كيف يشعر المصاب بكورونا بعد تلقي اللقاح؟ وماذا يجب أن يفعل؟

كيف يشعر الشخص الذي أصيب بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" بعد أن تلقى اللقاح وطور مناعة كاملة؟ وماذا يجب أن تفعل إذا أُصبت بكورونا بعد تلقي اللقاح؟ وهل يمكن أن يصاب الشخص بـ "كوفيد طويل الأمد" إذا أصيب بعد التطعيم؟ الإجابات بهذا التقرير الشامل.

سنتحدث هنا عمن تلقى اللقاح من كورونا وطور مناعة كاملة، وهذا يعني أن يكون مضى 14 يوما على تلقيه الجرعة الثانية من اللقاح المكون من جرعتين مثل فايزر-بيونتك  Pfizer-BioNTech وأسترازينيكا-أكسفورد AstraZeneca-Oxford ومودرنا Moderna وسينوفارم sinopharm، أو جرعة اللقاح المكون من جرعة واحدة مثل جونسون أند جونسون Johnson & Johnson، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.

ووفقا للمراكز الأميركية فإنه من المتوقع حدوث إصابات اختراق Breakthrough Infection: أي إصابة شخص بالفيروس تلقى تطعيما كاملا لكورونا.

وتضيف أن لقاحات كورونا فعالة في الوقاية من معظم حالات العدوى. ومع ذلك، مثل معظم اللقاحات، فهي ليست فعالة بنسبة 100%.

وتقول أيضا إن الأشخاص الذين تم تطعيمهم بالكامل ثم أصيبوا بكورونا هم أقل عرضة للإصابة بمرض خطير من أولئك الذين لم يتم تلقيحهم وأصيبوا.

وحتى عندما تظهر الأعراض على الذين تم تطعيمهم بالكامل، فإنها تميل إلى أن تكون أقل حدة من الأعراض لدى غير المحصنين. هذا يعني أنهم أقل عرضة للدخول إلى المستشفى أو الموت مقارنة بالأشخاص الذين لم يتم تطعيمهم.

نبدأ بالسؤال الأول: كيف يشعر من أصيب بكوفيد بعد تلقيه التطعيم الكامل لكورونا؟ 3 أشخاص مروا بهذه التجربة يجيبون في تقرير غارديان:

الحالة الأولى: كلير جنكينز (44 عاما) من كامبورن، كامبريدجشير في إنجلترا، أصيبت بكوفيد هذا الشهر بعد إصابة ابنتها البالغة من العمر 13 عاما.

وقالت "عزلنا نحن الأربعة في المنزل عندما كانت نتائج اختبارها (ابنتها) إيجابية" لاحقا "بدأ زوجي تظهر عليه الأعراض.. ثم جاءت نتيجة فحصها إيجابية".

وقالت "لقد كانت مفاجأة بالتأكيد عندما مرضنا، كان وضع زوجي أسوأ مع كوفيد مقارنة معي، كنا قلقين عليه حقا لفترة من الوقت، كان لديه قائمة كاملة من الأعراض بشكل سيئ حقا لمدة 10 أيام".

وتختم بالقول "ما زلت أشعر بالامتنان حقًا لتلقي اللقاح.. لا أريد أن أتخيل مدى السوء الذي كان يمكن أن تكون عليه الأمور لو لم نتلق التطعيم الكامل".

الحالة الثانية: سيمون برايس (54 عاما) موظف حكومي محلي من أبينجدون، أوكسفورد شاير في إنجلترا، ويعتقد أنه أصيب بالفيروس عندما حضر مباراة نصف نهائي أوروبا بين إنجلترا والدانمارك في ملعب ويمبلي في يوليو/تموز.

بعد أيام قليلة من المباراة، لاحظ برايس -الذي تم تطعيمه بالكامل- الأعراض، وجاء الاختبار إيجابيا، وعزل عن زوجته في المنزل.

وقال "نمنا في غرف نوم منفصلة 3 أسابيع، ولحسن الحظ بقيت زوجتي سلبية طوال الوقت. لقد تلقيت جرعتين من اللقاح وأنا متأكد من أن ذلك ساعد في تقليل الأعراض. لقد أصبت بنزلات البرد بشكل أسوأ.. شعرت بتوعك لمدة يومين أو ثلاثة وما زال الإحساس بالتذوق لم يعد بنسبة 100%".

الحالة الثالثة: هانا ماكجواير (28 عاما) من لندن. اعتقدت خطأ في البداية أن إصابتها بفيروس كوفيد نوبة تسمم غذائي، وتقول إنه لاحقا "أكد الاختبار والتتبع أن القيء هو أيضا أحد أعراض مرض كوفيد، بالإضافة إلى ضباب الدماغ والسعال والصداع والشعور بالتعب، وهو ما عانيت منه أيضا. لم يكن ذلك لطيفا".

ومع أن الأشخاص الثلاثة تعافوا، فإنهم يقولون إنه كان للمرض تأثير كبير على الصحة والحياة اليومية.

اللقاحات تعمل بطريقتين

تقول الدكتورة كاثرين أوبراين من منظمة الصحة العالمية "نحن نتعلم شيئين عن عدوى الاختراق: الأول أن درجة شدة المرض بين المصابين بعدوى اختراق أقل حدة من شدة المرض بين الذين لم يتم تطعيمهم. لذا فإن اللقاحات تعمل بطريقتين مختلفتين.. تمنع الناس من الإصابة بالمرض على الإطلاق. وحتى عندما يحدث المرض بين الذين تم تطعيمهم بالكامل، فإن شدة هذا المرض تكون أقل".

وتضيف "في مقابلة على قناة منظمة الصحة العالمية الرسمية على يوتيوب "كان السؤال الثاني حول عدد المرات التي نشهد فيها بالفعل إصابات اختراق. نحن نراقب هذا بعناية. وهناك بعض الأشياء التي أريد أن أقولها عن الإصابات الخارقة. الأول أنها غير شائعة. ولذا فإن هذا ليس شيئًا يحدث بطريقة غير متوقعة، لكنها لا تحدث بشكل متساوٍ بين جميع الأنواع المختلفة من الناس. المعرضون لخطر متزايد للإصابة بالأمراض، لذا فإن الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، والفئات العمرية الأكبر سنا، يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض انفرادي أكثر من غيرهم. لذلك فهي ليست خطرا متساويا للإصابة بمرض الاختراق".

وتابع "النقطة الثانية أننا نشهد المزيد من حالات مرض الاختراق، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن الناس يوقفون التدخلات الأخرى التي تقلل من انتقال هذا الفيروس. لذلك عندما يبدأ الفيروس في الانتقال بوتيرة أكبر وبتواتر أكبر" تكون هناك الكثير من الحالات التي يتعرض لها الجميع "بمن فيهم الذين تم تطعيمهم".

وبغض النظر عما إذا كنت قد تلقيت التطعيم ضد كوفيد أو لا تزال تنتظر، استمر في اتباع هذه الاحتياطات لحماية نفسك والآخرين:

  • تجنب الحشود
  • حافظ على مسافة تباعد
  • فتح النوافذ

هل يمكن أن تصاب شخص ما بـ"كوفيد طويل الأمد" long COVID إذا أصيب بعد التطعيم؟

من غير الواضح، لكن الباحثين يدرسون فرص ظهور الأعراض طويلة المدى لدى أي شخص قد يصاب بعد التطعيم، وذلك وفقا لتقرير في أسوشيتد برس للكاتبة ليندزي تانر.

ومع أن لقاحات كوفيد-19 المستخدمة في جميع أنحاء العالم فعالة في الوقاية من الأمراض الشديدة والوفاة من فيروس كورونا، لكن بعض الناس يصابون بالعدوى بعد التطعيم.

ويقول خبراء الصحة إن اللقاحات يجب أن تساعد في تقليل شدة أي مرض يعاني منه الناس.

لكن الباحثين يدرسون أيضا ما إذا كانت هذه الحالات المتقدمة يمكن أن تؤدي إلى "لونغ كوفيد" فترة طويلة، أي عندما يعاني الأشخاص من أعراض مستمرة أو عائدة أو جديدة بعد شهر أو أكثر من الإصابة، يمكن أن تتطور الحالة بعد عدوى أولية شديدة أو حتى لدى أولئك الذين ظهرت عليهم أعراض خفيفة في البداية أو لم تظهر عليهم أعراض.

وتشير بعض التقديرات إلى أن حوالي 30% من مرضى كوفيد غير المطعمين يصابون بأعراض طويلة المدى، بما في ذلك ضيق التنفس والتعب وصعوبة التركيز والأرق وضباب الدماغ. ويمكن أن تظهر أعراض مماثلة بعد عدوى فيروسية أخرى أيضا.

ولا يعرف الباحثون سبب استمرار الأعراض، لكنهم يعتقدون أن بعض الأعراض تعكس تندب الرئة أو تلف الأعضاء الأخرى من العدوى الأولية الشديدة.

وتشير نظرية أخرى إلى أن الفيروس قد يستمر في الجسم ويؤدي إلى استجابة مناعية تؤدي إلى ظهور الأعراض.

ماذا يجب أن تفعل إذا أُصبت بكورونا بعد تلقي اللقاح؟

وفقا للمراكز الأميركية فإنه يمكن أن يكون الأشخاص الذين يصابون بعدوى اختراق، معدين. لذلك ينصح:

  • عزل الشخص وفق إجراءات العزل في بلده: 10 أيام أو 14 يوما.
  • مراقبة العلامات الحيوية.
  • الاستراحة وشرب السوائل.
  • في المنزل يجب على الشخص أن يعزل نفسه عن بقية أفراد العائلة حتى لا ينقل لهم العدوى.
المصدر : الجزيرة + أسوشيتد برس + غارديان + مواقع إلكترونية