوين (التافهة) أحيانا والتي يمكنها أن تحملك لعالم آخر معها. كما يوفر التطبيق فرصة الاستماع لآراء شخصيات أتابع ما يكتبونه والآن يمكن سماع أصواتهم والتعرف عليهم بصورة أكبر ومعرفة تجاربهم الشخصية".

وأضاف "عنوان الغرفة مفتاح دخولي، بغض النظر عن الأشخاص المشاركين، وسبق وأنشأت غرفة اسمها (الصاحب الجدع) وتناقشنا فيها حول الصداقة وحكايات طريفة أخرى لمدة ساعة تقريبا".

ومن شدة إعجاب خفاجي بالتطبيق، يمضي كثيرا من الوقت معه، مما يؤثر على متابعته لوسائل التواصل الاجتماعية الأخرى، وعلى عكس رأي البعض أن التطبيق سيأخذ وقته وينتهي، يقول إنه "سيظل مصدر جذب لوقت طويل".

الحنين للوطن

ويحكي سامح البرقي للجزيرة نت "كانت غرفة (أكتر حاجة وحشاك في مصر) من أكثر الغرف التي تأثرت بها، والتي عبرت فيها عن افتقادي لصديقي محمد القصاص المعتقل منذ سنوات بالسجون المصرية. وإلى جانب النقاشات السياسية أهتم بتبادل الخبرات في مجال ريادة الأعمال، وأيضا الموضوعات الترفيهية مما جعلني أنشئ غرفة (ممنوع الكلام في الجد)".

كما يشارك بصورة شبه دورية في غرفة يومية لمناقشة قضايا صحفية مهنية أنشأها الصحفي عبد الله الشامي، إلى جانب غرف أخرى يشارك فيها عن السياسة بمصر ومستقبلها.

مقهى كبير

وشبهت ياسمين عبد الفتاح التطبيق بأنه مقهى يجلس فيه الجميع ويشاركون النقاش حول موضوعات مختلفة، وهي تستمع إلى حكايات الناس بالغرفة التي أنشأها صانع المحتوى المصري هشام عفيفي (أما قصة بصحيح) وقد ظلت داخل الغرفة ٤ ساعات تقريبا دون أن تشعر. كما أتاح لها التطبيق فرصة التعرف على شخصيات عرفتها من وسائل التواصل دون معرفة حقيقية، واستمتعت بالحوار معهم في موضوعات مختلفة.

وترى ياسمين أن المغتربين هم الأكثر تفاعلا فيه لحاجتهم إلى التواصل مع الأصدقاء في وطنهم، ولكن في النهاية سيقل الانبهار بالتطبيق ويعتاده الناس.

معرض الإذاعات الصغيرة

ويحكي إسلام تجربته للجزيرة نت "أكثر ما جذبني للتطبيق تواصل الناس ومحاولة كسر الحواجز النفسية الموجودة في التطبيقات الأخرى، والتي تجاوزها البعض بهذا التطبيق، مما يسمح بمساحات أوسع للتواصل بين الناس".

وتابع "وعكس سائر وسائل التواصل الأخرى، يتناقش الناس بصورة حية غير مختبئين وراء لوحات المفاتيح والشاشات، وكأنه معرض مفتوح للإذاعات الصغيرة، ليتنقل الشخص بين غرفة وأخرى على حسب ميوله والعنوان الذي يجذبه، أو حسب متحدث الغرفة والأشخاص المشاركين، ليستمع أو يشتبك".

بالنسبة لإسلام، تأتي الموضوعات السياسية والأوضاع في مصر الأكثر جذبا له، أو الذكريات وما يفتقده في الوطن، بحكم وجوده في الخارج.

المصدر : الجزيرة