شريف كناعنة.. مؤرخ التراث الشعبي الفلسطيني

شريف كناعنة.. مؤرخ التراث الشعبي الفلسطيني

شريف كناعنة أستاذ علم اجتماع وباحث فلسطيني في التراث، درس في جامعات أميركية عدة ودرّس في جامعات أميركية وفلسطينية، وأصدر كتبا ودراسات عدة منها: تأثير الاحتلال على الفلسطينيين، وفي الثقافة الفلسطينية والفولكلور، وعن حكايات شعبية فلسطينية، وتوثيق القرى المدمرة.

المولد والنشأة
ولد شريف كناعنة في عرابة البطوف بالجليل عام 1935.

الدراسة والتكوين
درس المرحلتين الابتدائية والثانوية في فلسطين، ثم انتقل إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث تابع تعليمه وحصل على شهادة الباكلوريوس في علم النفس من كلية يانكستون ساوث داكوتا عام 1965.
وبعد ثلاث سنوات نال الماجستير من جامعة هاواي، وفي عام 1975 نال شهادة الدكتوراه.

الوظائف والمسؤوليات
عمل في بداية مساره الوظيفي أستاذا مساعدا في جامعة وسكنس في الولايات المتحدة ثم عاد إلى فلسطين عام 1975 حيث عمل كناعنة محاضرا في جامعتي بير زيت والنجاح الفلسطينيتين حتى تقاعد في 2013.

التجربة البحثية
عمل كناعنة في فلسطين بمساعدة طلابه على توثيق الحكايات الشعبية بدءا من 1977 بعدما استهوته واكتشف أهميتها، وهو يستعد لإصدارها في موسوعة.

كما أكد أنها كانت حتى مطلع القرن العشرين عربية، شامية أو مصرية، لكن الصراع مع الصهيونية ومن ثم اللجوء في الشتات أنتجا هوية وطنية لها.

يعرّف كناعنة التراث الشعبي بأنه: كل ما يتداوله عامة الشعب ويتناقله بالسماع وبالتقليد ولا ينقل بشكل رسمي وخارج المدارس، ويشمل اللهجات الشعبية والحكايات الشعبية والنكات والأمثال والأغاني الشعبية. ومن هذا المنطلق اهتم بدرر التراث الشعبي وعمل على دراستها وتوثيقها.

وبخلاف ما يشاع، أكد كناعنة -خلال لقاء مع الجزيرة نت– أن الحكاية الشعبية عالمية ومتشابهة مع بعض الاختلافات، منبها إلى أن أصلها يعود إلى الألف الرابع قبل الميلاد في الصين والهند.
ويعتبر أن بقاء الحكاية الشعبية طيلة قرون طويلة جدا، دليل على قيمتها في نقل الثقافة والتربية على الأخلاق والقيم.

وأضاف الباحث الفلسطيني أن الحكاية الشعبية رواية نسوية بالأساس من المرأة إلى أطفالها، وفيها تعبر عن آلامها وآمالها ورسائلها، مشيرا إلى أنها تستخدمها للتفريغ ترويحا عن النفس والترفيه لها ولسامعيها وللتربية.

ويرى أن هذا ما يفسر وفرة حكايات ساندريلا، وحكايات الضرة عن الضرة أو الكنة عن الحماة أو أخت الزوج، مشيرا إلى أنها تجسد صراعا وتقدم حلا له وعادة ما تتمايز نهايات الحكايات.

في رؤيته لمفهوم للهوية، يقول كناعنة في حوار صحفي إنها تعريف الإنسان لنفسه ولا يمكن تعريف شيء في الفراغ، مضيفا أن ذلك يعني ربط الإنسان بما يحيط به خاصة مع بني البشر وباقي الأشياء مبديا خوفه من تفتت الهوية الفلسطينية وضياعها.

المؤلفات
أصدر كتبا ودراسات في العلوم الإنسانية والثقافة الفلسطينية والتراث الشعبي العالمي والعربي الذي يستحوذ على اهتمامه منذ عام 1971.

ومن أبرز كتب كناعنة "قول يا طير" الذي رأى النور بالإنجليزية أولا عام 1992، وهو أول كتاب له في التراث الشعبي ويعالج الحكايات الشعبية الإنسانية برؤية تحليلية.

وبعيدا عن التراث، ألف كناعنة "الإنجاب والطفولة" و"التغيير الاجتماعي والتوافق النفسي عند السكان العرب في إسرائيل"، إضافة إلى مؤلفات أخرى.

المصدر : الجزيرة