ورشة إعداد حلاوة المولد.. بهجة باهظة الثمن في مصر
تستغرق ورشة تعلم صناعة حلوى المولد النبوي 6 ساعات في يوم واحد، في أكاديمية تعلم فنون الطهي للسيدات والرجال
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف ظاهرة متأصلة في الثقافة المصرية. ويقول باحثون إن فكرة الموالد تبلورت أثناء حكم الفاطميين حيث انتشرت ظاهرة العناية بالطعام، والحلوى ذات الأشكال والألوان التي تشيع المتعة في النفس، وتنشر البهجة في الأجواء.
و"العلاليق" كانت هي اللفظ الذي يطلق على الحلوى المعلقة على أبواب المحال التي أسسها الفاطميون لصناعة الحلوى ثم توزيعها على المصريين طيلة شهر الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، تغيرت الأزمان والحكام وبقي تعلق المصريين بحب الاحتفال بمولد النبي -صلى الله عليه وسلم- وبالعلاليق.
بهجة ابتكرها الفاطميون
غادر الفاطميون حكم مصر، وتولى بعدهم الأمراء والمماليك، وخاضت مصر حروبا، وتولى أمورها غير أهلها، حكم فيها من لم يملك، وعمر فيها من ليسوا منها، أصاب حلوى المولد المصرية، ما أصاب جميع أهلها، فتغير شكلها التقليدي من العروسة والحصان، وقوالب السكر النمطية. كما أضيفت لها المكسرات وطعوم جوز الهند والسمسم والفول السوداني والملبن.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsوحيدان مهجران.. بالفيديو- مسنة سورية تغسل قدمي زوجها وتعتني به بعد تهجيرهما للمخيمات وحيدان مهجران.. بالفيديو- مسنة ...
"جهاد في هوليود".. كفاح سوري هارب من جحيم بلاده"جهاد في هوليود".. كفاح سوري ...سيتم فتح هذه المقالة في علامة تبويب جديدة
شاهد- تقدمها فرقة “رابطة يقين” من اللاجئين السوريين.. سهرات رمضانية إنشادية دون مخالفة قانون الدفاعشاهد- تقدمها فرقة “رابطة يقين” ...
ورشة حلاوة المولد
أما في الوقت الحالي، فإن تكلفة حلوى المولد كذلك تغيرت، كما اختلفت طريقة الصنع، وشكل البهجة، التي لم تعد تعتمد فقط على الابتهاج بقطع السكر المصنعة بأشكال تناسب الأطفال من الجنسين، لكنها صارت بهجة باهظة الثمن.
فعبر مواقع التواصل الاجتماعي، انتشر إعلان عن ورشة البهجة، مسمى ليس جديدا على متابعي الورش الفنية التي تقام احتفالا بالمناسبات الدينية والاجتماعية التي يهوى المصريون الاحتفاء بها، لكن الورشة هذه المرة كانت فكرتها جديدة، ليست احتفالا بالأغاني والزينة، أو الإنشاد والذكر، لكنها ورشة لتعلم إعداد حلاوة المولد منزليا، وتوفير المبلغ الكبير الذي تدفعه الأسرة كل عام في قطع السمسمية والجوزية والملبن واللديدة، فكرة بدت جيدة حتى تم الإعلان عن سعر الورشة، التي فاقت سعر الحلاوة ذاتها.
680 جنيها (حوالي 45 دولارا)، المبلغ ليس مذكورا على علبة للحلوى، ولا عن سعر عروسة مولد يستعد شاب لإهدائها لخطيبته، الأمر أكثر تعقيدا من ذلك، وربما أكثر خفة مما نعتقد.
هذا المبلغ (680 جنيها) ثمن ورشة إعداد حلوى المولد، مثلما صارت الورش الفنية مصاحبة لكل الاحتفالات الدينية والاجتماعية التي تمر على مصر، بدءا من ورشة زينة رمضان، ثم ورشة الاستعداد للأعياد، وورش الاحتفالات بذكرى أكتوبر، وإعادة محاكاة ذكرى الانتصار المجيد، وتأتي ورشة إعداد حلوى المولد لاستعادة أجواء البهجة الغائبة عن البيوت المصرية، وتنفيذ بعض من الأصناف في الورشة، وتعليم البعض الآخر.
6 ساعات
تستغرق الورشة 6 ساعات في يوم واحد، لتعلم إعداد السمسمية والفولية والكاجو واللوزية واللديدة والحمام، للأسف لم يكن الملبن من بين مواد الورشة التي تتم دراستها على مدار 6 ساعات لكن المسؤول عن الحجز عبر الهاتف، أكد أنه ربما تتم إضافته لورش مقبلة قبل المولد، وإن لم يكن فالأمر سيستغرق عاما كاملا في الموسم المقبل للمولد.
يقول عبد السلام (اسم مستعار) -لأحد مسؤولي الورش المصنِّعة للحلوى- إن الأكاديمية المخصصة لتعلم فنون الطهي، تسعى لتعليم السيدات والرجال فنون الطهي المختلفة، بكافة فنونها واختلاف أذواقها، وهو الأمر الجديد على المتذوق المصري، الذي يؤمن بفكرة وراثة النفَس في الطهي، لكن الحقيق أن فنون الطهي الحديثة لا تعتمد على النفس، بل على التعلم ثم الخبرة والاختلاف.
عن ورشة إعداد حلاوة المولد، يقول مسؤول الأكاديمية إن سعر الورشة غير مبالغ فيه إطلاقا، على العكس، هناك إقبال متزايد عليها وطلبات لتكرارها، بالإضافة إلى أن الخامات مرتفعة الثمن.
المنتجات التي تتم صناعتها داخل الورشة -كما يؤكد مسؤول الأكاديمية للجزيرة نت- أن كل متدربة بالورشة تصنع قرصا من الفولية (حلوى يستخدم فيها الفول السوداني) أو غيرها من المنتجات وتأخذها معها على سبيل الفرحة والابتهاج بما قدمناه في احتفالنا البسيط بمولد سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.