ما أضرار غاز ثاني أكسيد النيتروجين الصحية؟

ثاني أكسيد النيتروجين.. غاز سام للبشر ومضر للبيئة
سكان المناطق الحضرية أكثر عرضة للخطر جراء استنشاق غازات أكسيد النيتروجين (دويتشه فيلله)

غاز ثاني أكسيد النيتروجين (NO2) هو غاز سام وضار، وأحد ملوثات الهواء، وهو أحد أنواع أكاسيد النيتروجين، ويمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والجهاز التنفسي، وبرز إلى الضوء بداية عام 2018 بعد أن كشفت وسائل إعلامية إجراء أبحاث ممولة من شركات "فولكسفاغن" و"دايملر" و"بي إم بي دبليو" تم فيها تعريض أشخاص أصحاء له.

ويعتبر غاز أكسيد النيتروجين بكل أنواعه -والتي تشمل أيضا NO  وN2O- ساما وضارا، وهذا الغاز يمكن أن يؤدي إلى تهيج العين والجهاز التنفسي، بينما عند التعرض إليه على المدى الطويل يؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

ويعتبر سكان المناطق الحضرية أكثر عرضة للخطر جراء استنشاق غازات أكسيد النيتروجين، كما أن للغازات تأثيرا ضارا على الحيوانات والنباتات والتربة.

وتنتج غازات أكسيد النيتروجين كمنتجات ثانوية غير مرغوب فيها في محركات احتراق السيارات، خاصة في محركات الديزل، وأيضا من عملية حرق الفحم والنفط والغاز والخشب والنفايات.

وفي بداية عام 2018 أثارت شركات صناعة السيارات الألمانية العملاقة ضجة دولية بعد ثبوت تمويلها مجموعة بحثية تجري التجارب على البشر، وعرضت المجموعة عددا من الأشخاص والحيوانات لاستنشاق غاز ثاني أكسيد النيتروجين السام.

ويتسبب تلوث الهواء بأكثر من أربعمئة ألف حالة وفاة مبكرة سنوياً في الاتحاد الأوروبي، عدا أولئك الذين يصابون بأمراض تنفسية وأخرى تطول القلب والأوعية الدموية، مما يكلّف اقتصاد الاتحاد أكثر من عشرين بليون يورو كل سنة، وفق المفوضية الأوروبية.

وبرز غاز ثاني أكسيد النيتروجين إلى الضوء بداية عام 2018 بعد أن كشفت صحيفتا "شتوتغارتر ناخريشتن" و"زود دويتشه تسايتونغ" الألمانيتان عن أن جمعية الأبحاث الأوروبية للبيئة والصحة وقطاع النقل، التي أسستها شركات فولكسفاغن ودايملر وبي أم دبليو الألمانية للسيارات عام 2007، دعمت "دراسة قصيرة المدى عن تأثير استنشاق أكاسيد النيتروجين على أفراد أصحاء بين عامي 2012 و2015".

وبحسب التقارير، تم فحص 25 شخصا بمعهد تابع لمستشفى آخن الجامعي في ألمانيا بعدما استنشق كل فرد منهم أكاسيد النيتروجين بتركيزات مختلفة لعدة ساعات.

ويأتي هذا بعدما كشفت صحيفة نيويورك تايمز قبلها بأسبوع عن تورط فولكسفاغن ودايملر الألمانيتين لصناعة السيارات في استخدام قرود بمختبر أميركي كحيوانات تجارب لاستنشاق الأبخرة، لاختبار مدى سمية انبعاثات الديزل في سياراتهما.

وبحسب تقرير الصحيفة، تم استخدام عشرة قرود في وعاء محكم الإغلاق بمنشأة بحثية من أجل إجبار تلك الحيوانات على استنشاق العادم المنبعث من سيارة "بيتل" من أجل اختبار نسبة سمية العادم.

وأصدرت فولكسفاغن بيانا ردا على تقرير نيويورك تايمز، جاء فيه "إننا مقتنعون بأن الأساليب العلمية التي تم اختيارها في ذلك الوقت كانت خاطئة"، وأضافت "كان الأفضل أن يتم التخلي عن هذا الاختبار منذ البداية".

كما شجبت الشركة جميع أشكال إساءة معاملة الحيوانات، وأضافت "نطلب الصفح عن هذا السلوك السيئ والحكم السيئ لبعض الأفراد".

أما شركة دايملر فقالت في بيان لها إنها فتحت تحقيقا في تلك الواقعة، واعتبرت تلك التجارب "لا لزوم لها ومثيرة للاشمئزاز".

وكانت فولكسفاغن اعترفت عام 2015 باستخدام برنامج حاسوبي معقد لتقليل كميات العوادم المنبعثة من السيارات أثناء الاختبارات، مقارنة بالكميات الحقيقية الصادرة أثناء تشغيل السيارات على الطرق. وكان هذا البرنامج موجودا في نحو 11 مليون سيارة تعمل بمحركات ديزل في مختلف أنحاء العالم.

ومنذ اعترافها دفعت فولكسفاغن نحو 24 مليار دولار في تسويات وتعويضات، منها 2.8 مليار دولار غرامة جنائية.

المصدر : الألمانية + دويتشه فيله