ينس ستولتنبرغ

WASHINGTON, DC - MAY 22: NATO Secretary-General Jens Stoltenberg speaks while meeting with U.S. President Barack Obama in the Oval Office of the White House on May 26,2015 in Washington, DC. Obama said the United States is working closely with NATO in the fight against ISIL .

ينس ستولتنبرغ سياسي نرويجي عمالي حظي بدعم شعبي كبير مكنه من رئاسة الحكومة ثلاث مرات متتالية، وجاء ترتيبه الثالث في الشخصيات الأكثر بروزا في رسم سياسة البلاد في تاريخها الحديث. اختير عام 2014 أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي خلفا للدنماركي أندرس فوغ راسموسن.

المولد والنشأة
ولد ينس ستولتنبرغ يوم 16 مارس/آذار 1959 في أوسلو لعائلة تمتهن السياسة، حيث عمل والده تورفالد ستولتنبرغ وزيرا للخارجية في الثمانينيات، واشتغلت والدته داخل الوزارة نفسها.

الدراسة والتكوين
درس ستولتنبرغ الاقتصاد في جامعة أوسلو ثم تدّرج في مناصب عديدة سواء ضمن كوادر حزب العمال أو في العلاقات العامة.

التجربة السياسية
التحق ستولتنبرغ بحزب العمال في وقت مبكر وأبدى نشاطا واضحا في تبني أفكار حزبه التي تركز دائما على بناء دولة الرفاه، وإشراك الجميع في بناء المجتمع.

وترأس رابطة الشبيبة العمالية عام 1985 وأبدى معارضة لعضوية بلاده في حلف شمال الأطلسي (ناتو) الذي سيكون أمينه العام فيما بعد.

كما اشتغل في مجال الصحافة بين عامي 1979 و1981، وعمل بين عامي 1989 و1990 في مركز إحصاء نرويجي، ثم انتخب عام 1990 على رأس فرع أوسلو التابع لحزب العمل النرويجي.

ويشارك في المعسكرات الصيفية السنوية التي تقيمها الرابطة وفود عديدة من اليسار الأوروبي، إلى جانب فلسطينيين من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

وصل ستولتنبرغ إلى البرلمان في انتخابات 1993 وفي نفس العام عين وزيرا للتجارة والطاقة بين عامي 1993 و1996، في حكومة غرو هارلم برونتلاند العمالية.

وفي العام 1996 كلف بحقيبة المالية في عهد حكومة توربيورن ياغلاند، وبعد ذلك بعام واحد اختير رئيسا للجنة البرلمانية القائمة على شؤون النفط والطاقة في الوقت الذي ترأس فيه شيل ماغنا بوندافيك (من الحزب الديمقراطي المسيحي) رئاسة الحكومة لأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية إذ كانت مقصورة على الاشتراكيين واليسار.

تسلم ستولتنبرغ رئاسة الحكومة بعد سقوط حكومة بوندافيك عام 2000 بعد رفضها الموافقة على بناء مصانع لتوليد الطاقة بالغاز، إلا أن حزب العمال مني بخسارة كبيرة في انتخابات 2001 لم يشهدها منذ عام 1924، وعادت حكومة يمين الوسط من جديد.

بعد هزيمة حزبه ركز ستولتنبرغ على تقوية بنية الحزب العمالي الأمر الذي مكنه بالفوز لفترتين متتاليتين في انتخابات  2005 و2009.

وقد انتهج سياسة اقتصادية متقشفة وحذر من إصابة البلاد بعدوى المرض الهولندي في إشارة إلى إنفاق هولندا جميع عائدات الغاز في السبعينيات.

وقد سجلت موازنة الدفاع في عهده أعلى نسبة مما جعل النرويج أكثر دول الحلف الأطلسي إنفاقا على التسلح بالرغم من عدم وجود تهديد خارجي لكيانها.

ومع أن حزبه تجمعه أواصر صداقة قوية مع إسرائيل إلا أن ستولتنبرغ ظل ينتقدها ويهاجم سياستها في استخدام القوة المفرطة ضد الفلسطينيين.

وقبيل انتخابات  2013 تخفى ستولتنبرغ كسائق أجرة  للتعرف على آراء الناس العاديين حول سياسة حكومته العمالية إلا أن ذلك لم يحل دون سقوطه بفارق بسيط.

كسب ستولتنبرغ قلوب الملايين عندما تحدث عن المذبحة التي نفذها متطرف يميني نرويجي عام 2011  بحق العشرات من أعضاء رابطة شبيبة العمال بالقول "إن ردنا على مثل هذا العمل الشنيع هو فتح قلوبنا للجميع واستمرار المحافظة على قيمنا المبنية على الانفتاح والديمقراطية وحقوق الإنسان".

ظهر وهو يعد وجبة غذائية شعبية لوالديه من لحم الحيتان في فيلم وثائقي باسم "البلد الغني" يحكي مسيرة صعوده إلى رئاسة الوزراء للمرة الثانية.

اختير ستولتنبرغ في الأول من أكتوبر/تشرين الأول 2014 أمينا عاما لحلف شمال الأطلسي خلفا للدانماركي أندريس فوغ راسموسن.

وجاء تعيينه في منصب الأمين العام لحلف الناتو بدعم من القوى المهيمنة على الناتو مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأميركية، وكانت هذه الدول ترغب حينها في أن تتولى المنصب شخصية تساهم في إيجاد توافق بشأن أزمة القرم.

وفي 12 ديسمبر/كانون الأول 2017، مدد أعضاء حلف شمال الأطلسي ولاية ستولتنبرغ أمينا عاما للحلف حتى أواخر العام 2020، وإذا أكمل ولايته في أكبر منصب مدني في الحلف، فسيكون أول أمين عام له يخدم 6 سنوات منذ الألماني مانفرد فورنر الذي توفي وهو في المنصب عام 1994.

المصدر : الجزيرة