أسوأ كابوس.. بعد مرور ستة أشهر لماذا لا يزال كورونا يجتاح العالم كالنار في الهشيم؟

أسوأ كابوس.. بعد مرور ستة أشهر لماذا لا يزال كورونا يجتاح العالم كالنار في الهشيم
العالم يشهد تحطيما لأرقام قياسية فيما يتعلق بكوفيد-19 مع تسجيل ارتفاع صاروخي بعدد الإصابات المؤكدة اليومية (غيتي)

وصف أكبر خبير أميركي في الأمراض المعدية جائحة فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، بأنها أسوأ كابوس لخبراء الصحة، فلماذا بعد مرور ستة أشهر من ظهوره لا يزال كوفيد-19 يجتاح العالم كالنار في الهشيم؟

وقال أنتوني ستيفن فاوتشي مدير المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية وخبير المناعة الأميركي وعضو فريق عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا، إن جائحة كورونا "أسوأ كابوس" لخبراء الصحة نظرا لسهولة انتقاله بين البشر، مضيفا في تصريح الخميس لوسائل الإعلام أن قدرة العدوى التي يظهرها الفيروس "ملفتة في الواقع".

وتساءل مقال خاص نشرته وكالة شينخوا الصينية للأنباء عن استمرار وباء كورونا في اجتياح جميع أنحاء العالم بعد ستة أشهر من ظهوره، ووجه انتقادات إلى الولايات المتحدة.

تحطيم الأرقام القياسية

وقال المقال إن العالم يشهد تحطيما لأرقام قياسية فيما يتعلق بكوفيد-19 مع تسجيل ارتفاع صاروخي في عدد حالات الإصابة المؤكدة اليومية والذي تجاوز 200 ألف في وقت سابق من هذا الأسبوع.

وتجبر العدوى المتصاعدة الدول على تعليق خططها لتخفيف القيود على الحياة العامة وإعادة فتح الاقتصادات تدريجيا، حيث أعيد فرض الإغلاق في العديد من المدن.

لقد مر ما يقرب من نصف العام منذ بداية تفشي كوفيد-19، ولكن بعض الدول تكافح من أجل تسطيح المنحنى وتدفع في الوقت ذاته لتطبيق سياسات إعادة فتح سابقة لأوانها، حسبما يقول المحللون والخبراء.

لقد استغرق الأمر 10 أيام فقط ليصل عدد الإصابات بفيروس كورونا الجديد في جميع أنحاء العالم إلى 11.9 مليونا حتى أمس الخميس من عتبة 10 ملايين المروعة، وفقا للبيانات الصادرة عن جامعة جونز هوبكنز.

وضع عصيب

وأصبحت الأميركتان مركز بؤرة فيروس كورونا حيث تعد الولايات المتحدة، بتسجيلها أكثر من 3 ملايين حالة، الدولة الأشد تضررا، تليها البرازيل بحوالي نصف حصيلة الولايات المتحدة.

ووفقا لشينخوا، فإنه في مواجهة مثل هذا الوضع العصيب، ثمة حاجة إلى تعاون عالمي واتخاذ إجراءات مستمرة وجوهرية وعلمية لإنهاء الجائحة.

إلى جانب المبادئ التوجيهية الإلزامية من السلطات المحلية وإعادة الفتح الذكي والحذر، فإن هناك حاجة ماسة إلى التعاون العالمي الفعال، الذي يلعب دورا أساسيا في كبح الانتشار المتفشي للفيروس.

ومع تسارع الجائحة، ذكر المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في أواخر يونيو/حزيران الماضي، أن جميع البلدان التي تتعايش مع كوفيد-19 سيكون هذا هو الوضع الطبيعي الجديد لها في الأشهر المقبلة.

ومن جانبه، قال شي تشين، الأستاذ في كلية ييل للصحة العامة ورئيس الجمعية الصينية لسياسات وإدارة الصحة، "إننا نشهد عولمة من دون حوكمة عالمية، مما كشف عن ضعف البشر في مواجهة أمراض معدية رئيسية مثل كوفيد-19".

ودعا تشين إلى تعزيز التعاون العالمي في مكافحة الجائحة في أربعة مجالات رئيسية، وهي: تتبع الفيروس واكتشافه، وتقديم التقارير في الوقت المناسب إلى المنظمات الدولية، وتبادل المعلومات العلمية، وتقاسم الخبرات في مجال الوقاية من كوفيد-19 والسيطرة عليه.

وأضاف أن "إجراءات التباعد الاجتماعي وممارسات ارتداء الكمامات في الصين ودول شرق آسيا الأخرى أبطأت انتشار الفيروس بشكل فعال".

وانتقد المقال في شينخوا الولايات المتحدة، وقال "ومع ذلك، فإن الدولة الأشد تضررا من الجائحة تعزل نفسها عن التعاون العالمي. فقد قدمت الولايات المتحدة يوم الثلاثاء رسميا إخطار انسحابها من منظمة الصحة العالمية إلى الأمم المتحدة، لتحرك بذلك عملية خروج البلاد من الهيئة العالمية وسط ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا".

ودعت منظمة الصحة العالمية الخميس إلى التضامن ضد الفيروس، وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس "لن نتمكن من التغلب على الجائحة إن كنا منقسمين"، بعد يومين من تأكيد الولايات المتحدة انسحابها من المنظمة الدولية التي تتهمها واشنطن بسوء إدارة الأزمة وانحيازها للصين حيث ظهر الفيروس في ديسمبر/كانون الأول 2019.

انتقادات لمنظمة الصحة

بالمقابل فإن منظمة الصحة العالمية تواجه اتهامات بالاستجابة البطيئة واتخاذ قرارات "متناقضة" منذ ظهور فيروس كورونا وتفشيه في العالم قبل ستة أشهر. وفي الحقيقة يرى البعض أن استجابة المنظمة قد تكون أحد أهم أسباب استمرار تفشي فيروس كورونا حتى اللحظة.

ووجهت دول عديدة -على رأسها الولايات المتحدة الأميركية- انتقادات شديدة للمنظمة، مع اتهامها بعدم تقديم التحذيرات اللازمة من انتشار الوباء في الوقت المناسب.

وتُتهم المنظمة أيضا بإعطاء توجيهات خاطئة لبلدان العالم حول ارتداء الكمامات الواقية، ومعلومات غير دقيقة حول التجارب الجارية على الأدوية المحتملة، إضافة إلى اتخاذ خطوات متأخرة، وتوجيه رسائل متناقضة، بجانب اتهام واشنطن لها بالانحياز للصين.

تقرير

وأعلنت منظمة الصحة العالمية الخميس أن أعضاءها سوف يعدون أول نتائج بشأن التصدي الدولي لجائحة فيروس كورونا في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

وستنشر لجنة تقييم برئاسة رئيسة وزراء نيوزيلندا السابقة هيلين كلارك والرئيسة الليبيرية السابقة إلين جونسون سيرليف، التقرير عن أصل هذا الوباء والتعامل معه.

وستقوم ما يطلق عليها اللجنة المستقلة للاستعداد للأوبئة العالمية والتعامل معها "آي بي بي آر" بتحليل منشأ ظهور فيروس كورونا المستجد، وكيفية منع تفشي الجوائح في المستقبل، وكذلك كيفية تعامل الأفراد مع الفيروس.

وقررت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية البالغ عددها 194 بلدا تشكيل اللجنة خلال قمة افتراضية جرت في مايو/أيار الماضي. ومن المقرر أن يتم إصدار تقرير نهائي بشأن الجائحة في مايو/أيار 2021.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية