المستشارة الألمانية ميركل تلقت لقاحين مختلفين لكورونا.. لماذا وما هما؟

ما اللقاحان المختلفان المضادان لفيروس كورونا المستجد اللذان تلقتهما المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل؟ ولماذا يوصى بـ"التطعيم التفاعلي" للمحيطين بالمصابين بسلالة خطيرة من فيروس كورونا؟ وما مبررات الخبراء الألمان الذين حذروا من خطورة سلالة "دلتا"؟ وما الالتهابات التي ستؤدي للموت خلال 10 أو 20 عاما؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل الذي نتعرف فيه على آخر المعطيات حول فيروس كورونا ومخاطر الأوبئة القادمة.

تلقت ميركل جرعة من لقاح "مودرنا" (Moderna) المضاد لكورونا، وذلك بعد تلقيها في السابق جرعة أولى من لقاح "أسترازينيكا" (AstraZeneca).

لماذا تم تغيير اللقاح في الجرعة الثانية؟

قالت صحيفة "لوباريزيان" (Le Parisien) الفرنسية إن المستشارة الألمانية (66 عاما) تلقت جرعة أسترازينيكا يوم 16 أبريل/نيسان الماضي قبل أن يتم تعليق استخدامه لفترة بعد تسجيل العديد من حالات التجلط الدموي الذي تسبب به اللقاح في عدد من الدول الأوروبية.

ونشر المتحدث باسم المستشارة الألمانية حينها صورة لشهادة التطيعم على موقع تويتر لإثبات تلقيها اللقاح. وكان استخدام اللقاح السويدي البريطاني -الذي تلقاه عدد من السياسيين الألمان ومنهم رئيس الجمهورية فرانك فالتر شتاينماير- يقتصر في ألمانيا على من تزيد أعمارهم عن 60 عاما.

انفوجراف خارطة انتشار سلالة دلتا في العالم

لماذا يوصى بـ"التطعيم التفاعلي" للمحيطين بالمصابين بسلالة خطيرة من فيروس كورونا؟

توصي الهيئة العليا للصحة في فرنسا بتطعيم الأشخاص المحيطين بالمرضى المصابين بسلالة خطيرة من فيروس كورونا المستجد على نطاق واسع، في إطار ما يسمى بحملة "التطعيم التفاعلي" (Reactive vaccination).

وفي تقرير نشرته صحيفة لوباريزيان الفرنسية، قال نيكولا بيرو إن الهيئة العليا للصحة دعت في بداية الأسبوع وبشكل علني إلى اعتماد "إستراتيجية التطعيم التفاعلي" التي تقوم على إعطاء الأشخاص المحيطين بشخص مصاب بسلالة خطيرة من فيروس كورونا -مثل سلالة "دلتا" الهندية- جرعة أولى من اللقاح بهدف الحد من انتشار هذه السلالة شديدة العدوى، التي يمكن أن تصبح أكثر السلالات انتشارا في فرنسا في الأسابيع المقبلة.

ويشمل مصطلح التطعيم التفاعلي، حسب ما ورد عن الهيئة العليا للصحة، "جميع الأشخاص الذين يتقاسمون السكن مع المريض، وزملاءه في العمل أو في الجامعة".

وذكرت رئيسة لجنة التلقيح التقنية في السلطة الصحية إليزابيث بوفيه "تتمثل الفكرة في إجراء تطعيم واسع النطاق، لا يشمل المجموعة الأولى أو الثانية التي أقام الشخص حامل الفيروس اتصالات معها فقط، بل مجموعة الأشخاص البعيدين عنه أيضا. جميع الموظفين معنيون بالتطعيم داخل الشركات، علما بأن التطعيم التفاعلي يشمل جميع الأشخاص الذين يوجدون في بيئة الشخص الحامل للفيروس، مع الأخذ بعين الاعتبار احتمال تعرض الجميع للعدوى".

أعلنت وزارة الصحة الفرنسية أنها ستتبع توصيات الهيئة العليا للصحة. وهذا يعتبر بمثابة رد بالموافقة على إستراتيجية وضعتها الحكومة عند التعامل مع بعض الحالات منذ بضعة أسابيع. وقد عرض التطعيم على سكان بعض الأحياء في  بوردو أو ستراسبورغ أو حتى بريست، التي سجلت فيها حالات إصابة بسلالة دلتا الهندية.

خبراء فيروسات ألمان يحذرون من خطورة سلالة دلتا

نبقى مع سلالة دلتا، حيث حذر خبراء ألمان من مخاطر السلالة الجديدة شديدة العدوى من كورونا "دلتا"، وفقا لتقرير في موقع دويتشه فيله.

وذكر الموقع أن "باحثين متخصصين في دراسة الهواء من معهد ماكس بلانك الألماني كشفوا أنه في الغرف المغلقة تكفي بضع دقائق من الاتصال غير المحمي مع شخص مصاب قبل حدوث العدوى".

في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية، أوضح الأمين العام للجمعية الألمانية لعلم المناعة كارستن فاتسل أن "سلالة دلتا أكثر عدوى قليلا من سلالة ألفا السائدة حاليا. وبناء على البيانات الحالية التي لا تزال غير نهائية، لا بد أن يكون حوالي 85% من السكان محصنين حتى يكون غير الملقحين محميين بشكل غير مباشر".

وأضاف فاتسل "إننا نحتاج بذلك إلى الوصول إلى مناعة القطيع على نطاقات يصعب الوصول إليها في ظل عدم وجود لقاح معتمد للأطفال دون سن 12 عاما ولا توجد توصيات تطعيم عامة لأي شخص دون سن 18 عاما. وقد لا يمكن تحقيق مناعة القطيع إلا في بعض المرافق مثل دور رعاية المسنين، ولكن ليس لغالبية السكان".

وبهذا الصدد، قال وزير الصحة الألماني ينس شبان إن "السؤال لا يدور حول ما إذا كانت سلالة دلتا ستهيمن على كورونا في ألمانيا، ولكن يدور حول متى سيحدث ذلك؟".

في غضون 10 أو 20 عاما سنموت من هذه الالتهابات

صرحت الباحثة البريطانية إديث هيرد -رئيسة مختبر البيولوجيا الجزيئية الأوروبي- بأنه بعد حوالي 10 أو 20 سنة سنموت من العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي لن نكون قادرين على مكافحتها، وفقا لتصريحات لصحيفة "لوفيغارو" (Le Figaro) الفرنسية.

وأضافت الباحثة "قبل عامين كنا مدركين بالفعل وجود خطر معين لأننا علمنا بوجود فيروسات أخرى، مثل الفيروس المسؤول عن ظهور المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة. بالإضافة إلى ذلك، نحتاج إلى أدوات جزيئية لفهم ما يحدث. لقد كنا نعلم أن هذه المواضيع ملحة إلى أن انتشر الوباء. وفي هذا الصدد، يعتبر التساؤل عن كيفية ظهور الوباء من الأسئلة الرئيسية التي نحتاج إلى الإجابة عنها. ويتمثل السؤال الآخر في فهم سبب زيادة مقاومة المضادات الحيوية بسرعة كبيرة. ولا تتعلق المشكلة بالمستشفيات فقط، نظرا لأن هذه المقاومة تظهر أيضا في البكتيريا الموجودة في المحيط".

تابعت الباحثة حديثها قائلة "إذا تمكنا من فهم ما يجري، يمكننا منع حدوث الظاهرة. نتيجة توقف العديد من الشركات عن تطوير المضادات الحيوية، توجد نوعية قليلة من الأدوية اليوم. بعد حوالي 10 أو 20 سنة سنموت من العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية، والتي لن نكون قادرين على مكافحتها. علما أنه على مدى المئة عام الماضية، تضاعف متوسط ​​العمر المتوقع بفضل العلاجات مثل المضادات الحيوية واللقاحات. وإذا وقفنا مكتوفي الأيدي، لن تكون المضادات الحيوية الموجودة حاليا قادرة على مكافحة العدوى، حيث سيكون ذلك بمثابة الوباء القادم".

المصدر : الجزيرة + وكالات + دويتشه فيله + لوباريزيان + لوفيغارو